«بنت أسيوط» تهزم إعاقتها.. تكتب وتمشط شعرها برجليها
«بركة» أثناء تشغيل الماكينة بقدمها
مثل كثيرين غيرها حاربوا الإعاقة، ظلت بركة كمال شنودة، بنت أسيوط، تطارد حلمها بالتعلم والحصول على شهادة، حتى حققت أولى مراحله، بالحصول على شهادة محو الأمية، وهى فى الخامسة والثلاثين من عمرها.
ولدت «بركة» بيدين غير كاملتين، ما جعل أهلها يعتقدون أنها غير قادرة على التعلم، فتجاهلوا حقها فى الالتحاق بالمدرسة، لكن أمام إصرارها وحبها للتعلم مثل غيرها من الصغار، اضطرت الأسرة أن تسعى لإدخالها المدرسة وهى فى التاسعة من عمرها.
ما زالت تحلم بعد الـ30.. «بركة»: «أخدت محو الأمية وهاكمّل للجامعة»
المحاولة الرسمية الأولى لإلحاق «بركة» بالمدرسة لم تفلح «أهلى ظروفهم المادية وحشة، ناس على قد حالها، وكمان إدارة المدرسة رفضت انضمامى»، لكن فشل تلك المحاولة لم يوقف حلم الطفلة ولم يعطل إصرارها على التعلم «بدأت وأنا عندى 10 سنين، أذهب إلى أماكن تعليم مجانية فى أسيوط، بس ماكانتش بتدى شهادات، وكنت أكتفى فيها بالتعليم». تنقلت «بركة» بين مراكز التعليم المجانية كثيراً، مثلما طرقت أبواب العمل أكثر من مرة «اشتغلت فى محل لبيع الملابس، وبعدين اشتغلت فى صيدلية بيطرية فى قريتنا».
عوّض الله «بركة» عن يديها المبتورتين، بقدرتها على استخدام قدميها «باعمل بيها كل حاجة مش بس الكتابة، بامسك المشط برجلى وأسرح شعرى، وكمان باشتغل على ماكينة الخياطة برجلى». قبل عام واحد قصدت أحد مراكز محو الأمية المعتمدة، للحصول على شهادة تمكنها من الالتحاق بالمدرسة وإكمال تعليمها «نجحت فى الامتحانات وأخذت الشهادة وقدمت فى مدرسة بالمعادلة، وهابدأ من الصف السادس الابتدائى». ترغب الفتاة الصعيدية فى إكمال مسيرتها التعليمية، حتى تصل إلى الجامعة «عايزة آخد شهادة جامعية وأشتغل فى وظيفة محترمة».
وتناشد «بركة» الحكومة لتعيينها فى وظيفة حكومية، ضمن النسبة المخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة، المعروفة بـ«قانون الـ5%»، مؤكدة «الوظيفة دى تساعدنى أكمل تعليمى.. اشتغلت فى أماكن كتيرة بس الفلوس اللى فيها مابتقضيش إنى أساعد فى مصاريف البيت وأتعلم».