رسالة ماجستير: AF ورويترز تتفوقان على "أ ش أ" في التكيف مع التكنولوجيا
جانب من مناقشة رسالة الماجستير
حصل الزميل طارق العوضي الصحفي بوكالة أنباء الشرق الأوسط، على درجة الماجستير في الصحافة من كلية الإعلام جامعة القاهرة، عن "استراتيجيات التكيف الرقمي لوكالات الأنباء.. دراسة تطبيقية مقارنة على وكالات رويترز والفرنسية والشرق الأوسط" بتقدير ممتاز.
تشكلت لجنة الحكم والمناقشة من الأستاذ الدكتور محمود علم الدين أستاذ الصحافة في كلية الإعلام جامعة القاهرة، والكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، والأستاذ الدكتور سعيد الغريب أستاذ تكنولوجيا الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
استهدفت الدراسة التعرف على الاستراتيجيات التي وضعتها وكالات الأنباء الثلاث "رويترز، الفرنسية، ووكالة أنباء الشرق الأوسط"، للتكيف مع الثورة الرقمية والتكنولوجيات الحديثة في مجال الاتصال والإعلام، وانعكاس ذلك على مستوى الخدمات المقدمة للمشتركين.
وقال العوضي إنّ الدراسة تكتسب أهميتها، كونها تواكب ما يشهده العالم حاليا من ثورة تكنولوجية في مجال الإعلام والاتصال، وبروز العديد من التغيرات التي أحدثتها التكنولوجيا، واستخدامها في ممارسة العمل الصحفي داخل وكالات الأنباء، بداية من استقاء الخبر حتى تحريره، ووصولا إلى مرحلة إنتاجه.
وأضاف الصحفي في وكالة أنباء الشرق الأوسط، أنّ موضوع الدراسة من الموضوعات العلمية الجديدة الحديثة، التي لم تأخذ حقها من البحث العلمي إلا قليلا، خاصة أنّ الثورة الرقمية من البحوث الجديدة تطرح العديد من التساؤلات والاشكاليات، لما تتميز به من التحول السريع في خصائصها، ما يجعلها مدخلا خصبا وثريا للبحث، فضلا عن اعتبار التقنيات الرقمية والتكنولوجية الأداة الرئيسية في عمل وكالات الأنباء، لما توفره من سرعة هائلة في نقل وتحرير وبث وتوزيع الأخبار حول العالم.
ولفت العوضي إلى أنّ الدراسة خلصت إلى عدة نتائج، أهمها تقدم وكالتي الأنباء الفرنسية ورويترز على وكالة أنباء الشرق الأوسط، في التكيف مع الثورة الرقمية، ليصل عدد خدمات الوكالة الفرنسية المرتبطة بتكنولوجيا الاتصال إلى 9 خدمات، بينما تقدم وكالة أنباء رويترز 6 خدمات، وجاءت وكالة أنباء الشرق الأوسط في المرتبة الثالثة بواقع 4 خدمات.
وكشفت الدراسة عن وجود تباين في استخدام واستيعاب وكالات الأنباء الثلاث محل الدراسة، "رويترز، الفرنسية، وأ ش أ" للتكنولوجيا الرقمية، ومدى استفادة كل منها في تطوير خدماتها، ففي الوقت الذي استحدثت فيه وكالة الأنباء الفرنسية آخر خدماتها، وهي AFP T.V LIVE SELECT للقنوات التليفزيونية والوسائط الرقمية، جاءت خدمة REUTERS T.V لتحتل المرتبة الأولى في خدمات وكالة أنباء رويترز، بينما ما زالت وكالة أنباء الشرق الأوسط تسعى لتطوير خدمة الفيديو.
وأشار الباحث إلى ثراء وتنوع المواد الصحفية، والخدمات المقدمة من وكالتي أنباء رويترز والفرنسية، وبينها صحافة التليفزيون المباشر والتغطيات الحية والرسوم البيانية والصورة والفيديوهات، وذلك بفضل مواكبتهما لتكنولوجيا الاتصال، ما ساهم في زيادة إنتاجهما الصحفي، مقارنة بوكالة أنباء الشرق الأوسط التي تعتمد على الخدمات الصحفية التقليدية مثل النص المكتوب، حيث تبث يوميا أكثر من 500 خبر، بينما يقل إنتاجها من الفيديوهات والصور.
وخلصت الدراسة إلى أنّ الثورة الرقمية أعادت تشكيل النموذج التنظيمي والهرمي في وكالات الأنباء محل الدراسة، وغيّرت من تركيب عناصره، إذ احتل رؤساء أقسام الفيديو والمالتي ميديا والبث المباشر، قمة الهرم التنظيمي في الوكالات الثلاث.
وأوضحت النتائج أنّ السياسة التحريرية لوكالة الأنباء الفرنسية، خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، تستند إلى قيم الاستقلالية والمصداقية والسرعة في استخدام التكنولوجيا الحديثة، وأنّ تكون لاعبا أساسيا في عالم الصحافة الرقمية، بينما تستند السياسة التحريرية لوكالة رويترز إلى قيم التوازن والسرعة والدقة، أما وكالة أنباء الشرق الأوسط فتستند إلى الحصول على الأنباء من مصادرها، والحيادية والنزاهة في جمع ومعالجة وبث أخبارها، ويتضح مما سبق وجود أرضية مشتركة تنطلق منها السياسات التحريرية للوكالات الثلاث.