«الوطن» داخل أول مركز لزراعة الأعضاء فى الإسكندرية
وحدة زراعة الأعضاء فى مستشفى «المواساة» الجامعى بالإسكندرية
عملية جراحية معقدة شهدتها أروقة مستشفى «المواساة» الجامعى بالإسكندرية، وتحديداً وحدة «زراعة الكبد» الكائنة فى الطابق الثالث، خضع لها «عبدالله أبوالمجد»، 24 سنة، بعد أن ساءت حالته الصحية، ولم يجد حلاً إلا من خلال تبرع صديقه المقرب «محمود عبدالله»، فى نفس العمر، بنسبة 60% من كبده، لإنقاذ حياة صديقه، فى موقف بطولى نادر، وهو ما دفع «الوطن» إلى رصد أوضاع المستشفى المخصص لزراعة الأعضاء، حيث إنه أول مركز متخصص فى جراحات أورام الكبد والبنكرياس بالإسكندرية، باستخدام أحدث التقنيات الطبية.
مدير المستشفى، الدكتور شادى فؤاد، أكد أن زرع الكبد من العمليات المعقدة للغاية، نظراً لعدم تطابق بعض الفحوصات الطبية للمتبرع مع حالة المريض، إلا أن الفريق الطبى بإمكانه التغلب على هذا العائق، مشيراً إلى أن المستشفى، المكون من 5 طوابق، يضم وحدات لزراعة الكلى والنخاع، حيث يوجد فى الطابق الأول أقسام الأشعة والتعقيم، والثانى به العيادات الداخلية ووحدة الغسيل الكلوى ومعمل التحاليل والصيدلية، بينما يحتوى الطابق الثالث على وحدة جراحات وزراعة الكبد، والرابع مخصص للعمليات والعناية الجراحية، أما الطابق الخامس فمن المخطط أن يضم وحدة تكاملية لزراعة النخاع. وأضاف أنه تم تجهيز أقسام المستشفى بنحو 105 أسرة، موزعة على الأقسام الداخلية والعناية المركزة ووحدة الغسيل، بالإضافة إلى مجموعة من أفضل الأطباء المقيمين داخل المبنى، لتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمرضى على مدار 24 ساعة، مشيراً إلى أن مستشفى «المواساة»، منذ انتقال تبعيته إلى المستشفيات الجامعية فى عام 2014، يعتمد بشكل كبير على تخصصات زراعة الأعضاء، كما شدد على أن يتم التعامل مع جميع الحالات بصورة متساوية، دون استثناءات، حيث يتم تسجيل كل مريض برقم، ويتم إجراء العمليات اللازمة بنظام الدور، لافتاً إلى أن هناك بعض الحالات التى قد يضطر الأطباء إلى تأجيل إجراء العمليات لها، نتيجة ظهور مضاعفات تتطلب بعض الوقت للعلاج، قبل الخضوع للجراحة. وأوضح «فؤاد» أنه لأول مرة قامت وحدة زراعة الكبد بإجراء 4 عمليات خلال شهر مارس الحالى، بعد خضوع الوحدة لعملية تطوير شاملة، وتحديث إمكانيات غرف العمليات، وتزويدها بنظام إضاءة وفق المعايير العالمية، بالإضافة إلى كاميرات لتسجيل العمليات، وشاشات للعرض. وأضاف أن «الجراح يمكنه التحكم فى كل الأجهزة داخل الغرفة بمفرده»، موضحاً أن غرف العمليات تعمل بنظام خاص يقوم على «الإشعار الإلكترونى»، بالإضافة إلى «الكبسولات الهوائية»، ومزودة بمجموعة من الفلاتر والمرشحات لحجز الهواء الملوث وتعقيمه، ومجهزة بمستوى ضغط مختلف.
وتابع أنه خلال الفترة الماضية، قبل عام 2014، كانت عمليات زراعة الأعضاء يتم إجراؤها فى عدد من المستشفيات بالقاهرة، إلى أن تم الانتهاء من خطة تحديث مستشفى «المواساة»، ليكون أول مركز لزراعة الأعضاء بالإسكندرية، مشيراً إلى أن البرنامج القومى، الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى للقضاء على قوائم الانتظار، أسهم فى رفع المعاناة عن المرضى، حيث كان يتوجب على المريض، فى السابق، تحمل تكاليف إجراء العملية، والتى تصل لعمليات زراعة الكلى إلى نحو 51 ألف جنيه، ولكن بموجب البرنامج الرئاسى، تم وضع نظام لتحويل الحالات إلى المستشفى مباشرة، وتابع بقوله: «الأول مكناش معروفين، ولكن الآن حالات زرع الأعضاء بدأت فى الازدياد»، مشيراً إلى أن قيمة فاتورة العملية يتم سدادها فى الحال.
مدير مستشفى "المواساة": تكلفة زراعة الكلى 51 ألف جنيه ولا توجد قوائم انتظار.. وشكراً للبرنامج الرئاسى
ومن جانبه، أكد منسق وحدة زراعة الكبد، الدكتور أحمد الجندى، أن المركز يلتزم بمجموعة من المعايير الأخلاقية لعمليات نقل الأعضاء، ويفضل أن يكون المتبرع أحد أقارب المريض من الدرجة الأولى، ويشترط أن يتراوح عمره بين 21 و45 سنة، ولا يعانى من أى أمراض مزمنة، بالإضافة إلى تماثل فصيلة دم المريض والمتبرع، وأضاف أنه فى حالة عدم تطابق فصيلة الدم لأحد الأقارب، يمكن للمريض البحث عن متبرع آخر تتوافر به جميع المواصفات المطلوبة لإجراء العملية، وشدد على قوله إن عملية زراعة الكبد تقوم فى الأساس على التبرع، وفى حالة عدم وجود متبرع، لا يمكن إجراء العملية.
وأضاف «الجندى» أن وحدة زراعة الكبد قامت بإجراء 18 عملية، خلال الفترة منذ عام 2015 حتى الآن، من ضمنها 4 عمليات خلال شهر مارس الحالى، مشيراً إلى أن تكلفة العملية الواحدة تصل إلى نحو 350 ألف جنيه، تتكفل بها جامعة الإسكندرية، ضمن البرنامج الرئاسى، فى حين أن تكلفة العملية نفسها فى المستشفيات الخاصة، قد تصل إلى أكثر من 600 ألف جنيه، كما لفت إلى إجراء 121 عملية بوحدة «زراعة النخاع»، سواء بنظام «الزرع الذاتى» أو من متبرعين، وتبلغ تكلفة العملية الواحدة نحو 140 ألف جنيه.