المتبرع بكبده لصديقه: وجدت ملحمة حب وآخرين أرادوا التبرع مثلي
الصديقان
"الفترة اللي فاتت كانت فترة من أسعد أيام حياتي والله، مع حبة تعب صغيرين، علشان العملية نفسها اللي هفضل فخور بيها طول حياتي" بتلك الكلمات كانت التدوينة الأولى للشاب محمود عبد الله، المتبرع بـ60% من كبده إلى صديقه "عبد الله أبوالمجد"، بعد تعافيه وخروجه من المستشفى.
وأضاف عبدالله خلال صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه لم يكن يتوقع 1% من ردود أفعال الناس، حيث تحوَّل منشور صديقه إلى مظاهرة حب ودعم.
وأوضح أنه يريد قص الحكاية الكاملة بتفاصيل لم يتناولها أحد، قائلاً: "فكرة التضحية والشجاعة وأي حاجة حلوة الناس اتكلمت عنها الفترة دي منبعها وأساسها بعد فضل ربنا وتربية العظيمين بابا الله يرحمه وماما ربنا يبارك لي فيها هو عبدالله صديقي نفسه".
وتابع: "قصة عبدالله مليانة بالأبطال من أولها وهو نفسه اللي في أول تعبه ولحد فترة تشخيصه بـPSC -مرض وراثي مناعي نادر بسببه الجسم بيهاجم الكبد- وحتى الفترة اللي بعدها لحد العملية ولحد دلوقتي، كل ده عبدالله استحمله بصبر وثبات يغبط عليهم والله ما شاء الله، وعادي كان كل كلامه معايا بنهزر ونقول إمتى نزرع بقى ونتدلع، وكان بيقف مع كذا حد من صحابه في مشاكل واجهتهم وغيره".
وأكد على وقوف الأسرتين معاً ودعمهم الكامل منذ بداية الإجراءات حتى النهاية والتعافي، إلى جانب الأصدقاء الذين اعتادوا المبيت معهم فى المستشفى والزيارة والتبرع بالدم، ناهيك عن الأصدقاء الذين عرضوا التبرع بفص كبد: "منهم اللي كان رايح معايا يكشف يوم ما أنا روحت، يعني مش أنا الوحيد اللي عرض الموضوع، ولكن من حسن حظي وفضل ربنا أنا الوحيد اللي حصل توافق".
واستكمل: "الموضوع كبير وخير ربنا كتير جداً والله والناس الطيبة موجودين وكتير، الدنيا مش وحشة والله زي ما إحنا متخيلين، في خير كتير جوانا بيظهر في وقت الأزمات، وأنا متأكد إن كتير جداً من الناس اللي شايفة إني عملت بطولة أو حاجة كبيرة هم مستكبرينها علشان محصلتش معاهم، لكن لو حد منهم اتحط في نفس موقفي ولقى قدامه حد بيحبه هياخد نفس القرار بدون تردد زي ما حصل معايا -ربنا ما يكتبها على حد يا رب ولا يبتليه في حبايبه".
واختتم كلماته قائلاً: "نختم بقى بالأبطال اللي بجد اللي خلوا القصة دي تكمل على خير وتفرحنا جميعاً، أولاً الطاقم الطبي في مستشفي الطلبة الجامعي، اللي فضلوا أكتر من 64 يوما في تحاليل وأشعة وعينات مستمرة مع عبدالله لمعرفة أصل المرض دون كلل أو ملل، وثانياً الطاقم الطبي العظيم في مستشفى المواساة الجامعي وفريق زرع الكبد من جامعة عين شمس، اللي من أكبر قامة فيهم وحتى أصغر فرد تمريض أو عامل متأخروش علينا ثواني في أي حاجة من أول التشخيص وحتى آخر يوم في المستشفى وكانوا أوقات كتير يطبقوا ويسهروا علشان ياخدوا بالهم مننا، وبفضل الله ثم هم طلعت من المستشفى على خير وعبدالله بيتحسن في طريقه للشفا".