بسبب "باب".. مشروع الوجبات المدرسية بالغربية لم ينتج وجبة واحدة
الباب المقفول
في الوقت الذي يطالب فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، برفع القيمة المخصصة لدعم التغذية في المدارس، إذ أن مصر تعاني من مشكلة في التغذية المدرسية، نجد مصنع المشروع الخدمي لإنتاج الوجبة الغذائية بالغربية، التابع لوزارة الزراعة والاستصلاح الزراعي لم ينتج وجبة مدرسية واحدة على مدار الفصل الدراسي الأول بسبب خلاف بين مسؤولي المشروع ومسؤولي الإدارة الهندسية بمحافظة الغربية على فتح باب للمشروع، طالبت لجنة سلامة الغذاء التابعة لمجلس الوزارء بفتحه ليكون ممرا لدخول وخروج العمال منه، وخضوعهم للتعقيم قبل دخول صالة الإنتاج.
يقول إبراهيم حماد، عامل بالمشروع، إن لجنة سلامة الغذاء التابعة لمجلس الوزارء قامت بمعاينة المشروع قبل بدء العام الدراسي الحالى من أجل الوقوف على توفير الاشتراطات الصحية وسلامة الغذاء، وطالبت اللجنة بتغيير بعض الأمور في المشروع من أجل الموافقة والسماح للمشروع بإنتاج الوجبة المدرسية.
وأوضح "حماد"، أن اللجنة طالبت بتغيير أرضية المصنع المقام على مساحة 1200 مترا تقريبا، وأيضا صيانة شفطات الهواء وتغيير دواليب العمال من خشبية إلى "ألمونتال" ونقل معدات الصيانة من داخل المصنع إلى خارجه ووضعها داخل غرف يتم بنائها فوق سطح المصنع، وعمل إحلال وتجديد للحمامات، وكذلك طالبت بضرورة نقل موظفين الحسابات من مخازن الخامات إلى غرف أخرى مجاورة فوق سطح المصنع من أجل عدم مرورهم من داخل صالة الإنتاج بدون تعقيم، ما يخالف شروط سلامة الغذاء والوجبات المدرسية ولا يوفر الاشتراطات الصحية لسلامة طلاب المدراس.
العمال: لم نعمل من الفصل الدراسي الأول ولم نتقاضى مرتبنا منذ 4 أشهر ولجنة مجلس الوزراء تشترط فتح الباب الرئيسي قبل بدء الإنتاج لتحقيق درجات التعقيم والتطهير
وأشار صالح الدسوقي، عامل، إلى أن من بين شروط لجنة سلامة الغذاء التابعة لمجلس الوزارء فتح الباب الرئيسي للمصنع من أجل دخول العمال منه وعدم السماح بدخولهم من البوابة الخلفية للمشروع، الخاصة بتسليم وتسلم الوجبات المدرسية إلى مندوبين التوزيع حيث أن دخول العمال من البوابة الخلفية يعني دخولهم صالة الإنتاج ومرورهم منها إلى أماكن تغيير الملابس قبل المرور على أحواض التعقيم والتنظيف، للتخلص من الميكروبات الضارة التي قد تتسبب في ضرر للطلاب، وإنشاء مصائد للحشرات والفئران بمحيط المصنع من الخارج ومن الداخل لمنع دخولها المصنع مع توفير جميع مواد التعقيم والتنظيف والمطهرات.
وأضاف أن اللجنة اشترطت قبل التشغيل والبدء في إنتاج الوجبات المدرسية فتح الباب الرئيسي للمشروع من أجل دخول وخروج العمال منه من أجل توفير كافة الشروط اللازمة، وتحقيق أقصى درجات التعقييم والتطهير للعاملين ما تضمن معه عدم الوصول إلى ميكروبات في الوجبة المدرسية قد تؤذى طلاب وتلاميذ المدارس.
مسؤول الإدارة الهندسية بالمحافظة: الباب يطل على منشأة ليست ملك المشروع وتم توفير مسار بديل لكنهم رفضوا
وأضاف محمد عبدالفتاح، عامل بالمشروع، أن "فتح الباب يتطلب موافقة الإدارة الهندسية فى المحافظة، ولكن بسبب تعنت المسؤولين فيها بسبب مشاكل سابقة بين أحد المسؤولين في الإدارة الهندسية وبين عمال المشروع، ففي إحدى الإضرابات السابقة لم يحصل مسؤولين المشروع على الموافقة ما أسفر عن تعطل ماكينات الإنتاج داخل المشروع عن عمل على مدار الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الحالي، ورغم تقدم المسؤولين والعمال في المشروع باستغاثات إلى المسؤولين في محافظة الغربية من أجل فتح الباب، لكن دون جدوى".
وتابع أنهم لم يتقاضوا مرتباتهم منذ 4 أشهر بسبب عدم الإنتاج والعمل، وهم في أمس الحاجة إلى الراتب البسيط الذي لا يتعدى الـ933 جنيها، ما تسبب فى تراكم الديوان عليهم، إلى جانب أن عدم فتح الباب يعني عدم البدء في الإنتاج خاصة مع دخول الفصل الدراسي الثاني، ما يعني أنهم ضمن طابور البطالة حتى نهاية العام الدراسي وبدء العام الدراسي الجديد.
وأردف أن غالبية العاملين في المشروع من السيدات ومعظمهن من الأرامل والمطلقات ولديهن أطفال وأسر وعليهن مسؤوليات، وليس لهن دخل غير مرتب المشروع الخدمي، وفى حالة استمرار عدم تشغيل المصنع سيتحولون إلى عاطلين، وأسرهم سيتم تشريدها.
من جانبه قال المهندس سعيد الشرقاوي، مدير الإدارة الهندسية بالمحافظة، إن الأمر ليس فيه أي تعنت، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالصالح العام، والباب الذي يرغب مسؤولي مشروع الوجبات المدرسية فتحه يطل على وحدة الصيانة الهندسية، وهى منشأة ليست تابعة للمشروع.
وأضاف "الشرقاوي": "مقدرش أفتح باب على منشأة ليست ملك المشروع"، موضحا أن الإدارة الهندسية وفرت مسارا آخرا بديلا يستخدمه عمال المشروع في الدخول والخروج من المصنع، ولكنهم رفضوا ومصرين على فتح هذا الباب.