"إندبندنت": الشرطة البريطانية تحقق مع عائدين من سوريا
ساجد جافيد - وزير الداخلية البريطاني- أرشيفية
وسط دعوات داخل بريطانيا للحكومة بإعادة شميما بيجوم، المرأة البريطانية التي تزوجت من جهادي "داعشي" وعاشت في الرقة بسوريا خلال حكم تنظيم "داعش" الإرهابي، من أجل التحقيق الجنائي معها وإسقاط الجنسية البريطانية عنها، حذرت الشرطة من أن إثبات القيام بأنشطة إجرامية وإرهابية خارج حدود بريطانيا ليست مهمة سهلة.
وكشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن واحد فقط من كل عشرة جهاديين عائدون من سوريا إلى بريطانيا تمت مقاضاتهم، ونقلت الصحيفة، اليوم، عن "ساجد جافيد" وزير الداخلية إن غالبية العائدين من سوريا تم تقييم وضعهم على أنهم لا يشكلون خطرًا أمنيًا كبيرا.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن "بيجوم" وجنينها من بين حوالي 20 امرأة بريطانية وأطفال محتجزين في المخيمات السورية، إلى جانب ستة مقاتلين مشتبه بهم. كما نقلت الصحيفة عن وزير الأمن، بن والاس، أن حوالي 40 شخصا تمت مقاضاتهم بنجاح حتى الآن، إما بسبب أفعال مباشرة قاموا بها في سوريا، أو أفعال قاموا بها بعد عودتهم، مرتبطة بأعمال خارج الأراضي البريطانية. وتابعت الصحيفة أنه يُعتقد أن أكثر من 400 شخص عادوا من سوريا والعراق يسببون "قلق" على الأمن القومي البريطاني، علاوة على أن وزارة الداخلية البريطانية لم تقدم تحليلاً لما يُفرض على العائدين من اتهامات أو ما هي الجماعات التي حاربوا من أجلها، ولكن العدد الإجمالي يشمل ما لا يقل عن رجل واحد أدين بمحاولة الانضمام إلى تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأعلن "والاس" بعض الأرقام خلال نقاش برلماني حول توسيع صلاحيات قوانين الإرهاب، حيث تأمل الحكومة البريطانية في جعل محاكمة الجهاديين العائدين أسهل من ناحية الإجراءات، ومن بين أكثر من 900 شخص سافروا إلى سوريا والعراق من بريطانيا، قال "والاس" إن 20٪ على الأقل يُعتقد أنهم قُتلوا.
واعترفت عناصر من الشرطة بأن الأجهزة الأمنية لا تعرف على وجه الدقة عدد المنضمين إلى تنظيم "داعش" من البريطانيين الذين ينوون العودة، وأشارت إلى أن هناك حاجة إلى أدلة على ارتكاب جريمة جنائية أو إرهابية للملاحقة القضائية، مضيفة: مجرد السفر والتواجد في تلك المناطق التي تخضع لحكم التنظيمات الإرهابية ليست جريمة، وتابعت: "لقد عاد بعض الناس من تلك المناطق في الأيام الأولى من حكم التنظيم، وكان من شبه المؤكد أنه لم يفعلوا أي شيء سوى العمل الإنساني، وتحدثنا إليهم وقيّمنا مخاطرهم ... لقد عاد العديد من الناس وواصلوا حياتهم الهادئة".
وأوضحت الصحيفة أنه لم يكن أي من العائدين من سوريا ضالعا في الهجمات الإرهابية الأربعة القاتلة التي شنت في لندن ومانشستر في عام 2017 من قبل العائدين من العراق وسوريا، على الرغم من أن مهاجم مانشستر سلمان عابدي قد قاتل في ليبيا.
وقال مساعد مفوض الشرطة نيل باسو، رئيس شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا، إن الأجهزة الأمنية سبق أن نظرت إلى المقاتلين الأجانب على أنهم الخطر الأكبر، لكن التهديد كان موجودًا داخل بريطانيا بالفعل، لكنه أضاف أن أجهزة الأمن كانت تخطط لإعادة الجهاديين وأنها تستخدم مجموعة واسعة من التدابير والقوى المتاحة للتخفيف من هذا التهديد، وأضاف: "أي شخص يعود من سوريا أو مناطق نزاع أخرى، بعد دعمه لأي جماعة إرهابية محظورة سواء أكان القتال مع أو ضد "داعش" أو لأي أغراض أخرى غير قانونية، يتوقع أن يتم التحقيق من قبل الشرطة".