بيونج يانج تتعهد بمزيد من المحادثات مع واشنطن عقب قمة هانوي
صورة أرشيفية
تعهدت كوريا الشمالية، اليوم الجمعة، بعقد مزيد من المحادثات مع الولايات المتحدة، في وقت سعى الجانبان لترك الباب مفتوحا أمام التفاوض وعرضا مواقفهما غداة فشل قمة هانوي بالتوصل إلى اتفاق نووي.
وانتهى الاجتماع الثاني بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب وسط حالة من الإرباك، إذ ألغي حفل توقيع ولم يصدر أي بيان مشترك.
وسعى كل جانب لتحميل تعنت الطرف الآخر مسؤولية وصول المحادثات إلى طريق مسدود مع إشارة ترامب إلى أن بيونج يانج تطالب برفع جميع العقوبات المفروضة عليها جراء برنامج أسلحتها المحظورة.
لكن في إيجاز ليلي نادر من نوعه للصحافيين، قال وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونج-هو، إن بلاده طالبت بتخفيف بعض العقوبات وأن عرضها إغلاق "جميع المنشآت النووية" في مجمع "يونجبيون" كان الأفضل الذي يمكن تقديمه.
ورغم وصول الأمور إلى طريق مسدود، أفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية صباح الجمعة أن الزعيمين أجريا "مشاورات صريحة وبنّاءة".
لكنها أشارت إلى أن العلاقات بين البلدين "طبعها انعدام الثقة والعداء" على مدى عقود مؤكدة وجود "صعوبات لا مفر منها" في طريق إقامة علاقة من نوع جديد.
ووصفت اجتماع هانوي بـ"الناجح"، موضحة أن كيم تعهد بعقد لقاء آخر مع ترامب.
وأعرب ترامب قبل مغادرته العاصمة الفيتنامية عن أمله بلقاء كيم مجددا، وقال للصحافيين "يجب في بعض الأحيان المغادرة وهذا أحد هذه الأوقات"، مؤكدا "أفضّل القيام بالأمور بالشكل الصحيح بدلا من إنجازها بتسرع".
وشدد على "العلاقة المقربة" التي تجمعه بكيم، وقال: "هناك دفء بيننا أعتقد أنه سيستمر وآمل بذلك".
أما رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن، الذي دعم المحادثات بين واشنطن وبينغ يانغ، فسعى كذلك لاتخاذ موقف إيجابي.
وقال في خطاب من سيول الجمعة، إن المحادثات حققت تقدما مهما مع بناء ترامب وكيم "مزيدا من الثقة" و"التفاهم المتبادل".
كانت نتائج قمة هانوي أقل بكثير من التوقعات والآمال التي كانت معقودة عليها قبل انعقادها، بعدما أشار منتقدون إلى أن الاجتماع التاريخي الأول الذي استضافته سنغافورة ولم ينتج عنه سوى التزام مبهم من كيم بالعمل باتجاه النزع الكامل للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية كان شكليا أكثر من كونه جوهريا.
وأفاد مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى أن الكوريين الشماليين طالبوا في الأسبوع الذي سبق قمة هانوي برفع جميع العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على بيونج يانج مارس 2016.
وكانت العقوبات قبل هذا التاريخ تتركز بمعظمها على منع نقل التكنولوجيا، لكن القيود التي فرضت لاحقا استهدفت عدة صناعات مهمة في محاولة لإجبار بيونج يانج على تقديم تنازلات بما في ذلك صادرات الفحم وخام الحديد والمأكولات البحرية وتجارة الأقمشة.
وقال مسؤول أميركي رفيع للصحافيين: "كانت المسألة تتعلق بشكل أساسي بجميع العقوبات عدا الأسلحة، موضحا أن قيمة العقوبات التي طالبت كوريا الشمالية برفعها تبلغ مليارات ومليارات من الدولارات".
في المقابل، لم تتعهد بيونج يانج إلا بإغلاق "جزء من مجمع يونجبيون"، وهو موقع ضخم يضم عدة منشآت مختلفة، ويعتقد أن لدى كوريا الشمالية مصانع أخرى لتخصيب اليورانيوم.