رحلة البحث عن «شقة شعبية».. تبدأ بـ«السؤال» وتنتهى بـ«التحرى»
حامد محمد
داخل المناطق الشعبية، حيث المنازل المتلاصقة، والجيران الذين يعرف بعضهم بعضاً، يكاد الحصول على شقة للإيجار يعد أمراً صعباً يحتاج ترتيبات خاصة، بالبحث عن هوية الشخص أحياناً، كانت رحلة باسم زكريا فى الحصول على شقة بمنطقة أم بيومى فى شبرا، تحمل بعض المعاناة بسبب ذلك الأمر، غير أن آخرين يتركون شققهم لمستأجرين لا يعرفون عنهم أى تفاصيل، وكل ما يهم أن يكون المبلغ مقبولاً، والشقة لن ينالها ضرر عقب ترك المستأجر لها، وما بين هذا وذاك يغفل الاثنان عن تفاصيل أخرى أكثر أهمية.
خلال رحلة بحثه عن شقة بمنطقة أم بيومى بشبرا الخيمة، كان باسم يتحدث مع أشخاص، وضعوا أمام منازلهم لافتات تشير إلى وجود شقة فارغة، ومن يرغب فى تأجيرها عليه الاتصال برقم هاتف موضح، لكن الشاب وجد نفسه أمام رحلة طويلة، تبدأ بالجلوس مع صاحب الشقة، الذى يسأله فى عدد من التفاصيل، حول عمله وظروفه، وحالته الاجتماعية، ويمتد الأمر أحياناً لأصول أسرته، وما إذا كانت إقامته ستمتد لفترة طويلة، أم أنها مجرد إقامة عابرة.
يحكى الشاب، الذى رُفض فى أكثر من مكان، كونه غريباً عن المنطقة، حتى وقع العقد مع صاحب شقة: «وخد منى صورة للبطاقة، ودفعت تأمينات، وخد منى رقم تليفون حد من قرايبى كمان وعنوان ليهم».
«حامد»: «باخد صورة البطاقة بس مش بوديها القسم»
يملك حامد محمد شقة يؤجرها لمن شاء، لكن للرجل قواعده الصارمة، فهو لا يمنح الشقة لغريب أبداً، ولا بد له من معرفة الشخص الذى يرغب فى الحصول عليها لفترة معينة، أو يكون معروفاً لدى شخص آخر قريب من الرجل، ويخشى على الشقة من ذلك الجديد، ولذلك تكون التأمينات على كل سنة قائمة، ورغم وجود كثير من الراغبين فى تأجير الشقة التى يملكها الرجل، فإنه لا يمنحها لأحد: «لازم أكون عارفه معرفة شخصية بدل ما يجيبلى مشاكل، ولا يعملى قصص وحوارات وزعل مع الجيران».