"أوقاف الإسكندرية": "الفهلوة" نشرت الفساد في المجتمع
الشيخ حسن عبد البصير
بعدما انتشرت ظاهرة "الفهلوة" في المجتمع المصري والتي ترتب عليها التلاعب بالألفاظ لتحليل ما حرمه الله، فأصبحت الأذهان لا تستطيع التمييز بين الحلال والحرام، سادت العلاقات أساليب مكر الثعالب ودهاء الحيات، فانحدر الأخلاق المجتمعي وغابت القيم المجيدة والأصيلة للمجتمع المصري، الأمر الذي دفع مديرية أوقاف الإسكندرية برئاسة الشيخ محمد خشبة وكيل الوزارة، لتوجيه الأئمة للحديث عن "تحري الحلال".
وقال الشيخ حسن عبد البصير مدير الدعوة، إن ظاهرة "الفهلوة" تجلت بين الناس في تخليص الأمور بالرشوة وتيسيرها وما يسمى بالقهوة أو الإكرامية في أعمال واجبة على الموظفين ويتقاضون أجرهم عليها، بل ومن لا يدفع لا تقضى أشغاله ومن يدفع يأخذ فوق حقه وهذا فساد عظيم وخطر داهم كبير وحرمة شرعية فأين الضمائر اليقظة والقلوب الحية وأين من يخافون من ربهم أولا يعلمون أن كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به.
وأضاف عبد البصير لـ"الوطن"، أن السعي في الأرض بحثاً عن الرزق الحلال وأخذا بالأسباب أمر واجب مع تحري الحلال واجتناب الحرام فنجد أن الحق تبارك وتعالى قرن سبحانه بين المجاهدين في سبيله، وبين الساعين في أرضه يبتغون من فضله بل قدم الساعي على رزقه على المجاهد.
وأوضح أن أكل الحرام وغش الناس وأكلهم بالباطل عن طريق الرشوة والفهلوة والتضييق على الناس وتأخير مصالحهم لنلجئهم للرشوة لهو عين الفساد لذا يعد صاحبه ملعونا: "لعن الله الراشي والمرتشي والرائش"، حيث إن أكل الحرام بشتى طرقه وبال على المجتمع يمحق البركة وينمي الأحقاد، أما آكل الحرام فلا بركة له في زوج ولا ولد ولا في صحة ولا عمل وفِي الآخرة عذاب شديد.
وأكد أن الحلال قليله كثير وصغيره عظيم ومصير صاحبه النعيم، فالله أمرنا بالسعي في الأرض بحثاً عن الرزق الحلال، لافتا إلى أن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وقد أمر الله به المؤمنين كما أمر به المرسلين.