رشوان: جيلي يؤدي أداء المودّع.. وأقول للصحفيين: "حبوا النقابة أكثر من النقيب" (حوار)
ضياء رشوان في حواره لـ"الوطن"
"نقابة بلا نقيب أفضل من نقيب بلا نقابة"، هكذا استعار ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للإستعلامات، والمرشح على منصب نقيب الصحفيين، عبارة البابا تواضروس"وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، في مستهل حواره مع "الوطن" عقب ترشحه رسميا، وأكد أنه يسعى لجمع الشمل وعودة هيبة المهنة والنقابة وأنه لا يسعده أن يكون مجرد نقيب تسبب في زيادة بدل الصحفيين، لافتا إلى أنه يتفاوض مع الحكومة لمزيد من الخدمات التي ستقدم للصحفيين عقب الموافقة على زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا إلى 2100 جنيه بنسبة 25%.
وقال رشوان في حوار لـ"الوطن"، إنه لن يكون نقيبا لمجموعة، وأن انقسام مجلس النقابة ضرب البيت من الداخل وكان بداية انهيار المهنة والنقابة على حد قوله، مشددا على أن التعديلات الدستورية المزمع إجراؤها لم تمس مواد الصحافة.
وأضاف رشوان أن كل صحفي عليه أن يعبر عن رأيه في إطار مهنته.. وإلى نص الحوار:
* السؤال البديهي الذي يفرض نفسه في مستهل هذا الحوار يتمحور حول دوافع ترشحك للمنصب الذي شغلته من قبل؟
- غمرني زملاء أعزاء "بجمايل" كثيرة جدا، حينما طلبوا مني الترشح لموقع النقيب، ويمثلون مختلف أطياف النقابة التي تبدوا على السطح مختلفة أو متصارعة، وكان من بينهم نسبة غير قليلة من الجيل الحالي الذي يعد بمثابة المستقبل، فجيلنا يؤدي أداء المودع، وبهذه المناسبة أقول لشباب الصحفيين أحرصوا على مهنتكم ونقابتكم ولا تفرطوا في عطاء الأجداد فنحن سلالة نظيفة تعود إلى القرن التاسع عشر لا تبخلوا عليها بشيء.
رئيس "هيئة الاستعلامات": أقول لشباب الصحفيين احرصوا على مهنتكم ونقابتكم ولا تفرطوا في عطاء الأجداد
* وهل مجرد مطالبات بعض الزملاء لك بالترشح هي السبب الوحيد لخوضك هذه المنافسة على مقعد النقيب للمرة الرابعة؟
- نعم أتيت من أجل مهمة وليس من أجل هذا المنصب الذي شرفتموني به مرة وحرمتموني منه مرتين، وأنا أعرف المهمة التي أقدم عليها وخطورتها وتحدياتها التي لن افلح في مواجهتها بمفردي، ولو لم نتعاون جميعا فلن تعودة هيبة المهنة.
* بمناسبة الهيبة.. لماذا أتخذت من "لم الشمل وعودة الهيبة" شعارا لحملتك الانتخابية؟
- هيبة المهنة هي مستقبلها، فالصحافة المكتوبة والإلكترونية يمران بأزمة ثقة في المهنة كلها واضرب مثال لنفسي فقد بدأت حملتي من مركز الأهرام للدراسات وسألتهم كام واحد فيكم يلصق "بادج" الأهرام أو النقابة على سيارته وكانت النتيجة صفر، رغم أن هذا الـ"بادج" كان حصانة للصحفي منذ 10 سنوات مضت، واليوم نهرب منه، وبالتالي الأزمة ليست فقط في تراجع توزيع الصحف ولكن مكانة المهنة في المجتمع وقدرة الصحافة على التاثير فيه.
* وكيف تستطيع أن تعيد هذه الهيبة مرة أخرى؟
- أول ملامح الهيبة أن تختلف وفي نفس الوقت أن تتوافق، فعلى سبيل المثال غير مقبول والمجتمع في مرحلة حرجة أن الجمعية العمومية لنقابة الصحفية لا تكتمل، فوجودكم في شارع عبد الخارق ثروت أمام النقابة بحشد قوي ضمانة كبيرة لعودة هذه الهيبة، أيضا يجب أن نختلف لكن نحافظ داخل الاختلاف على قوتنا ومبنانا ومعنانا، فكل شيء مباح في الانتخابات الا الكذب وتحطيم المهنة أو نشيع عن زميل أو زميلة شيئا حتى لا تتأكل النقابة ونفاجأ أننا أمام خيال مآته.
