م الآخر| "لاسحر ولا شعوذة.. مستشارك عندنا"
وفر 4 سنين في كلية الحقوق ولا ترهق نفسك في اختبارات النيابة، وتدخل القضاء من أساسه.. يكفيك معهد سنتين أو "دبلون تجارة" تحصل على لقب مستشار بكارنيه "يفوتك في الحديد" تدخل أي بارك بدون رسوم تكلم أي عسكري باستعلاء أو أمين شرطة وتقول "أنا مستشار يا ابني".
الحكاية بسيطة جدًا هتروح المركز الدولي أو العالمي أو العربي للتحكيم، وتدفع 500 جنيه وتشترك في دورة لمدة 3 أيام فقط تدرس فيها التحكيم الدولي كله "ولا سحر ولا شعوذة" ولو مش فاضي حضرتك هتاخد الدورة من على الانترنت، بعد كده تستلم كارنية مدون فيه، السيد المستشار/ واسم حضرتك لمدة سنة ويجدد بعد ذلك برسم بسيط.
وكمان ممكن تسدد 250 جنيهًا تشترك في نقابه المحكمين والنقابة تختم استمارة الرقم القومي ويدون في البطاقة كذلك "مستشار تحكيم" رسميًا وتحت علم مصلحة الأحوال المدنية.
بالفعل الإعلانات، منتشرة في شارع رمسيس أمام نقابة المحامين ورسائل على الموبايل وعلى الفيس بوك، السؤال الذي يطرح نفسه هل وصل الاستخفاف بالشعب لهذا الحد، وأصبح لقب المستشار الذي يطلق على القضاة في متناول الجميع بأسرع وقت وبأزهد الأثمان؟
من الذى يصدر التصريحات لهذه المراكز التحكيمية الواهية التي تحمل بعضها للأسف أسماء مشاهير من المحامين وأساتذة القانون، ولا تبالي الدولة ولا تلك المراكز بماذا يمكن استخدام هذا الكارنيه أو البطاقه في أعمال إجرامية أو تستر المجرمين والإرهابيين خلفها للهروب من الشرطة والأكمنة المعدة لتنفيذ الأحكام وضبط المجرمين الهاربين من العدالة، و يمكن استخدامه كوسيلة للثقة لدى الآخرين في الشخص الذي يحمله ويصبح أداة للنصب على المواطنين بكل سهولة وكيف صمتت نقابة المحامين على هذا العبث الذي يدار بتلك المراكز التي تهدف إلى الربح السريع واللعب على أوتار راغبي الشهرة والتميز.