حسن البرنس: لا نمارس الدعاية داخل المساجد أو خارجها لكن من حق «الشخص المنتخب» ممارسة السياسة فيها لإصلاح أمور الناس
قال حسن البرنس، القيادى بحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان: إن إغاثة المرضى والفقراء ورعايتهم من قبل الجمعيات الدينية واجب شرعى، مؤكداً، فى حواره مع «الوطن»، أن فشل السياسى المنتسب للدين لا يعتبر فشلاً للإسلام؛ لأن فشله سيكون ناتجاً عن تقصير منه، وليس لخطأ فى المبادئ الصحيحة للدين.
وعن أزمته الأخيرة مع مؤسسى حزب الدستور، تحت التأسيس، أكد البرنس أنه مندهش من رد فعلهم على تصريحاته عن الدعاية لحزبهم بعد صلاة العيد، لافتاً إلى أنه قصد شكرهم وتحيتهم؛ لأنهم قاموا بخطوة صحيحة اجتازها الإخوان منذ زمن..
* بداية، كيف ترى الاتهامات التى توجه لكم بتوظيف أعمال البر لأغراض انتخابية، فضلاً عن دفع رشاوى صريحة لانتخاب مرشحيكم، كما فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة؟
- الأعمال الاجتماعية مثل إغاثة المرضى والفقراء ورعايتهم من خلال الجمعيات الدينية واجب شرعى، وهو جزء من العمل السياسى المحمود، باعتبار أن السياسة هى القيام بما يؤدى لمصالح الناس، أما إعطاء رشاوى انتخابية أثناء العملية الانتخابية فهو مخالف للدين، وهناك فرق بينها وبين رعاية بعض الجمعيات الخيرية للفقراء طوال العام. ولم يحدث أن قال أحد منا للناس: «إما أن تنتخبونا وإما نقطع عنكم المعونات»، فببساطة لا يمكننا أن نعرف من سينتخبوننا، وغير صحيح أن الإخوان دفعوا رشاوى انتخابية فى الرئاسة، على العكس المرشح المنافس هو من قام بذلك.
* ماذا لو فشل السياسى المنتسب للدين والإسلام؟ ألن يعتبر البعض ذلك فشلا للإسلام؟
- وهل سوء أخلاق المسلمين فشل للإسلام؟! فعندما يقول سياسى إنه إسلامى ثم يكون أداؤه سيئا يكون العيب فيه هو نتيجة لتقصيره، وليس فى المبادئ الصحيحة للدين. والسلوك الخاطئ لا يعود إلى المرجعية الإسلامية التى تتبعها، كما أن أسس السياسة الشرعية فى الإسلام تنص على أنه حيثما كانت مصلحة الناس كان شرع الله، وما يحبه الله سنقوم به للناس.
* هناك من الاقتصاديين من يرون أن «الضرائب التصاعدية» هى إحدى الوسائل الرئيسية لمعالجة الفقر، فى الوقت الذى يخلو فيه برنامج النهضة من ذلك، فهل معنى ذلك أنكم تخالفون الشريعة؟
- الضرائب التصاعدية ليست حقيقة مجردة غير قابلة للنقاش، وهناك من يقول إنها يمكن أن تقلل الاستثمارات، وبالتالى تقلل فرص العمل، أما برنامج الرئيس محمد مرسى فهو تحقيق العدالة الاجتماعية، وعلى أهل الاقتصاد دراسة سبل تحقيق ذلك بشكل مرن.
* كيف يفهم الإخوان العلاقة بين الدين والسياسة؟
- الدين حاكم لكل شىء، بما فى ذلك السياسة، التى تعنى أن يقوم المسئول بكل ما يصب فى مصلحة الرعية، وبالتالى يصبح الدين جزءاً لا يتجزأ من السياسة، أما ما هو سيئ فى السياسة فهو استعمال الوسائل غير المشروعة للوصول إلى السلطة، وهذا ما ترفضه مبادئ الدين والأخلاق.
* قلت تعليقاً على توزيع حزب الدستور منشورات تعريفية عنه، على المصلين عقب صلاة العيد، إنها تعد اعترافا رسمياً منه بصحة فهم الإخوان لعلاقة الدين بالسياسة، لكنهم ردوا عليك بأنهم لا يتحدثون باسم الدين، ولم يرفعوا شعارات الإسلام هو الحل، ولم يعتلوا المنابر للدعاية الانتخابية.
- أنا مندهش من رد فعل مؤسسى «الدستور» ضدى؛ لأنى كنت أشكرهم وأحييهم، ولم أكن أنتقدهم، وأقول لهم «كويس» أنكم فهمتم أن الدين جوهر أساسى لدى المصريين، وسعيد أنهم قاموا بخطوة صحيحة اجتزناها نحن منذ زمن. أما فيما يتعلق بالدعاية الانتخابية فى المساجد فنحن لا نمارس هذا النوع من الدعاية، ربما يكون هناك بعض الشيوخ يقومون بذلك، لكن لو ثبت ذلك فنحن نستنكره، ولا نستطيع أن نعمم أخطاء أفراد على تيار بكامله، وعندما يكون تعريف السياسة بأنها السعى لمصالح الناس، فلا بأس من أن نمارس ذلك داخل المسجد وخارجه، وإن كنا ننأى بالمساجد عن الدعاية الانتخابية لما فيها من مشاحنات، أما إذا ما انتُخب شخص فمن حقه أن يدخل المسجد كل يوم، ويمارس عملاً سياسياً داخله من باب إصلاح أمور الناس، باعتبار ذلك واجبا دينيا وسياسيا.
* لكن دهاليز السياسة عادة ما تنطوى على وسائل ربما تكون غير أخلاقية، ألا يمثل ذلك إساءة للدين؟
- كل أمر، وليس السياسة فقط، فيه ما هو مشروع وما هو غير مشروع؛ فمن أراد أن يتاجر تجارة مشروعة فذلك أمر موافق للدين، ومن أراد أن يستعمل وسائل غير مشروعة فذلك مخالف للدين، وكذلك إذا كانت الأساليب السياسية موافقة للدين تكون محمودة، وإذا كانت مخالفة للدين فهى مذمومة، وعلى صاحبها أن يتبرأ منها.
* هل تعتقد أن الأحزاب الجديدة ستكون منافساً قوياً للحرية والعدالة، ويمكن أن تأخذ من رصيده؟
- وجود أحزاب قوية منافسة للحرية والعدالة من مصلحة البلد ومن مصلحة حزبنا، لكى تدفعه ليطور من نفسه، ولا يوجد أحد يخصم من رصيد أحد؛ لأن الشريحة المهتمة بالسياسة فى مصر ما زالت شريحة بسيطة، والأغلبية لا تزال غير مسيسة، وكل من يرمى «صنارته» من القوى السياسية سيصطاد، ومع ذلك فنحن واثقون من أن «ربنا هيكرمنا» وسنحصل على نسبة أكبر من التى حصلنا عليها فى الانتخابات الماضية.