عضو لجنة الاستثمار باتحاد الصناعات: صادرات مصر فى مجال تكنولوجيا المعلومات بلغت 2.5 مليار دولار من إجمالى 26 مليار دولار
الدكتورة يمن الحماقى، عضو لجنة الاستثمار باتحاد الصناعات وأستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس
قالت الدكتورة يمن الحماقى، عضو لجنة الاستثمار باتحاد الصناعات وأستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، إن الدولة تأخذ إجراءات جيدة فى اتجاه الثورة الصناعية الرابعة، لافتة إلى أن أكاديمية البحث العلمى تبحث عن طبيعة الوظائف التى تناسب الثورة الصناعية الرابعة، وهناك اهتمام حكومى بالتحول الرقمى، والرئيس عبدالفتاح السيسى راعى فكرة هذا التحول، وتابعت: «سوف تستفيد أفريقيا من رؤية مصر فى هذا المجال بمناسبة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى».
«الحماقى»: مهن المحاسب والأعمال اليدوية والتجميع بالمصانع ستندثر
وأضافت «الحماقى»، فى حوارها لـ«الوطن»، أنه بالأرقام حققت الدولة فى مجال تصدير تكنولوجيا المعلومات 2.5 مليار دولار من إجمالى صادرات 26 مليار دولار فى عام 2018، مؤكدة أن تصدير تكنولوجيا المعلومات فى مصر أصبح يلعب دوراً متميزاً فى النهوض بالاقتصاد.. وإلى نص الحوار.
ما دور اتحاد الصناعات والنقابات فى اللحاق بالثورة الصناعية الرابعة؟
- تعكف لجنة الاستثمار باتحاد الصناعات برئاسة الدكتور محمود سليمان، وأنا عضو فيها، على دراسة الوظائف الصناعية التى ستكون متاحة فى إطار الثورة الصناعية الرابعة، وتنوى اللجنة المشكّلة عمل دراسة ميدانية بالتعاون مع غرف اتحاد الصناعات للتواصل مع أصحاب المصانع لتحديد مدى تأثرهم بالثورة الصناعية الرابعة ومتطلبات التعامل مع هذه الثورة، كذلك ينوى مجلس البحوث الاقتصادية التابع لأكاديمية البحث العلمى، والذى أشرف بأن أكون مقرراً له، عقد ورشة عمل تتناول كيف يكون القطاع الصناعى محركاً للنمو بالتعاون مع اتحاد الصناعات، وتتضمن محاور ورشة العمل الاستعدادات التى يجب أخذها فى الاعتبار للحاق بالثورة الصناعية الرابعة، كما أن أكاديمية البحث العلمى التى تضم عشرين لجنة متخصصة فى كافة المجالات تضم خيرة الخبرات المصرية من وزراء سابقين وعلماء على أعلى مستوى علمى ومهتمة بتناول هذه القضية بمختلف الأبعاد ولجانها مثل «الطاقة والمياه وعلم الاجتماع والأخلاقيات والجامعات»، وتبحث دورها فى مواكبة الثورة الصناعية الرابعة، وكل لجنة ستتناول الموضوع من وجهة نظرها، والنقابات دورها توعية أعضائها بالمتغيرات الحديثة وتقديم المشورة والإرشاد حول متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
هل العوائد الاقتصادية للثورة الصناعية الرابعة أعلى من سابقتها؟
- بالتأكيد، ولكنها مكلفة بشكل أكبر، فمثلاً الروبوت له دور واضح فى صناعة السيارات لأنه يقلل كثيراً من أخطاء العنصر البشرى، وسيترجم ذلك فى شكل جودة المنتج ويرفع من مستوى التنافسية، ورغم تكلفة الروبوت الكبيرة فإنه يحقق أرباحاً للشركات كبيرة جداً.
26 مليارديراً ثرواتهم توازى ما يملكه نصف سكان العالم.. وأصحاب القدرات الضعيفة تكنولوجياً أكثر المتضررين من الثورة الرابعة
من الذى سيتضرر من الثورة الصناعية الرابعة؟
- أصحاب المهارات الأقل، فمثلاً الدول المتقدمة فى التكنولوجيا ستحقق أرباحاً عالية جداً، بينما الدول الفقيرة تكنولوجياً ستتعرض لأضرار اقتصادية كبرى، كما أن الثورة الصناعية الرابعة عمّقت من الفجوة الطبقية فى الدولة الواحدة، فمثلاً أمريكا تعانى من هذه الفجوة بين أبناء الشعب الواحد، فمن يمتلك المهارات التكنولوجية هناك يعيش فى مستوى مرتفع، بينما قليلو المهارات بسبب ظروف التعليم وتركز الثروة فى طبقات بعينها يعيشون حياة صعبة ولا يستفيدون بشكل حقيقى من الثورة الصناعية الرابعة، وهناك تقرير خطير عُرض فى منتدى دافوس الأخير لمؤسسة أوكسفان يؤكد أن 26 مليارديراً فى العالم ثرواتهم توازى ثروة نصف سكان العالم.