* وماذا تقصد بلم الشمل؟
- مجلس النقابة هو المعبر مع النقيب خلال سنتين من عمرها عن المهنة، لو أن المجلس والنقيب اختلفوا فسيختفي ما تبقي لنا من هيبة وسيقال أن بيتنا من الداخل خربان، وبالتالي لن أكون نقيبا لمجموعة أنا رجل لي موقفي السياسي ورؤيتي لكن كل ذلك خارج نقابتي.
* لكن من المعروف تاريخيا ونقابيا أن نقابة الصحفيين هي نقابة رأي وعلى مدار مجالسها الخمسين شهدت أعضاء من تيارات مختلفة؟
- لا أتحدث عن التيارات ولكن أنا ضد تقسيم المجلس لكتل ففي تاريخ النقابة لم تكن تنتمي مجالسها لتيار واحد بحكم أنها نقابة رأي بالفعل، لكن هذا الاختلاف يجعل هناك حالة نقابية وليس صراع، وقد كنت نقيبا في وقت من أصعب فترات مصر في الفترة ما بين 2013 و2015 وعاصرت 3 رؤساء للجمهورية وكان بالمجلس مختلف التيارات وبالتالي سأكون حريصا علي أن يكون المجلس قويا.
*هل يعني ذلك أنه لن يكون لك قائمة انتخابية كما فعل بعض النقباء السابقين؟
- لن يكون لي قائمة، النقيب سيكون له رأي لكن أن يوجع نفسه من البداية بقائمة ويشيل أعبائها في المجلس هذا لا أتبعه ولن أتبعه، وقد ترشحت من قبل 3 مرات ولم أخض الانتخابات فيها مرة واحدة، وسنقبل رأي الجمعية في شخصي وفي زملائي كرفاق مسيرة لمدة سنتين، فتنوعهم العمري والسياسي لن يعيق عملنا.
* يقول بعض المراقبين في المجال أن المجلس المقبل سيضم نسبة لا بأس بها من المعارضين كيف ستتعامل معهم؟
- معارض أو مؤيد لمن؟ أنا لا في معسكر المعارضة أو الموالاة، لكون المعسكرين يجب أن يختفوا داخل النقابة في ضوء المصالح النقابية، وتصنيف المعارضة والموالاة ينفع مع نقيب جاء من البداية ويعلن أنه مؤيد أو معارض، عمري لن أنظر إلى المجلس الحالي بهذه النظرة، فعلى سبيل المثال أيمن عبد المجيد وعمرو بدر، عضوا المجلس الحالي، على شتاتهم السياسي هم زملاء في النهاية.
* إذا كنت نقيبا في بعض الأزمات التي مرة بها النقابة كأزمة اقتحامها أثناء فترة تولي النقيب السابق يحيي قلاش كيف كنت ستتصرف؟
- لن أتحدث عن نصائح بأثر رجعي فيما يتعلق بأمور إقتحام النقابة، يجوز أن أكتب مذكراتي في وقت ما حول علاقتي بالأزمة قبل أن تبدأ لكن التحرك في الأزمة نفسها لا يمكن أن أنصح بأثر رجعي قد يكون صحيحا أو خطأ، السؤال هل قابل للتكرار، أم لا؟ أذا قدر لي أن أكون في هذا الموقع وقد كنت فيه في ظرف أصعب فلن يحدث، لأنه سيكون هناك قنوات مفتوحة نجري من خلالها حوارات فالسياسة هي علم التفاوض والنقابة تعني تفاوض أكثر ما أعد به أنه لن يطرأ على النقابة أزمة بهذا الشكل.
نقابة بلا نقيب تحبه أفضل من نقيب تحبه بلا نقابة
* استطعت أن تحصل على موافقة المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بزيادة بدل الصحفيين إلى 2100 جنيها.. البعض يرى هذه الخطوة قد حسمت الانتخابات مبكرا مما يؤثر على حكم المشاركة، ما تعقيبك؟
- لا توجد انتخابات محسومة في الدنيا ومشاركة الشباب هامة جدا، وأنا هنا استعير كلمة البابا تواضروس "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، وأقول "نقابة بلا نقيب تحبه أفضل من نقيب تحبه بلا نقابة"، وإذا لم يكن هناك جمعية عمومية قوية وواضحة لن يتم تعديل قانون النقابة الذي يطالب به البعض على سبيل المثال وسيتم تعديله من صاحب الصفة وهو مجلس النواب، وأقول لمن لا يريد المشاركة في الانتخابات لو قعدت في البيت النهاردة غضبا من عدم نجاح مرشحك المرة القادمة لن تلاقي نقابة تروحها أصلا فالنقابة كيان.
