م الآخر| رسالة إلى السيسي: اقض على الدولة العميقة
أيها القائد العظيم، أيها البطل الذي يعرف كيف ومتى يأخذ القرار.. أحييك على فطنتك وأهنئك بحب الناس، وأنا منهم، لك.. هذة الرسالة ابعثها إليك بقلب محب لله، ثم لمصر، ثم لك.
إن مكانتك في قلوب الناس كبيرة وعظيمة رجالًا ونساءً وشبابًا، يرون فيك المنقذ والمخلص ويرون أحلامه تتحقق على يديك، لذلك وجب على أن أنصحك أن تحذر من خيبة أملهم.. نحن شعب طموحاته تتخطى أعماله رغم إمكانياته الهائلة، تتحكم فية دولة عميقة بيروقراطية تكبلها عشرات الآلاف من القرارات والقوانين، الخلف خلاف، فياويل المستثمر الذي يجروء على الاستثمار في مصر من سيف البيروقراطية العقيم.
تلك البيروقراطية والدولة العميقة العقيمة، هي سبب تأخر هذه البلد؛ لأن الجهاز الحكومي الذي هو عصب البلد مترهل، والناس لا تعمل، وحتى يكون عدم عملهم قانوني، استصدروا منذ عشرات السنين آلاف القرارات الإدارية إياها التي تعني في النهاية لا تعمل.
فعلى سبيل المثال:
1- المناطق الاستثمارية الجديدة التي انشأتها الدولة لتحفيز المستثمرين، يمكن لك أن تحصل على الأرض مجانًا أو بسعر رمزي، وكان مقصد الجكومة شريف في ذلك ولكن، غير الشريف هو أن يكون تكلفة توصيل الغاز 10 ملايين جنيهًا للقطعة، وألا يكن هناك محطة مياه أو تكون معطلة ،أو أن يكون تكلفة توصيل التليفون مليون جنيه.. هذا هو حال معظم المناطق الصناعية الجديدة في الصعيد.
وقد عاينت بنفسي تلك المشاكل، عندما كنت مستشارًا لمشروع كبير في بني سويف، وقضيت سنوات أحارب الدولة العميقة لاستصدار التراخيص، والحصول على الطاقة، حتى ان المستثمر قال لي إنه "شرب مقلب"،
ففي جبل علي بالإمارات، المتر بدولار بالمرافق كلها، ويتم التخصيص والتوصيل في ثلاثة أيام.
2- من أجل أن تحصل على قطعة أرض زراعية، يجب أن تحصل على موافقة 7 جهات، وحتى بعد أن تحصل عليها تأتي وزارة الري لتهدم أبيارك وتشتت شملك، لأنك لم تحصل على رخصة بئر، فهل خصصت وزارة الزراعة الأرض كأرض زراعية بدون ري؟.
3- أبسط من ذلك في الاستفتاء على الدستور، وجدت السادة الأفاضل مسؤولي اللجنة العليا للانتخابات، شتتوا أسرتي، فعلى الرغم من أن عنواننا واحد أنا وأولادي الاثنين في البطاقة، وجدت أن لجنتي في ميدان الجيزة، ولجنة ابني الأكبر في ناهيا، وابني الأصغر في بولاق الدكرور، ومع كامل احترامى لسكان تلك المناطق، فنحن لسنا من سكانها، وبالتالي قال لي أولادي: لن نذهب للاستفتاء ووافقتهم على ذلك، وهو نفس الحال للعديد من أصدقائي، حيث أحجم أبناؤهم عن الاستفتاء؛ لأنهم تم نقلهم بمعرفة عقلية علمية معملية فذة إلى أماكن غير أماكنهم، وفي قرى بعيدة.
كذلك الحال في مطروح وسيوة وأسيوط، وبلاد كثيرة صنعت منها لجنة الانتخابات سلط، فبدلًا من لم الشمل وتوسيع اللجان، ليصوت الجميع بلجنة الأب إلا من يشاء، باعدت بين الأهل وشتت شمل الأسرة، وهذا سبب جوهري في إحجام بعض الشباب عن المشاركة، وأولادي يرسلون إليك اعتذارهم عن عدم قدرتهم على تلبية ندائك، بسبب الدولة العميقة.
لذلك أقولها لك مخلصًا: إن كنت تستطيع أن تطيح بتلك القواعد البيروقراطية القاتلة، التي تقتل أحلام المصريين، وإن كنت على استعداد أن تحارب الكسل والجهل وتعمد تعطيل الدولة، وإن كنت تملك مشروعًا قوميًا لهذه الدولة، لتحقق أحلام الناس على المدى القصير خلال سنتين، أو على المدى الطويل خلال 8 سنوات، فتقدم وأعلن مشروعك علينا مشفوعًا بحبنا لك، وسنقف بجانبك لنقدم لمصر كل ما نملك.
وإن كنت لا تستطيع أن تفعل ذلك، وستتبع الصفوة السياسية القديمة، فارجوك أن تظل مكانك رمزًا للوطنية وحب الناس.. الشعب لن يسلم أحلامه تسليم أهالي لأحد، وأخاف على مصر من أن يفقد الأمل في المستقبل معك، فلم يبقى سوى أن يلقي الناس بأنفسهم في البحر، ليموتوا ولا يحلم أحد أنه يومًا سينزل التحرير ليثور على السيسي.. فخير لنا أن نموت ولا نفقد الأمل فيك.. وفقك الله، ومنتظر أن أسمع ردك عندما تخرج على الناس.