الأحزاب تتحرك لـ"مواجهة الشائعات" بحملات توعية للشباب
مواقع التواصل الاجتماعى تساعد على نشر المعلومات المغلوطة والشائعات
بدأ عدد من الأحزاب السياسية، التحرك لمواجهة الشائعات والمعلومات المغلوطة التي تروجها الجماعات الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تفتيت المجتمع، بعقد ندوات تثقيفية، وحملات توعية للشباب في المحافظات المختلفة.
وأكد المهندس هشام الهمامي، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن أمانات الحزب المختلفة في المحافظات تقوم بحملات توعية وعقد ندوات مع الشباب لمواجهة الشائعات التي انتشرت مؤخرًا بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تفتيت المجتمع وإثارة الفتن.
وقال "الهمامي" لـ"الوطن"، إن دور الأحزاب حاليًا هو التحرك في مواجهة حروب الجيل الرابع التي تتمثل في ترويج الشائعات ونشر الفتن، من خلال النزول في الشارع وشرح القضايا وتوضيحها للمواطنين.
وأضاف أن الشائعات التي يروجها المغرضين تقف ورائها أجهزة استخبارية أجنبية تستهدف تفتيت الدول، مشيرًا إلى أن الجهات الأمنية رصدت نحو 2500 صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي تبث شائعات، منها 1500 صفحة داخل مصر، وألف صفحة من الخارج.
وتابع "الهمامي"، أن الكتائب الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية تروج الشائعات بهدف تضليل الشارع والتشكيك في المشروعات القومية والتقدم الذي حققته الدولة المصرية في كل المجالات.
وأعدت الأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية، دراسة عام 2016، كشفت أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك"، و"تويتر" تساعد على نشر المعلومات المغلوطة ونظريات المؤامرة والشائعات، وأن الأشخاص يميلون للتواصل ومشاركة الأخبار مع من يتفقون معهم فى المواقف عبر صفحات بعينها.
وقال الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، إن الفترة الماضية شهدت انتشار أخبارًا مزيفة بشكل كبير، من خلال لجان إلكترونية مأجورة، بهدف هدم وتخريب الوطن.
وأضاف "خليل"، أنه انطلاقًا من الدور المجتمعي للحزب دشنا غرفة عمليات لرصد الشائعات والرد عليها من خلال التواصل المباشر مع المواطنين، والتصدي للشائعات بحملات توعية وتعريف الناس بالحقائق.
وقال إسلام الغزولي، مستشار رئيس حزب المصريين الأحرار لشؤون الشباب، إن الحزب يتصدى للشائعات على أرض الواقع من خلال أماناته في المحافظات لرفع وعي المواطنين بالندوات التثقيفية والتعامل المباشر مع الناس في الشارع ومعرفة مشاكلهم والتواصل مع المسؤولين لحلها.
وأضاف "الغزولي"، أن الهدف من ترويج الجماعة الإرهابية للشائعات إثارة البلبلة في البلد، وعلينا مواجهتها بسرعة الرد عليها وعرض المعلومات الحقيقية، لقطع الطريق أمام محاولتهم لنشر الفتن وبث الكراهية، وعلى وسائل الإعلام تحري الدقة في نقل المعلومات لتأثيرها على المواطنين.
وكشفت دراسة أعدتها لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، أن هناك 53 ألف شائعة أطلقت داخل مصر خلال 60 يومًا في شهري سبتمبر وأكتوبر من العام الماضي، بثت عبر وسائل مختلفة كانت النسبة الأكبر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك بعض وسائل الإعلام نقلت نسبة تصل إلى 30% من الشائعات على أنها أخبار حقيقية دون أن تتأكد من صحتها.
وأعلن حزب الحرية، برئاسة الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب، تدشين لجنة حزبية مهمتها التصدي لحروب الجيل الرابع ومواجهة الشائعات، وإطلاق دورات تدريبية للشباب هدفها ترسيخ مفهوم الأمن القومى، والعمل على مواجهة التعصب والتشجيع على روح الفريق الواحد.
وقال النائب إيهاب منصور، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إن الحزب سيعقد عددًا من الندوات في المحافظات لتوعية المواطنين بخطورة الشائعات على الوطن، وحظر الصفحات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج من خلالها الجماعات الإرهابية الشائعات بهدف نشر الفوضى وإثارة الفتن لزعزعة استقرار البلاد.
وطالب الحسيني الكارم، القيادي في حملة "بنفكر لبكره"، بضرورة إقرار قانون لمعاقبة مروجي الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تهدف زعزعة أمن واستقرار الوطن، مشيرًا إلى أن دولاً سقطت بسبب الشائعات.
وقال "الحسيني"، إن الجماعة الإرهابية تروج للشائعات لتحقيق أهداف خبيثة لإسقاط الدولة، ويجيدون صناعة الإعلام المفبرك، ويجب الرد عليهم سريعًا، وتوضيح الحقائق للمواطنين لأن الشائعات تصيب الشارع بالإحباط، وتؤثر على سير الحياة الطبيعية للناس.
وتنص المادة 188 من قانون العقوبات، على أنه "يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 20 ألفًا أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من نشر بسوء قصد أخبارًا أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو أوراقًا مصطنعة أو مزورة أو منسوبة كذبًا إلى الغير، إذا كان من شأن ذلك تكدير السلم العام أو إثارة الفزع بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة، ويشترط أن يكون هناك قصد لسوء النية فى الإضرار بالمصلحة العامة للوطن".
وقال النائب محمد عبده، نائب رئيس الهيئة العليا لحزب الوفد، إن مواجهة الشائعات مهمة قومية للأحزاب والحكومة والشعب، ونحتاج لحملات توعية بخطورتها، والحزب يحاول أن يكون موجودًا بين المواطنين فى الشارع من خلال لجانه فى المحافظات، لتوضيح الأمور الحادثة على الساحة.
وكانت لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أصدرت نصوصًا شرعية من الكتاب والسنة تؤكد حرمة المشاركة في ترويج الشائعة ونشر الأكاذيب والأقاويل غير المحققة والظنون الكاذبة من غير أن يتثبت المرء من صحتها، ومن غير رجوع إلى أولى الأمر، والعلماء، والخبراء بالأمور قبل نشرها وإذاعتها.
وقالت: "وصف الله تعالى ما يسمى الآن بترويج الشائعات بـ(الإرجاف)، وهو ترويج الكذب والباطل بما يوقع الفزع والخوف فى المجتمع"، كقوله تعالى: «لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِى الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا»، سورة الأحزاب.
وأضافت أنه بالرجوع لقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ»، سورة الحجرات، نرى أن الله تعالى، أمر بالتحقق من الأمور وعدم اتباع الظنون حتى لا يقع المسلم في ظلم أخيه، وبالتالي يقع في الإثم.