بعد قرارات بوتفليقة.. خبراء يرسمون السيناريوهات المتوقعة في الجزائر
الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة
سيناريوهات متقلبة ومختلفة تتغير باختلاف الأوضاع في الشارع الجزائري الذي شهد تطورًا، مساء اليوم، بعد إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، عدوله عن الترشح لولاية خامسة، وفي الوقت نفسه إرجاء الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 18 أبريل إلى أجل غير محدد، بحسب ما جاء في "رسالة إلى الأمة" نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية.
وقال بوتفليقة في الرسالة الطويلة، إن الجزائر "تمرّ بمرحلة حساسة من تاريخها"، مشيرًا إلى أنه تابع "المسيرات الشعبية الحاشدة" التي شهدتها البلاد"، مضيفًا: "أتفهم ما حرك تلك الجموع الغفيرة من المواطنين الذين اختاروا هذا الأسلوب للتعبير عن رأيهم"، منوها بـ"الطابع السلمي للتحرك".
وقال في كلمته "لن يجري انتخاب رئاسي يوم 18 من أبريل المقبل، والغرض هو الاستجابة للطلب الملّح الذي وجهتموه إليّ"، في إشارة الى المتظاهرين ضد ترشحه.وقال إنه سيعمل على تشكيل "ندوة وطنية جامعة مستقلة ستكون هيئة تتمتع بكل السلطات اللازمة لتدارس وإعداد واعتماد كل الإصلاحات التي ستشكل أسس النظام الجديد"، على أن تفرغ من مهمتها "قبل نهاية عام 2019".
السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، قال إن هناك عددًا من السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة القادمة في الجزائر، الأول: مد رئاسة الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة، لمدة 6 أشهر وإجراء انتخابات مرة أخرى لا يترشح فيها، السيناريو الثاني: تشكيل هيئة تحكم الجزائر لمدة 6 أشهر، وتتكون هذه الهيئة من جميع القوي السياسية والأحزاب المختلفة.
وأضاف رخا لـ"الوطن"، أن الخيار الثالث المحتمل هو تولي رئيس المحكمة الدستورية العليا رئاسة الجزائر لمدة 6 أشهر، حتى يتم إجراء انتخابات رئاسية جديدة.
الدكتور عبدالخبير عطا، أستاذ العلوم السياسية، قال إن هناك عدد من الخيارات المتوقعة خلال الفترة القادمة، منها أن يتم مد فترة رئاسة الرئيس الجزائري الحالي لمدة لن تتجاز الـ6 أشهر حتى يتم إجراء انتخابات رئاسية.
وأضاف عطا لـ"الوطن"، أن الخيار الثاني هو تشكيل لجنة أو هيئة تتولي إدارة البلاد، من أعضاء يثق بهم الشعب، حتى يتم إجراء انتخابات رئاسية جديدة.
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن بيان الجيش الذي أصدره أمس، علي لسان الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش، إن "هنالك رابطة قوية نابضة بالحياة بين الشعب والجيش"، يعد دليلا على انضمام الجيش لصفوف الشعب، مرجحا حوارا بين الجيش والقوي السياسية لوضع ملامح تشكيل الحكومة الجديدة.
الباحث في العلاقات الدولية، بهاء محمود، قال إن الشارع الجزائري سيشهد هدوءًا نسبيًا في الفترة القصيرة المقبلة، أما إذا تبين أن هناك تحايل على الشعب الجزائري وأن الرئيس سيكمل في منصبه فالمسألة ستختلف، لافتًا إلى أن الأمر من الممكن أن يكون ذلك الوقت من أجل التوافق على شخصية واحدة داخل المؤسسة العسكرية الجزائرية، مرشح تتوافق عليه القوى الكبرى في الجزائر، وهذا سيناريو أول.
أما عن السيناريو الثاني، فقال محمود لـ«الوطن»، إن كان هناك بالفعل إصلاح حقيقي، وتم تنظيم ندوة مجتمعية تتابع وتعلن عن مرشحين جدد بالتوافق بين المعارضة الوطنية والنظام الحالي ومؤسساته وعلى رأسهم الجيش، فسيكون السيناريو الأعظم للجزائر، إلا أنه استبعد حدوثه.
وأشار محمود إلى أن المسألة مسألة تهدئة حتى توافق المؤسسة العسكرية في اختيار مرشح يمصلها، مضيفًا: «كلما زادت المدة سيزيد الشارع سخونة إلى حد ما، لأن المعارضة أصبحت غير منفصلة عن الشارع.