ما الذى تمثله الصين فى مشوار الصراع على الثورة الصناعية الرابعة؟
- الصين لديها الإمكانية لتتخطى أمريكا، ولكن الأخيرة ناجحة حتى الآن فى أنها قادرة على أن تجمع أعلى الكفاءات والموارد بشرية من كل دول العالم، وهذا غير موجود فى الصين، وأمريكا تهتم بتنوع المهارات من كل دول العالم، وجذب العقول المتقدمة ما زال يميز أمريكا عن أى دولة، وهناك حرب شعواء بين أمريكا والصين فى مجال التكنولوجيا، وأمريكا تحارب الصين فى نقل الملكية الفكرية من الولايات المتحدة إلى الصين، ومؤخراً أمريكا رفضت شحن صفقة لشركة هواوى الصينية على أساس أن هذه الصفقة يترتب عليها أن الصين تأخذ تكنولوجيا أمريكية وتطوعها لخدمة مصالحها، وأمريكا حذرة جداً فى التعامل مع الصين لأن الأخيرة نقلت عنها تكنولوجيات عديدة دون أن تدفع المقابل لذلك.
وأين تقف الحكومة المصرية فى هذا السباق المحموم؟
- الدولة تتخذ إجراءات جيدة نحو ذلك، فمثلاً أكاديمية البحث العلمى تبحث عن طبيعة الوظائف التى تناسب الثورة الصناعية الرابعة، وهناك اهتمام حكومى بالتحول الرقمى، والرئيس عبدالفتاح السيسى هو راعى فكرة هذا التحول، وسوف تستفيد أفريقيا من رؤية مصر فى هذا المجال بمناسبة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، كما أننا بالأرقام حققنا فى مجال تصدير تكنولوجيا المعلومات 2.5 مليار دولار من إجمالى صادرات 26 مليار دولار فى عام 2018، وبالمناسبة أصبح تصدير تكنولوجيا المعلومات فى مصر يلعب دوراً متميزاً فى النهوض بالاقتصاد المصرى، وسوف ننقل خبراتنا لأفريقيا فى مجال التحول الرقمى والبنية الأساسية.
النقابات دورها توعية أعضائها بالمتغيرات الحديثة.. وأمريكا رفضت شحن صفقة لـ«هواوى» الصينية خوفاً من تقليد اكتشافاتها
أكاديمياً.. هل تملك جامعاتنا كوادر قادرة على أن تقوم بمواكبة هذه الثورة؟
- نعم قادرون، لكن حين تتاح لهم الفرصة والظروف، فمرتباتهم ضعيفة جداً ويعملون فى أعمال أخرى حتى يعيشوا حياة كريمة، ورغم أن مهنة التعليم ضمير ورسالة فلن يستطيع الأستاذ الجامعى أن يركز فى أبحاثه وهو غير قادر على توفير احتياجات أسرته.
ولكن فى المقابل هناك فجوة كبيرة بين الطلاب والوظائف المتاحة بسبب ضعف المهارات التى يتحصلون عليها من الجامعات.. فما العمل؟
- هناك بعض الشباب يمتلكون قدرات رائعة ولكنها غير ظاهرة، وفى كثير من «الكورسات» التى قمت بتدريسها كنت أساعد الطالب على أن يفكر، ونظام الثانوية العامة قاتل لكل المواهب والقدرات، لأنه يقتل القدرة على التفكير فى كل شبابنا.
وهل التلقين نظامنا فى المدارس فقط أم طال جامعاتنا؟
- النظام التعليمى فى الجامعات أيضاً قائم على الحفظ وبعيد تماماً عن الخبرات التطبيقية والعلمية بعكس جامعات أخرى دولية تُدخل الطالب فى تطبيقات علمية وأبحاث ميدانية، ولكننا نحاول على قدر المستطاع، فهناك وحدة أتولى مسئوليتها فى جامعة عين شمس أعمل من خلالها على تجميع كل الشباب وربطهم بفرص العمل ويستعرضون المشروعات التى يقترحون تنفيذها بعد التخرج ونساعدهم كى يكتشفوا أنفسهم، وقمنا بعمل ملتقى توظيفى لمساعدة الشباب، وللأسف مؤشر التنافسية يوضح أن مصر وضعها سيئ جداً فى مرونة سوق العمل، وهى التى تعنى الربط بين التعليم وسوق العمل، والمحزن أن أغلب طلابنا لا يمتلكون خبرات كافية ولا مهارات، وصاحب العمل لا يستفيد منهم ولهذا نخلق جهات وسيطة تدرب الشباب وتعدهم لسوق العمل وتكون وظيفتها التواصل بين الشباب ورجال الأعمال.