قطر تواصل حملات تشويه الجيش المصرى من أمريكا
شن معهد بروكنجز للدراسات فى واشنطن، والذى يرتبط باتفاقات تعاون مع الخارجية القطرية، هجوماً حاداً على المؤسسة العسكرية المصرية، زاعماً أن الدستور الجديد منحها امتيازات غير مسبوقة، وأن ذلك يمثل ارتداداً عن الديمقراطية، كما ادعى المعهد أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، هو الذى عيّن لجنة الخمسين التى حولت وزارة الدفاع إلى قوة مستقلة.
وأصدر المعهد ورقة بحثية تحت عنوان «وضع المؤسسة العسكرية فى الدستور»، بدأت بتشويه ثورة 23 يوليو 1952 بوصفها بالانقلاب، زاعمة أن صلاح سالم، أحد قيادات الثورة، قال إنه لا مانع من إعدام مليون مصرى لتحقيق أهدافنا، بينما تستعد الخارجية الأمريكية لتأكيد التزام مصر بالديمقراطية أمام الكونجرس الأمريكى، وهو الشرط الذى وضعه الأخير لإقرار المساعدات المصرية فى الموازنة الأمريكية الجديدة لغلق صفحة التوتر بين البلدين.
وادعت الورقة أن وضع المؤسسة العسكرية مسألة شائكة فى دساتير مصر منذ عام 1952، ففى دستور عام 1923 وُضعت الأمور المتعلقة بالجيش والشرطة فى يد البرلمان المنتخب، وهو الوضع الذى تغير بعد 1952، لافتة إلى أن مجلس قيادة الثورة كان منقسماً بين تيارين بعد نفى الملك فاروق، أحدهما يميل إلى مباشرة الديمقراطية ومن بينهم يوسف صديق وخالد محيى الدين وأحمد شوقى، أما التيار الثانى فوصفته الورقة بالديكتاتورية العسكرية وأنه الذى فاز فى نهاية المطاف، ورأت أن هذه الفترة شهدت ما سمته تسييساً للقضاء المصرى بهدف منع حزب الوفد من العودة والسيطرة على البرلمان، كما صدرت أحكام تجيز للعسكريين رئاسة الحكومات المدنية، مع استخدام القضاء للتخلص من الخصوم. ورأت الورقة أن الدستور المصرى الجديد منح امتيازات للمؤسسة العسكرية لم تحصل عليها فى الدساتير السابقة بما يمثل ارتداداً عن الديمقراطية فى مصر، وأن كل ما أرادته تم تمريره فى لجنة «الخمسين» التى زعمت تعيين الفريق عبدالفتاح السيسى لها.
وذهبت الورقة إلى أن الدستور الجديد لم يقتصر فقط على تحويل وزارة الدفاع إلى قوة مستقلة، ولكنه منح أيضاً امتيازات لجهاز المخابرات العامة ووزارة الداخلية، مدعية أن الدستور الجديد منحهما استقلالية مؤسسية وحصانة قانونية وحقوقاً دستورية ودوراً فى صياغة السياسات العليا للدولة.
وفى إطار متصل، أعلن معهد «أطلنتيك» للدراسات عن تنظيم مؤتمر بعد غد لمناقشة السياسات الأمريكية وتحقيق الديمقراطية فى مصر.