"صاحب صاحبه".. حكاية "محمود" وتبرعه بفص كبد لرفيق دربه "عبدالله"
محمود وعبدالله
ضوء خافت وأشخاص يرتدون ملابس خضراء، وكمامات تغطي نصف وجوههم. إبرة تغرس في وريد شخص مطروح على فراش لتبدأ الوجوه في التلاشي البطيء ويسود حلم وصمت.
أياديهم تقلبه كيفما أرادت وتبدأ في الضغط بهدوء على الجهة اليمنى من البطن ويبدأ المشرط في إعمال ما أراد، ليظهر الأطباء كبد "محمود" ويحصلون منه على إكسير الحياة لرفيق دربه وروحه "عبدالله".
إنها حكاية "صاحب صاحبه"؛ حكاية رفيق رأى رفيقه يتألم ويشكو فاختار أن يعرض حياته للخطر في سبيل عبور المجهول. "لا شيء في الدنيا أحب لناظري .. من منظر الخلان والأصحاب" هكذا وصف الشاعر الأصحاب منذ قديم الأزل وهكذا سطر محمود عبدالله مع صديقه عبدالله أبو المجد سطورا من نور تضيء دروب الظلام متأبطين بعضهما البعض.
"روحت أزوره في المستشفى لقيت أقاربه كلهم عملوا فحص ولم يكن أحد منهم متوافق معه، فقررت أجري الفحص وطلع متوافق، وعملت ده لله" هكذا عبر محمود عبدالله الذي تبرع لصديقه بفص من كبده خلال تقرير بث ببرنامج "مصر تستطيع" الذي يقدمه الإعلامي أحمد فايق، عبر فضائية "dmc".
"محمود فاجئنا كلنا، ومهما تحدثت عنه مش هقدر أوفيه حقه ولا جزء من حقه، ودا مش عشان هو أعطى جزء منه لعبد الله لا، لكنه كان بيدي وقته كله لصاحبه"، هكذا وصفت حنان أحمد، خالة عبدالله المتبرع له.
"حالة عبدالله ومحمود من الحالات اللي الواحد لم ينساها في حياته، عندهم إصرار غريب وروحهم المعنوية مرتفعة"، كلمات وصف بها الدكتور أحمد الجندي، منسق وحدة زرع الكبد بمستشفى المواساة الجامعي.