احتفالية أهالى الدرب الأحمر والسيدة.. «تفجير ده ولّا مولد»
عربات الشرطة تغلق مداخل الشوارع المؤدية للمديرية، لا سيارة تمر، التشديدات الأمنية على أعلى مستوى، كل هذا لم يمنع أهالى الدرب الأحمر والسيدة زينب والحسين من الدخول سيراً على الأقدام إلى محيط الانفجار ليبدأوا احتفالاتهم بالنجاة من التفجير.
«احنا ما بنخافش غير من اللى خلقنا» جملة تتردد على ألسنة الجميع، الكل يحمل صوراً للفريق السيسى، البعض يشتريها وآخرون يبيعونها مع أعلام مصر ولوحة «الخروف الأخير» التى رسمت جماعة الإخوان على شكل خراف على منصة الذبح، عربات «البطاطا» تشارك الناس فرحتها تحت الشمس الدافئة، يد تحمل العَلَم بينما الأخرى تحمل «موبايل بكاميرا» رفعه صاحبه ليصور الحفرة الناجمة عن التفجير أو سيارة التاكسى التى تهشمت وما زالت النيابة ترفع البصمات «اللى عايز يصوّر يصوّر من بعيد من غير إيده ما تلمس العربية»، الشارع الذى تكدست على جانبيه سيارات الإسعاف وعربات المياه والمطافئ بقى به مكان لعربات الترمس وحمص الشام واللب والسودانى لتشارك فى مهرجان «التفجير».
السيدات اللائى خرجن فى 30 يونيو والاستفتاء ما زلن قادرات على تصدُّر المشهد والوقوف فى وجه العنف والتفجير «أنا جاية من الجيزة ومش خايفة من حاجة جاية أشجع ولادى اللى فى المديرية وأقول لهم: ربنا معاكم» قالتها الحاجة «سعدية» التى تمسك بيد «أنطونيوس» أحد جنود الأمن المركزى الجالسين على رصيف المديرية «الناس جاية تفرح بنجاتنا وإحنا بنطمنهم إن أرواحنا فداهم وفدا البلد اللى مستعدين نموت عشان ترابها» بلهجة صعيدية يصر «أنطونيوس» على أن يتحدث لـ«الوطن»، لا تهمه تحذيرات زملائه «الظابط هيزعق».
حالة من الفرح سيطرت على زائرى شارع بورسعيد بعد تفجير المديرية ينقصها بحسب الحاج محمود «دى جى تسلم الأيــادى»، «محمود» الرجل الستينى الـذى يمر بشارع بورسعيد صدفة لم يفوته «مش معقول أبقى جنب الحادثة ومجيش أصورها بس أنا بصراحة اتفاجئت إن الناس فرحانة ومش مهتمة بالتفجير وإنهم رغم كل حاجة رافعين علم مصر وصور السيسى».
يؤكد الرجل أن الظهور السريع لعلم مصر وصور السيسى مع الأهالى بعد التفجير يحمل دلالة واحدة «معناه أن السيسى وعلم مصر فى كل بيت وأن الناس اللى خرجت تهتف ضد الإخوان كان لازم يكون معاها عدة الشغل اللى يغيظو بيها الجماعة الإرهابية.. والإرهابى مفيش حاجة تفرسه غير صورة السيسى والعلم.