"بائعة ذرة" وأمها بالمنصورة: لا نجد ما نشويه فبعنا خس.. ونربي 8 أطفال
بائعة الخس
تجلس بجوار سور مدرسة في شارع كلية الآداب بالمنصورة محافظة الدقهلية ليلا ويبدو عليها علامات الحمل، أمامها قفص صغير عليه 4 حزم من الخس، لا يتعدى سعرهم 4 جنيه، وأمامها وعاء به مجموعة أخشاب تشعل فيها النار للتدفئة، وطفلة صغيرة تلهو، هذا هو حال "أميرة مصطفى رشاد، 26 سنة"، وتؤكد "مفيش معايا فلوس أشتري ذرة أخضر للشوي سعره ارتفع من 100 جنيه إلى 300 جنيه لكل 100 كوز".
اختارت "أميرة" هذا المكان تجلس فيه يوميا من المغرب حتى الساعة 3 صباحا، هي في أول سور المدرسة، وأمها في آخره، اشتروا معًا بـ50 جنيها خس وقسموه فيما بينهما بحثا عن الرزق، "مفيش أي دخل غير بيع الخس أو الذرة المشوي، وأنا هنا من 4 ساعات لم أتحصل علي جنيه واحد، ومعايا 4 أولاد في البيت تركتهم من غير أكل".
وتؤكد "أكلنا وشربنا وعيشتنا صعبة، حتى قرص الصداع لا أستطيع شرائه" كان زوجي شغال على تروسيكل اشتراه بالتقسيط وعمل عليه من غير رخصة، وضبطه المرور فتم حجزه في وعليه أقساط 15 ألف جنيه، زوجي كان يجمع بلاستيك وكراتين من القمامة، ومرة كان يشد صفيحة قطع وتر في أصبعه، وأحاول مساعدته في المعيشة، ومن شهرين لم أتمكن من سداد تكاليف الدروس الخصوصية لأطفالي.
"الذرة موجودة والخير موجود لكن مفيش فلوس معانا نشتري"هكذا جاءت" ليلى سليم متولي، والدة أميرة"، وهي في العقد السابع من عمرها بملابسها السوداء، لتحكي مأساتها، فهي تعيش ظروف ابنتها نفسها، وتربي 4 أطفال تركهم لها ابنها "كل ما أريده أن أدفع إيجار الشقة، والله نحن ننام على الأرض، وراضية بحالي لكن أسعى لتوفير لقمة العيش والإيجار، وأخرج أبيع الذرة حتى ربنا يقدرني على تربيتهم، والله لو فطرت لا أتغدى".
وتدفع 500 جنيه إيجار شهري للشقة بحسب "ليلى" وطردها صاحب الشقة منها الشهر الماضي لعدم سدادها الإيجار، وظلت في الشارع بالبرد هي والأطفال حتى تدخلت إحدى السيدات واستأجرت لها شقة، وتسعى أن تدبر مبلغ الإيجار من عملها.
"كان عندنا كشك ومعي رخصة، ونزلت حملة من حي غرب أزالوا الأكشاك" هكذا تتذكر ليلي حالها منذ عامين، عندما كان لها مكان ثابت تعمل فيها، وقالت "من وقتها ورفضوا يجددوا الرخصة، وعملت جميع الإجراءات، وكل التوقيعات حصلت عليها، وقالوا بعد يومين تستلمي الرخصة، ومر 6 شهور دون استلامها، ولا أحصل على أي معاش، ولا على تموين، وكل ما أريده سبوبة أكل منها لقمة عيش.