«ماعت» من «جنيف»: جهود الجيش الصومالي ضائعة بسبب الفساد الحكومي
الصومال
قدمت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، مداخلة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، خلال الحوار التفاعلي مع المقرر الخاص المعني بالإرهاب بشأن الأوضاع الأمنية في الصومال، التي تشهد تراجعا واضحا في قدرة الحكومة الصومالية على السيطرة الفعلية على الوضع الأمني، بما يهدد سيادتها.
وذكرت المؤسسة في مداخلتها، أنّه رغم الجهود الدولية والإقليمية لدعم الحكومة الصومالية لمواجهة تلك التهديدات الأمنية، لم يصل الصومال حتى الآن رغم مرور سنوات عديدة لجيش وطني موحد، وزادت: "كل هذه الجهود تضيع هباءً تحت مزاعم فساد بالجملة، يتغلغل في الجهاز الحكومي بشكل عام والأمني بشكل خاص، وتجلى التقصير الحكومي في مواجهة الجماعات الإرهابية، في ارتكاب حركة الشباب جرائم إرهابية هي الأخطر على مستوى العالم".
وأوضحت "ماعت"، أنّ الفساد لا يقتصر على الحكومة فقط، بل ينتشر في الجيش الصومالي بشكل فَجّ؛ إذ أظهرت وثائق أرسلتها البعثة الأمريكية في الصومال، أنّ الجيش الصومالي منغمسا في الفساد وعاجز عن توفير الغذاء والسلاح والأجور لجنوده، رغم تلقيه دعما يصل إلى مئات الملايين من الدولارات، وهذا الفساد دفع الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف المساعدات التي تقدمها للحكومة الصومالية.
وتابعت المؤسسة، أنّ جهاز الشرطة لم يخل من الفساد، ما أسفر عن عجز الشركات الصومالية عن حماية نفسها بواسطة الشرطة، ما اضطرها إلى اللجوء للجماعات العنيفة، أو تسليح نفسها ضد التهديدات.
وأضافت "ماعت"، أنّ تبدد الجهود والمساعدات المقدمة للصومال مادية كانت أم عسكرية، أدى إلى بقاء الجيش الوطني الصومالي عاجزًا عن الوقوف بمفرده عن مواجهة التهديدات الأمنية، رغم التمويلات ورغم مرور كل تلك السنوات من الدعم.
وطالبت المؤسسة في نهاية مداخلتها، ببناء مؤسسات أمنية قوية، ومواجهة الفكر المتطرف لحركة الشباب، والاستفادة الحكومية من المساعدات المتعددة المالية والعسكرية، لإعادة تشكيل جيش مؤسسي قوي.