* بمناسبة زيادة البدل، متى سيتم صرفه؟
- أود أن أشكر المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء والدكتور محمد معيط على تعاونهما، وسأسعى بكل السبل ليتم صرف الزيادة في أسرع وقت قبل بداية السنة المالية الجديدة في يوليو المقبل، كما أتواصل حاليًا مع وزير المالية على زيادة الدعم المالي المقدم للنقابة سواء فيما يخص العلاج أو المعاشات أو الأنشطة، حيث يتم صرفهم حاليًا من موازنة النقابة.وأود الإشارة إلى أنني حينما انتُخبت في 2013 لم أفتح فمي بكلمة عن البدل، ونجحنا بدون انتخابات في إيصاله لـ918 من 760 ثم حصلنا على زيادتين أخريين لـ1200 بعد الانتخابات ثم 1380 قبل نهاية مدتي، وأصرت على صرفه قبل الانتخابات حتى لا أتهم بأني أقدم رشوة انتخابية وتداخلنا مع قضية مرفوعة حتى يصبح البدل حقًا أصيلاً للصحفيين.
* ماذا تقول لمن يصف بدل الصحفيين بأنه رشوة انتخابية تأتي مع كل نقيب ينجح في الحصول عليها من الحكومة؟
- من يفكر بمنطق الرشوة الانتخابية هو الذي عنده حسابات انتخابية أو محترف انتخابات وأنا لست محترف انتخابات فقد خضت الترشح في 2009 أيام محمد حسني مبارك ضد مكرم محمد أحمد، ولم يجرؤ أحد على ذلك حينها ونزلت في 2013 أيام "الإخوان"، وإجمالا أنا داخل على كل المغارم وليس هناك مغنم واحد وأنا داخل على حقول ألغام، وبخصوص موضوع الرشوة الانتخابية فحينما زاد البدل لـ1380 جنيه لم يزد لـ1400 لأنني تفاوضت مع الحكومة برئاسة المهندس إبراهيم محلب، حينها، لمدة 3 ساعات وانطلقت من معيار "التضخم"، واتفقنا على المعيار وانتهينا بموافقة وزير المالية ورئيس الحكومة على 15% زيادة في البدل، فكانت 180 جنيه وحاولت الحصول على العشرين جنيه ولكن وزير المالية لم يوافق، فالقاعدة وضعناها وقتها مع زيادة التضخم سنويا ولكننا أسقطناها بأيدينا، ومن ثم إعادتها ستكون صعبة وتحتاج لتكاتف.
* ما هو تعقيبك على قرار عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين المنتهية ولايته بعدم خوض الانتخابات في ظل وصف هذا التصرف بأنه موائمة لترشحك؟
- سلامة قراره شخصي ولا يوجد مؤامات لتنازله، ليس معقول أن أقوله أتنازلي وقلاش لم يرشح نفسه ويؤيدني.
* كيف ستكون علاقة النقابة بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام حال فوز بمنصب النقيب؟
- المادة 211 من الدستور والتي تنظم عمل المجلس كان لي شرف أن أكون من واضعيها، والمجلس كيان موجود في عدد كبير من دول العالم وظيفته الرئيسية متابعة، وليس الرقابة على المنتج الصحفي والإعلامي، والتأكد من مطابقته للمعايير، وليس من مهامه أن يحاسب منتج المادة هو يحاسب المؤسسة فقط وليس له دخل بإدارة المؤسسة .
* وما رأيك في لائحة جزاءات الأعلى للإعلام التي تحفظ علي بعض بنودها مجلس النقابة السابق؟
- سأبحث موضوع لائحة الجزاءات ولن أقول رأيي حتى لا أصادر على رأي زملائي بمجلس النقابة، لا يجوز أن يكون رأيي مبالغ فيه في الرفض أو القبول حتى لا أنسف شعار حملتي "لم الشمل".
