"حادث الخانكة".. قصة أول فتنة طائفية في عهد البابا شنودة والسادات
البابا شنودة والرئيس السادات
بعد شهور من تجليس البابا شنودة الثالث على كرسي مارمرقس الرسولي، كان القدر يخبأ له أول فتنة طائفية في عهد البابا الراحل والرئيس أنور السادات، وكان السبب الواقعة الشهيرة المعروفة بـ"حادث الخانكة"، الذي وقع عام 1972، حينما أحرقت جمعية الكتاب المقدس في منطقة الخانكة؛ على خلفية أداء بعض المسيحيين الشعائر الدينية بها تمهيداً لتحويلها إلى كنيسة، رغم عدم حصولها على ترخيص لذلك الغرض.
أزالت وزارة الداخلية حينها بعض المباني التابعة للجمعية، التي تدخل ضمن الهيكل العام للكنيسة المزمع إنشاؤها، ومنعت استعمالها في الصلاة، ليصدر البابا أوامره بتنظيم مسيرة من القساوسة ضمت قرابة ألف كاهن حتى مقر الجمعية وأقاموا بها الصلاة وسط حراسة أمنية، ما أثار النعرات الطائفية في المجتمع.
كما خرجت مسيرة مضادة من المسلمين في اليوم التالي من مسجد السلطان الأشرف الذين أطلق عليهم أحد الأقباط النار ليحرق المسلمون منزله وأماكن أخرى للأقباط، ومنذ هذه اللحظة بدأ "السادات" يشعر أن البابا يقود الأقباط وكأنه زعيم سياسي وليس رجل دين واعتبر هذه المسيرة غير المسبوقة تحدياً مسيحياً وتمرداً علنياً على حكمه.
وطرح الرئيس السادات الأمر على مجلس الشعب ليجري التحقيق في هذا الحادث، وكون مجلس الشعب لجنة برلمانية برياسة الدكتور جمال العطيفي، وأصدرت تقريرًا انتهت فيه إلى توصيات عشر تتعلق بالقوانين والقواعد والأعراف التي تنظم مسألة بناء الكنائس ودور العبادة ومناهج التعليم ووسائل الإعلام والثقافة، ودعت لتفعيل مواد الدستور لتنص على المساواة الكاملة فى الحقوق والواجبات بين المصريين بلا تمييز، وحذرت من عدم الأخذ بالتوصيات، ونبهت إلى خطورة إهمال التقرير وعدم تنفيذ ما به، وعبرت اللجنة في استعراض التقرير عن مخاوفها من تفاقم تلك الأحداث مستقبلا في حالة عدم التجاهل من الدولة، إلا أن حدث ما توقعته اللجنة ودفن التقرير في الأدراج.