«كافيتريات» الطريق الصحراوى فى العيد.. «للظروف أحكام وأكل العيش أهم»
بعيدا عن ازدحام المدينة.. وعلى بُعد عشرات الكيلومترات من الحضر، يقضون عيد الفطر فى الخلاء ووسط الكثبان الرملية.. أصحاب الاستراحات والكافيتريات على الطريق الصحراوى تحيط بهم ظروف خاصة، تجبرهم على قضاء العيد بشكل معين، بعضهم يعتبر قضاء العيد فى مصدر رزقه أولى.. مفضلا البقاء لخدمة المسافرين، وآخرين يغلقون أماكنهم ويتركونها طوال أيام العيد، بحجة قلة أعداد زوار الطريق، ويعودون لفتحها مع عودة المسافرين.
«حسنى ترهونه» صاحب كافيتريا بالمنيا، يعمل لديه طاقم عمال طوال اليوم، قرر قضاء العيد معهم ورفض مغادرة مشروعه «أنا يوم عيد عندى لما ألاقى الشغل بتاعى ماشى وتمام»، مؤكدا استحالة غلق الكافيتريا، حفاظا على «البضاعة» المخزونة وضمانا لصلاحيتها، يقول «المكان هنا فى الجبل ومينفعش أسيبه، لأن الدنيا مش أمان قوى.. أنا هنا فى صحراء مش طريق وخلاص».. «عمر» واحد من 18 عاملا بالكافيتريا، عدد ساعات عمله 12 ساعة مقابل نظيرها للراحة، اتفق وزملاؤه مع صاحب العمل على قضاء فترة عمله يوم العيد نظير منحه يوما كاملا إجازة «أشتغل نص يوم وأنام يوم كامل أعيّد فيه براحتى بعد كده».
فايز (13 سنة)، يمسك «فوطة» فى يده يستخدمها فى تنظيف السيارات، اختار قضاء عيده أمام الاستراحة، قائلا «أنا هعيّد هنا عشان أكل العيش عاوز كده»، كل عام يقضى «فايز» عيده على «الطريق الصحراوى»، مفسرا ذلك: «بأقول أعملّى قرشين أحسن من قعدة البيت». «عبدالرحيم» عامل بوفيه بكافيتريا «الأمير»، يقول إن أصحاب الاستراحات بعضهم يغلقها أيام العيد لقلة عدد المسافرين وتوفيرا لمصاريف ورواتب العمال: «أيام العيد بتشتغل الكافيتريات الكبيرة بس، لكن الصغيرة بتقفل عشان الخط بيبقى مريّح شوية»، يعتبر الرجل الثلاثينى العيد على «الخط الصحراوى» مصدر خير، فعيد الفطر له معنى مختلف لديه، موضحا «العيد مش أكل وشرب.. العيد هو الستر وعدم الحاجة لحد».
السائقون الذين أجبرتهم الظروف على قضاء يوم العيد أثناء السفر على الطريق، يحاولون الاستمتاع باليوم قدر الإمكان، عم «عطية» سائق نقل ثقيل، تزامنت عودته من أسوان فى يوم العيد، يقول «كل الأيام عيد وكلنا إخوة.. وأى ناس أعيد معاهم هما أهلى وناسى»، مؤكدا أن السائق يتعرض لهذا الموقف كثيرا «حصلت معايا كتير قبل كده وفى الآخر بأرجع أعيّد مع عيالى».