«المصرى» تمرد على المحاماة ليؤسس مصنعاً لـ«اللمبات الموفرة»
لمبات موفرة
«المصانع متوسطة الإنتاج زيّنا هى اللى حققت مجد الصين».. هكذا قال محمد المصرى، 30 سنة، صاحب مصنع «المصرى المتحد للمنتجات الكهربائية»، فى مدينة العاشر من رمضان فى عام 2015، ليصبح بعدها المساهم فى إنتاج 75% من اللمبات الموفرة فى مصر.
يقول «المصرى» إن اختيار صناعة كثيفة العمالة يعد مشروعاً وطنياً فى المقام الأول، لأنها توفر فرصاً للشباب فى كل مراحل الإنتاج، ورغم كونه حاصلاً على درجة الماجستير فى القانون بعدما تخرج فى كلية الحقوق، لكنه لم يعمل فى مجال المحاماة، وفضل أن يسهم فى مجال الصناعة.
«التحديات كانت صعبة فى كل خطوة، لكن طالما تقدمت خطوة، التراجع غير مقبول، فات أوان التراجع، كانت أولى الصدمات تعويم الجنيه، كانت فيه سنة كلها خسارة، وسنة تعويض الخسارة، وسنة استقرار، وبعدها سنة نجاح».. هذا ما يقوله «المصرى»، مؤكداً أنه قام بدراسة خطواته جيداً، لكنّ هناك عاملاً دائماً يعتمد على الظروف المتغيرة.
«محمد»: إحدى مشكلات اقتصادنا أن رجال الأعمال بيكوّنوا ثرواتهم بعيداً عن الصناعة
يوضح «المصرى» أنه قضى عامين كاملين فى محاولة الانتهاء من كافة الأوراق المطلوبة، من 2013 حتى 2015: «الأوراق الرسمية تعد الخطوة الأصعب، والتمويل من البنوك ليس بالأمر السهل وهو ما يعيق كثيراً من المشروعات، فكثير من المصانع فى منطقة العاشر من رمضان كانت تغلق أبوبها فى نفس التوقيت اللى كنا بنفتح فيه»، ويشير إلى أن كل مراحل صناعة اللمبة الموفرة، صيانة مصرية، سواء «البوردا» أو الكرتون لتغليف اللمبات والبلاستيك وغيرها، مضيفاً: «الصناعة فى مصر مربحة لأن العمالة رخيصة والمواد الخام والسوق مفتوحة والطلب مستمر ولكن البيروقراطية هو ما يقف حائط صد أمام أحلام الشباب، ويجب أن تدعم الدولة الصناعة وتقوم بتسهيلات».
يرى «المصرى» أن إحدى المشكلات التى يعانى منها الاقتصاد المصرى، أن رجال الأعمال فى مصر يكوّنون ثروتهم بعيداً عن الصناعة والإنتاج: «يقولك هوجع قلبى ليه وأشغل عمال وبالتالى بيستثمروا فى أى شىء لا يضيف إنتاج حقيقى للبلد، الصين قامت وتقدمت بمشروعات ومصانع متوسطة الإنتاج زى مصر، لكن هنا معاناة فى التعامل مع البنوك وتوقع أسعار الخامات هتزيد ولا هتقل».
أما عن توزيع الإنتاج، فيقول «المصرى» إنه يعتمد على عدة وكلاء فى محافظات مصر، باعتبارها الطريقة الأفضل لتوزيع المنتج ولتحصيل الأموال بطريقة أسرع. ويضيف: «الضغط النفسى أحياناً بيكون كبير جداً، فيه أكتر من 100 عامل بياخدوا مرتباتهم آخر الشهر، فيه مستحقات وفواتير بتدفع، وناس وثقت فيّا واديتنى فلوس عشان أشغلها معايا، الأحلام الكبيرة طبعاً بييجى معاها مسئوليات أكبر»، مؤكداً أن بعض الشباب يتسرعون فى محاولة محاكاة نموذج مشروع رأوه ناجحاً، دون أن يكونوا على دراية حقيقية بتفاصيله، وكافة جوانبه، ونسبة الخطورة به، ولكن ما ساعده كثيراً، أنه اندمج مع والده الذى كان يعمل فى مجال تجارة المستلزمات الكهربائية، منذ سن صغيرة، وبالتالى تعرف على سوق العمل ومتطلباتها، واختار تصنيع المنتج الذى أصبح مطلوباً بشكل كبير حالياً، لأن جميع البيوت أصبحت تعتمد على اللمبات الموفرة.
يقول «المصرى» إنه اعتمد على سياسة الانتشار فى البداية، حتى يصبح المنتج معروفاً، ويبدأ الطلب الحقيقى عليه، نافياً ما يذاع من أقاويل أن المنتج المصرى منتج سيئ السمعة: «بالعكس المنتجات اللى بتتصنع فى مصر، جودتها أفضل مما يتم استيراده، لأننا للأسف بنستورد أقل المنتجات الأرخص والأقل جودة، وحالياً الحمد لله بقى عندنا طلب أكبر من إنتاج المصنع، وده دليل على ثقة الوكلاء فينا».