"مالك وإلهان وزيدان".. المهاجرون يحققون إنجازات رغم عنصرية "ترامب"
ترامب
تستقبل الولايات المتحدة حوالى مليون مهاجر كل عام، يحلم كل منهم بمستقبل أفضل وتحقيق دور في الحلم اﻷمريكي، والحياة وسط فرص تحقيق الحرية والرفاهية، ينجح بعض المهاجرين في تحقيق أهدافهم، بينما يفشل البعض اﻵخر ويعاني صعوبة الحياة وسط نظام رأسمالي لا يرحم، ومؤخرا لم يعد تحسين الوضع الاجتماعي هو الدافع الوحيد، بل أصبح الهروب من ويلات الحروب سببا آخر أكثر شيوعا.
ومع تنامي موجات اللاجئين بفعل الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، تنامت معها نبرة القوميين المعادين للمهاجرين، وبات اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين هو الأقرب للوصول إلى السلطة بفعل الضغوط الناجمة عن تزايد أعداد اللاجئين.
وتُعد الولايات المتحدة تحديدا أكثر من تواجه أزمة فيما يتعلق بالمهاجرين، فعلى الرغم من أن الجيل الحالي في الولايات المتحدة ينحدر من أصول مهاجرة من مناطق مختلفة، فإن نبرة العنصرية ضد المهاجرين تتزايد باستمرار، خصوصا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعرب صراحة عدة مرات عن معاداته للمهاجرين.
ورغم تلك المعاداة، فإن المهاجرين ضربوا نموذجا رائعا للنجاح في كل المجالات، سياسية وفنية ورياضية وغيرها، في الولايات المتحدة.
ومن النماذج الناجحة للمهاجرين، نائبة الكونجرس إلهان عمر التي ولدت في العاصمة الصومالية "مقديشو"، وكانت الأخت الصغرى لسبعة أشقاء، وعمل والدها مدربا للمدرسين، وتوفيت والدتها وهي في عمر صغير.
وبعد اندلاع الحرب الأهلية عام 1991، هربت "إلهان" وأسرتها وأمضت أربع سنوات في مخيم للاجئين في كينيا، وفي عام 1995 هاجرت برفقة أسرتها إلى الولايات المتحدة، واستقروا في البداية في ولاية فرجينيا، ثم انتقلوا إلى "مينيابوليس"، حيث تعلمت الإنجليزية في ثلاثة أشهر فقط، وفي عام 2011 تخرجت في كلية العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة "نورث داكوتا"، وعملت محاضرة تغذية في جامعة مينيسوتا في الفترة من 2006 إلى عام 2009.
ونجحت "إلهان" في الفوز بمقعد في مجلس نواب ولاية مينيسوتا عام 2016، بعد أن هزمت مرشحا جمهوريا، لتصبح أول مسلمة في مجلس تشريعي في الولايات المتحدة، خلافا لكل التوقعات.
وفي مجال التمثيل يُعد رامي مالك، الممثل الأمريكي الذي ينحدر من أصول مصرية، من أبرز النماذج الناجحة للمهاجرين وأبنائهم، حيث ولد "مالك" في لوس أنجلوس لأسرة قبطية مصرية، حيث هاجر والداه إلى الولايات المتحدة، وكان والده مرشدا سياحيا في القاهرة، وبعدها عمل في التأمينات، ووالدته كانت تعمل محاسبة.
وتخرج "مالك" من المدرسة الثانوية عام 1999، وحصل على شهادة في الفنون الجميلة عام 2003 من جامعة "إيفانسفيل"، وظهر "مالك" في عدد من العمال التليفزيونية والسينيمائية منذ عام 2004.
وفي مجال الرياضة، يستمر اللاعب الأمريكي ذو الأصول الفلسطينية رامي زيدان، بالظفر ببطولة العالم في رياضة الكيك بوكسينج "بوتاي" للوزن الخفيف، ويحرص "زيدان" على ارتداء العلم الفلسطيني لحظة التتويج بأي بطولة، معتبرا أن إنجازه باسم دولة فلسطين.
وقال "زيدان" إنه يشعر بالفخر باعتباره أول لاعب أمريكي من أصول فلسطينية يحقق ذلك اللقب على المستوى العالمي، مشيرا إلى تتويجه ببطولة أمريكا للمرة الأولى في 2010، بعد تحقيقه عشرات الألقاب في العديد من الأوزان داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وولد "زيدان" في الكويت عام 1982، وانتقل إلى الولايات المتحدة مع عائلته عام 1990، عقب اندلاع حرب الخليج، ليلتحق بإحدى مدارس الفنون القتالية، وينطلق في ممارسة هواياته وشغفه في تلك الألعاب، وبعد مشاركته في إحدى البطولات في لعبة الكاراتيه وتحقيقه اول لقب رسمي عام 1994.
منذ تولي الرئيس اﻷمريكي دونالد ترامب منصبه، بدأت إدارته في اعتبار المهاجرين عبئا، وطبقت سياسات جديدة شملت سياسته فرض قيود على دخول المسلمين من عدد من الدول الإسلامية والعربية، ولكن سياسته المتشددة ضد الهجرة بلغت ذروتها هذا العام من خلال تأمين الحدود الأمريكية -المكسيكية.
وقررت إدارة "ترامب" فصل أكثر من 2600 طفل عن ذويهم من المهاجرين غير الشرعيين ووضعهم في مراكز احتجاز منفصلة كما نشرت 8000 جندي من الجيش الأمريكي على الحدود الجنوبية، لمواجهة قوافل المهاجرين التي كانت قادمة من أمريكا الجنوبية لدخول الولايات المتحدة عبر حدودها مع المكسيك.
كما أعلن "ترامب" صدور إجراءات يحرم من خلالها من يدخل البلاد بصورة غير شرعية حق طلب اللجوء السياسي، مستغلا صلاحية حماية الأمن القومي الأمريكي، لتعطيل الحماية السياسية والإنسانية التي توفرها الولايات المتحدة لطالبي اللجوء السياسي الذين تمكنوا من دخول أراضيها.
ووصف "ترامب" اللاجئين بأنهم غزاة مدعومون من مجرمين يسعون إلى احتلال البلاد، كما انتهجت إدارة ترامب سياسة جديدة لاستيعاب أعداد اللاجئين، إذ خفضت عدد هم إلى 30 ألفا في العام بدلا عن الأعداد الكبيرة التي كانت تستوعبها البلاد خلال إدارات سابقة، حيث وصل العدد إلى مئة وعشرة الاف لاجئ في العام.
وعلى الرغم من العقبات التي تحاول إدارة "ترامب" وضعها أمام المهاجرين، فإن ذلك لم يمنعهم على الإطلاق من النجاح في الولايات المتحدة وتحقيق إنجازات كبيرة في مجالات مختلفة.