* أثيرت أزمة عقب إعلانك اعتزام الترشح بسبب توليك منصب رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، فهل سيؤثر المنصب على مهامك كنقيب للصحفيين حال فوزك؟
- أولا من حق أي زميل أن يطعن في ترشحي أمام القضاء وحينها سأعلن ردي القانوني، علما بأن لدي العديد من المستندات التي تؤكد صحة موقفي فضلا عن أني استطلعت العديد من خبراء القانون قبل أن أعتزم الترشح، وبخصوص التعارض فقد قدمت طلب بتجميد عضويتي في الهيئة الوطنية للصحافة، لكن عملي كرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للاستعلامات لا يتعارض مع منصب النقيب فلا يوجد شيء في الدنيا اسمه "صاحب عمل نقابي"، فالعمل النقابي في أصله تطوعي، ويجب أن يكون صاحب العمل النقابي مهنيًا وله مهنة، فلا يوجد قانون لنقابة في العالم يعتبر العمل النقابي مهنة، والرئيس عبد الناصر أصدر قرار رقم 1820 لسنة 1967 بعد النكسة بشأن تأسيس الهيئة العامة للاستعلامات بـ10 اختصاصات إعلامية خارج البلاد وداخلها، وأنا ليس لدي صحفي واحد في الهيئة وبالتالي لا يوجد تعارض مصالح.. أما الأمر الثاني فهو: هل ستأخذ الهيئة من وقتي: هذا شيء طبيعي، ففي فترة توليّ منصب النقيب المرة الأولى كنت رئيسا لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وكان لدينا عمل في وقت صعب في غاية الأهمية.
* هل هناك تعارض بين مواقف هيئة الاستعلامات ومواقفك كنقيب للصحفيين خاصة فيما يخص الحريات؟
- لم نعتمد أبدا طوال عملي في الهيئة على تقديم نفي سياسي أو صراع سياسي مع أحد، فزملائنا في الإعلام الأجنبي عملنا معهم واكتشفنا أن لدى بعضهم عيوب مهنية قاتلة، فحصلنا على جميع الأكواد والمواثيق المهنية في كل مكان في العالم لنطابق عمل المكاتب الموجودة في مصر عليها، ووجدنا أن الجميع في مصر يتجاهلون المواثيق، مثلما حدث في حادث الواحات، وأجبرت وسائل الإعلام على الاعتذار.. وحينما صدر تقرير هيومان رايتس بشأن التعذيب، وقمت بالرد عليهم بالأدلة مهنيا.. وخلال توليّ منصب النقيب ساهمت في إخراج عدد كبير من الصحفيين من السجن وبعضهم في حملتي الآن، والتعامل مع المحبوسين ليس ورقة أعمل بها في الانتخابات، ولكنها إجراءات وسعي متواصل.
* أصبحت الصحافة الإلكترونية ذات تأثر كبير وأغلب الصحفيين يعملون بها لكن القانون يحرمهم من القيد في جداول النقابة كيف ستواجه هذه الأزمة؟
- موقف الصحفيين الإلكترونيين حاليا متوقف على تعديل القانون رقم 76 لسنة 1970، الخاص بتأسيس نقابة الصحفيين، أو أن يؤسس الصحفيون الإلكترونيون نقابة خاصة بهم، مثلما فعل الزميل صلاح عبد الصبور الذي شرع في تأسيس نقابة للإلكترونيين، فحتى الآن ينظمنا إطار قانون 76 لسنة 70، وأي حديث أو وعد بمخالفة القانون "كلام خاطئ"، فمجلس النقابة يعتمد في لجنة القيد على القانون الحالي وعملية تغيير القانون هي المنظمة لذلك.. والدستور الذي شاركنا في وضعه هو أول ما اعترف بالإلكترونيين، وهناك اعتباران؛ الأول يقول إن الصحافة الإلكترونية مهنة مستقلة فيجوز أن يكون لها نقابة، والرأي الثاني يقول إن الإلكترونيين مثل باقي الصحف أبناء مهنة واحدة، ومن ثم ينضموا للنقابة، وفي الحالتين يجب أن يتم عمل تشريع واحد للطرفين.
*أخيرا ما الذي يفكر فيه ضياء رشوان حال فوزه بمنصب النقيب؟
- اعتدت بطبعي ألا أفكر في يوم الانتخابات نفسه، ولكن أفكر في اليوم الثاني له، وطموحي ألا يكون ضياء رشوان هو الذي أتى بزيادة البدل، لكن أن يكون ضياء رشوان هو الذي أعاد هيبة النقابة ولم شمل الصحفيين، فنحن في معركة انتخابية حقيقية واليوم الثاني بالنسبة لي سنتين وليس يوما واحدًا.