خالد أبوالنجا: شخصية «حسين» لم تفارقنى حتى الآن
مغامرة جديدة يخوضها خالد أبوالنجا، من خلال تقديمه شخصية رجل تجاوز الخمسين، فى فيلمه الجديد «فيلا 69»، خالد أبوالنجا الذى سبق أن تحمس للعديد من التجارب المستقلة فى السينما، جاءت تجربته فى فيلم «فيلا 69» لتضيف لرصيد مغامراته المحسوبة.
فى حواره لـ«الوطن» يتحدث أبوالنجا عن شخصية «حسين» التى جسدها فى الفيلم، وحماسه للتجربة قبل حتى المشاركة فيها، وثقته فى المخرجة آيتن أمين التى تخوض تجربتها الأولى للدرجة التى جعلته يشارك محمد حفظى ووائل عمر فى الإنتاج، وأخيراً عن توقعاته لمستقبل السينما المستقلة وعن مشاريعه المقبلة.
* كيف جاء لقاؤك مع شخصية «حسين» بطل «فيلا 69»؟
- فى البداية لم أكن أول المرشحين لدور «حسين»، الرجل الذى تجاوز الخمسين عاماً، بل كان معروضاً فى الأساس على أخى الأكبر «سيف أبوالنجا» الذى سبق أن قام بالتمثيل فى فيلم «إمبراطورية ميم»، ولأسباب تخصه لم يقدم العمل، ووقتها عندما قرأت السيناريو أعجبت جداً بالفيلم وبالشخصية، وتمنيت أن يكون لى دور فى خروج هذا العمل إلى النور، حتى جاءت فرصة مشاركتى فى الإنتاج، وفى مكالمة أصفها بالمجنونة مع صديقى المنتج والسيناريست محمد حفظى، وجدته يقول لى لماذا لا تؤدى دور «حسين»؟ وقتها شعرت وكأنه قرأ ما بداخلى، فوافقت على الفور، وبدأ لقائى مع تلك الشخصية الفريدة، والتى تركت بداخلى أثراً كبيراً وأحدثت تغييراً كبيراً بى تجاوز أى شخصية قدمتها من قبل.
* وما الذى جذبك فى الشخصية وجعلك تتعلق بها؟
- بكل تأكيد انجذبت للشخصية بكل تفاصيلها، ولكن يبقى وجود العديد من الملامح التى تخص الشخصية والتى وجدت لها صدى فى شخصيتى الحقيقية على اختلاف درجاتها، وبالتالى عندما لمست نقطة التحول الإيجابى فى حياة حسين، والتى تتعلق بشخصية «حفيده» الذى كان يتخيل أنه شخص بلا قيمة له، فبات تغيره مرهونا بالنصيحة والدور الذى لعبه فى حياته، عندها شعر بقيمة الحياة وبأنه يملك ما يمنحه للآخرين، بعد أن كان يعتقد بالخطأ أن انعزاله فى أيامه الأخيرة مع كل ما يحب سيشكل له راحة، يكتشف أن معنى حياته الحقيقى سيأتى من منطقة أخرى لم يتوقعها، وقتها شعرت بانجذاب شديد للشخصية وصلت لدرجة التوحد ولم يفارقنى حتى بعد انتهاء التصوير، وأعترف أننى استفدت من تلك الشخصية على مستوى حياتى الشخصية.
* كيف جاء استعدادك لشخصية «حسين»؟
- فى البداية حين قررت التصدى لتقديم شخصية «حسين» كنت أذهب لبعض «الكافيهات» وأصور بعض الرجال المسنين وأراقب تفاصيلهم، ولكنى لا أنكر أنى تأثرت بنسبة ما بشقيقى الأكبر «سيف» والذى يملك بعض الحدة التى يتسم بها «حسين»، وأود الاعتراف بأن تلك الشخصية أرهقتنى إلى حد كبير، ليس فقط بسبب «الماكياج» الذى كان يستغرق ثلاث ساعات كل يوم تصوير، أو الاستعداد على المستوى الشكلى، ولكن الجانب الدرامى والنفسى للشخصية كان الأكثر إرهاقاً، خاصة أنه يمثل البعد الحقيقى للفيلم، كما تمثل الإرهاق فى زيادة أيام التصوير الذى كان مقرراً له فى البداية ثلاثة أسابيع فانتهى به الحال ليتم تصويره فى ستة أسابيع على مدار خمسة أشهر، وهذا أرهقنى جداً.
* هل جاءت مشاركتك فى الإنتاج لتضيف إلى أعبائك بالتجربة؟
- أعتقد أن هذا الجانب على وجه التحديد هو الأقل إرهاقاً خلال فترة التصوير، وذلك لأننى اعتمدت بشكل كبير على شريكى المنتجين محمد حفظى ووائل عمر، اللذين أثق فى حسن إدارتهما للأمور، خاصة محمد حفظى بسبب تعاملى المسبق معه فى أكثر من تجربة وبسبب الصداقة التى تجمعنا، ولكن بعد انتهاء التصوير وحصولى على إجازة قصيرة أصبحا يشركانى فى كافة التفاصيل والقرارات التالية لتلك الفترة.
* كيف ترى تعاونك مع المخرجة آيتن أمين فى أولى تجاربها؟
- أعتمد دائماً فى اختياراتى على الثقة فيمن أعمل معهم، وبالتأكيد شكلت الثقة فى آيتن جزءاً مهماً فى قبولى التجربة، وقد بنيت هذه الثقة منذ قراءتى للسيناريو، ومع بداية التصوير وجدتها تستعين بعدد كبير من الوجوه الشابة أمام الكاميرا وخلفها، وتعجبت لذلك، ولكنى وثقت فى أن حماسة هؤلاء الشباب ستُخرج أقصى مجهود لديهم، وهو ما كان بالفعل.
* كيف وجدت استقبال الجمهور للفيلم فى عروضه الأولى؟
- وجدته أكثر من رائع منذ أن قُدم فى مهرجان أبوظبى، وبعدها فى عرضين ببانوراما الفيلم الأوروبى، حيث وجدت حالة تفاعل بين الجمهور وبين الكوميديا التى يحملها الفيلم فى بعض مشاهده، وأتصور أن الحالة والفكر اللذين يقدمهما الفيلم سيجدان طريقهما إلى الجمهور بشكل سلس وواضح.
* كيف ترى مستقبل السينما المستقلة فى مصر؟
- أعتقد أنها ستمثل المستقبل بالنسبة للسينما، التى لا بد أن يحدث لها تجدد فى دمائها وفى فكرها، وهو ما يتحقق مع هذه التجارب الجديدة للمخرجين الشباب بأفكارهم ورؤاهم، حتى تتأكد للجميع قدرة السينما المصرية على التجدد والاستمرار ومواكبة كل جديد فى العالم، وهذا لا يمنع وجود أفلام الكبار، مثل داود عبدالسيد ومحمد خان وغيرهما، أو حتى الأفلام التجارية، فالتنوع فى النهاية لا بد أن يكون سمة الواقع السينمائى، وأعتقد أن النجاحات المتتالية للسينما المستقلة فى المهرجانات الدولية تثبت قدرتها على الإضافة للسينما المصرية، مثلما حدث فى الماضى مع أجيال أخرى.