بمناسبة قمة كيم وترامب الثانية.. تعرف على المنطقة منزوعة السلاح
سائحون أجانب يلتقطون الصور التذكارية في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين - أرشيفية
مع لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هانوي لعقد قمة ثانية، ازدادت أمال تحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية.
ويعد هذا اللقاء الأحدث في سلسلة اجتماعات رفيعة المستوى تهدف إلى تحقيق الاستقرار في تلك المنطقة، وفي إبريل الماضي، التقى رئيس كوريا الجنوبية مون جاي بالزعيم الكوري الشمالي، في المنطقة منزوعة السلاح في قمة استمرت ليوم واحد.
وتعد المنطقة المنزوعة السلاح أرض محايدة تقع على بعد 30 ميلا إلى الشمال من سيول عاصمة كوريا الجنوبية، وقد تم تحديد تلك المنطقة في اتفاقية الهدنة الكورية في 1953، ولا تعد تلك المنطقة مجرد مكان استراتيجي سياسي، بل هي أيضا منطقة جذب سياحي.
وتضم تلك المنطقة أحد أكثر الحدود عسكرة في العالم، وذلك رغم أن عدد زوارها يبلغ حوالي 1.2 مليون مسافر كل عام، وفقا لمنظمة السياحة الكورية، وأوضح موقع "سي إن إن ترافيل"، كيفية زيارة المنطقة المجردة من السلاح، المعروفة أيضا باسم منطقة الهدنة "بانمونجوم".
وعند زيارتها يمكن التعرف بسهولة على قاعة مؤتمرات لجنة الهدنة العسكرية، التي تمتد على خط ترسيم الحدود العسكرية، ويلف المنطقة هدوء مثير للدهشة، ويرجع ذلك إلى الأسلاك الشائكة والأفراد العسكريين بشدة.
ووصف الرئيس اﻷمريكي اﻷسبق بيل كلينتون، الذي زار المنطقة عام 1993 الموقع بأنه المكان الأكثر رعبا على الأرض، ويقول سايمون كوكيرل، المدير التنفيذي لشركة "كويرو تورز"، والتي تنظم رحلات مستقلة إلى كوريا الشمالية إن المنطقة منزوعة السلاح هي الجزء الأكثر زيارة من كلا الجانبين.
وأضاف "كوكريل": "في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر تظل تلك المنطقة كحالها دائما منذ عقود، ويندهش البعض أن تتصاعد التوترات أحيانا بين الكوريتين، ولكن يظل الخط اﻷمامي بينهما هادئا رغم كل شيء".
وأضاف تقرير "سي إن إن" أنه على كلا جانبي المنطقة منزوعة السلاح، يجب على المسافرين حجز جولة خاصة أو جماعية مع مرشد رسمي، مثل شركة "كوريو تورز" في الشمال، أو شركة "فياتور" في الجنوب، وفي كوريا الشمالية، هناك نقطتان رئيسيتان مهمتان في المنطقة "بانمونجوم" ومركز مراقبة الجدار الأسمنتي، الذي يطل على الحاجز الكوري الجنوبي للدبابات على الطرف الجنوبي لمنطقة المعاهدة.
والعكس في الجانب اﻷخر يضم الجانب الكوري الجنوبي من المنطقة العديد من الحدائق وأبراج المراقبة والمتاحف، بالإضافة إلى عدد كبير من مسارات خصصت للرحلات.
وتابع التقرير أنه تم منع المسافرين من الولايات المتحدة من زيارة كوريا الشمالية منذ 1 سبتمبر 2017، لذا فإن الوصول عبر الجنوب هو الخيار الوحيد، وعادة ما يمر خط سير الرحلة المسافرين بجوار أنفاق يقال إنها مبنية من قبل الشمال، وجسر الحرية، ومنتزه ونوري بيس، ومرصد دورا، ومرصد جبل أودو، والذي يعرف بـ"تل الوحدة"، وهو أحد المعالم البارزة، حيث يوفر للمسافرين منظارا يمكنه رؤية شبه الجزيرة بزاوية 360 درجة.
ويمكن رؤية المدن والسيارات الحديثة في كوريا الجنوبية ، جنبا إلى جنب مع المناظر الطبيعية للمستنقعات في الشمال، إلى جانب بعض النسور، والدببة، والماعز أو الغزلان، ويمكن زيارة متحف DMZ أو برج الوحدة، وكلاهما مفتوح للمسافرين من الجنوب.
كما توفر بعض الجولات فرصة للتحدث مع الهاربين الكوريين الشماليين لفهم أفضل للحياة عبر الحدود، وهناك بعض المزارعين الذين يعيشون داخل المنطقة منزوعة السلاح على الجانب الشمالي حيث أن حياة الكوريين الشماليين صعبة، وعلى كلا الجانبين، يجب على المسافرين البقاء مع مرشديهم ومرافقيهم العسكريين في جميع الأوقات.
وفيما يتعلق بالالتزام بسلوك معين قد يفاجئ بعض المسافرين أن الجانب الجنوبي من المنطقة أكثر صرامة من الجانب الشمالي، ففي الجانب الكوري الجنوبي، يجب على المسافرين اتباع قواعد صارمة للملابس، وغير مسموح التواجد مع ارتداء الصنادل أو الملابس المموهة أو السراويل القصيرة أو الجينز الممزق، ويجب عليهم التلويح أو الإشارة أو التقاط الصور دون إذن.
ويعلق "كوكريل" على ذلك: "من الغريب أن تكون في موقف ترى فيه أن كوريا الشمالية أقل تشددا من كوريا الجنوبية، التي تعد أكثر انفتاحا".