م الآخر| يوميات ست بيت قهرا (7).. هابي نيو مواعين!!
بعد أن صُدمت صدمة كبيرة جدًا جدًا، ألا وهي إني اكتشفت إن أمي الحبيبة سيستمر غيابها لمدة شهر آخر، نظرًا لإصابتها بنزلة برد شديدة، والدكتور نصحها بالراحة التامة لمدة شهر على الأقل بدون حركة، ولو إني أشك إن الموضوع فيه إنّ وأخواتها!، وبعد أن أغمن عليّ وتمت إفاقتي بفحل بصل، بواسطة أبي العزيز قائلًا لي: شوفتي أهي ماما باعتك خالص ومبقاش فيه غير أنا وأنت يا جميل!، يقال إني أغمن علي لمدة 6 ساعات متتالية بعد الجملة دي.
في بيتنا العزيز، هناك طقوس تحدث كل عام مع قدوم رأس السنة الجديدة، فكانت أمي العزيزة تقوم بإعداد وليمة معتبرة وتعزم العائلة الكريمة نفر نفر، وبما إن أمي لن تكون موجودة هذا العام للأسف، فقرر أبي أنه من سيقوم بهذه المهمة الجهنمية، لكي لا نشعر بعدم وجود ماما وأنه سيعزم الجميع على وليمة أكثر اعتبارًا وفنً وإبداعًا، العيلة هتوحشني والنعمة!.
ويقف الجميع على قدم وساق استعدادًا لاستقبال الضيوف الكرام، وكان عددهم لا يقل عن 25 فردًا، لكم أن تتخيلوا معي كم المواعين الذي سيتبقى من بعد هذا اليوم الرهيب، وقفت أمام الباب أحصي الرؤوس مع تمنياتي القلبية أن تقوم حرب أهلية، أو حتى حرب شوارعية فيتم منع الأكل في هذا اليوم، وبالتالي لن يكون هناك مواعين، ومع كل ضيف جديد أرحب به، أكاد أبكي حسرة وألم.. وجهز العشاء المعتبر، وتم تقديمه، وبدأت المعركة الأكلية، وتمت على خير والحمد لله، وبدأت معركتي أنا مع الأسف.. مع الندم.
دخل أبي المطبخ وفي عينيه نظرة شماتة رهيبة، مش عارفة هو ليه مش محسسني إني ضناه!، اغسلي المواعين بذمة.. ها، هأدخل أتأكد بنفسي بعد ما تخلصي.. نظرت له وأنا أكاد أنفجر من الغيظ قائلة: يعني ده يرضي ربنا ده يا بابا يعني؟، ليه ما اشترتش أطباق بلاستيك من أم 2 جنيه ده وريحت دماغك وريحتني، رد: هو أنا مخلفك ليه يعني؟، ما هو علشان تغسلي المواعين، رديت: يا لهوي، طب والنعمة لأكسرلك الأطباق ديه كلها.. بس بقى ها، قال وهو يبتسم بسخرية وهو يخرج: طب إبقى إعمليها كده، وأنا هأكسرلك رقبتك يا حلوة، عااااااااا أنا عايزة ماماااا.
ظللت أغسل وأغسل وأغسل، وكادت الساعة تقترب من 12، والكل بدأ الاستعداد للاحتفال بهذه اللحظة المنتظرة، وسمعتهم وأنا في المطبخ ذليلة يرددون العد التنازلي 10، وسمعت الجيران يرددون أيضًا، وكان منهم جارنا العريس الجديد يقترب من زوجته قائلًا لها: كل سنة وإنتي معايا يا حبيبتي موااااااه، 9 كان جارنا الآخر يقول لزوجته: ربنا يخليكي لي يا حبيبتي وتفضلي معايا على طول، 8 كانت جارتنا تتعارك مع زوجها قائلة له: كان يوم أسود يوم ما إتجوزتك يا منيل، 7 أخي محدثًا خطيبته في الهاتف قائلًا: إن شاء الله يا حبيبتي السنة الجاية نكون في بيتنا بقى، 6 خالي محتضنًا زوجته هامسًا: يارب يبقى البيبي بنوتة جميلة شبهك، 5 بنت عمي محدثة ابنها الصغير: يارب تكبر وتدخل المدرسة وتتخرج وتبقى دكتور تجميل عشان تخليني زي هيفاء بقى، 4 البواب قائلًا لزوجته: هو أحمد زكي يعني أحسن مني في إيه؟، 3 ابن بنت عمتي قائلًا لي: طنط طنط تعالي شطفيني، ردّيت بحرقة: غور ياه روح لمامتك هو أنا ناقصاك، 2 أبي محدثًا أمي على الهاتف: لا يا حبيبتي خليكي مستريحة وأوعي تتحركي، وخليكي عندك زي ما تحبي يا روحي شهر، شهرين، إن شا الله سنة، 1.. أنا: حسبي الله ونعم الوكييييل..ويغمن علي للمرة الثالثة على التوازي.