مدرسة «أياهارا» الابتدائية: «اخلع نعليك»
الحياة داخل مدرسة «أياهارا» فى اليابان
تجربة تعليمية مختلفة تجدها فى المدارس اليابانية، فلا يمكن لطالب أو مدرس أو زائر أن يدخل المدرسة دون أن يخلع حذاءه ويرتدى نعلاً خفيفاً، وتوضع الأحذية فى أرفف خشبية عند المدخل، يبدأ اليوم الدراسى باجتماع للطلاب يحددون فيهم المهام اليومية لكل طالب، ونظراً لبرودة الجو يمارسون النشاط الرياضى داخل فناء مغلق، وطبقاً للقواعد العامة فى اليابان فالجميع يهتمون بالنظافة الشخصية اهتماماً شديداً، ومن داخل مدرسة «أياهارا» الابتدائية بطوكيو، تجد أمام كل فصل الأحواض وصنابير المياه، معلق فى كل واحدة منها صابونة باسم الطالب، ومفهوم النظافة هنا لا يعنى النظافة الشخصية فقط وإنما نظافة المدرسة ككل، فهناك حصة يومية يقوم فيها الطلاب بتنظيف فصولهم وتلميعها وكنسها ومسحها بالماء، وفى حركات رياضية منتظمة تجد الطلاب يصطفون لمسح أرضية الفصول، فى وقت الغداء يتقاسم الطلاب العمل الجماعى، فتجد من يفرشون المفارش على المقاعد الدراسية، ومن يقوم بغرف الطعام، ويرتدى هؤلاء البالطو الخاص بالطهى والقفاز حتى لا ينقل الجراثيم، أما فى حصة الموسيقى فقد كان الطلاب يقومون بعمل أوركسترا أوبرالى، كل طالب يضع آلته وأمامه نوتة موسيقية يعزف منها المقطوعة الموسيقية المكتوبة أمامه.
نظام التعليم اليابانى، كما يقول مدير المدرسة، يعتمد على دراسة القراءة والحساب والسلوك، كما يعتبرون المدرسة هى المجتمع الصغير، ويطبقون فيه المهارات الحياتية للطلاب التى قد يواجهونها فى المجتمع الكبير، وأغلب الأعمال والأنشطة التى يقوم بها التلاميذ يختارها المعلم لما اكتشفه من مهارات الطفل، وأضاف أن منهج التعليم الخاص بهم يسمى «التوكاتسو»، الذى يجمع بين التلقين والإبداع، المسئولية، والعمل الجماعى، والانتماء للمجتمع والدولة، وأوضح أن نظام التوكاتسو لا يعتمد على الأستاذ فقط وإنما على الطالب نفسه، من خلال تفكيره فيما يفعل وتبادل الأدوار بينه وبين زملائه: «من خلال ذلك نقوم بتربية الإنسان بشكل شامل وكامل.. بالتعليم بالجسم والعقل.. نبنى للتلميذ شخصية ليكون شخصاً فعالاً فى المجتمع».
التلاميذ يعزفون النوتة الموسيقية.. ويحضرون الطعام بزى خاص
يدخل الأطفال اليابانيون الصف الأول الابتدائى فى شهر أبريل بعد إتمام ست سنوات، ويتراوح عدد الطلاب من 30 إلى 40 فى فصل المدارس الابتدائية النموذجية، أما المواد التى يدرسونها فهى اللغة اليابانية والحساب والعلوم والدراسات الاجتماعية والموسيقى والحرف والتربية البدنية والاقتصاد المنزلى، لتعليم الطبخ ومهارات الحياكة، كما بدأت الكثير من المدارس الابتدائية فى تدريس اللغة الإنجليزية، وأصبحت تكنولوجيا المعلومات تستخدم لتطوير التعليم وجميع المدارس لديها اتصال بالإنترنت، يتعلم الطلاب أيضاً الفنون التقليدية اليابانية، «شودو»، خط اليد، وهايكو، وتشمل شودو الصبغ والرسم بالفرشاة والحبر واستخدامه فى كتابة «كانجى»، الحروف التى من أصل صينى، و«كانا»، وهى الحروف الصوتية المقتبسة من كانجى، بأسلوب فنى، أما الهايكو فهو أسلوب الشعر المتعارف عليه فى اليابان منذ 400 عام، وهو أبيات قصيرة من الشعر منقسمة إلى 17 مقطعاً ثم تنقسم إلى وحدات، خمسة وسبعة مقاطع، ويستخدم الهايكو تعبيرات بسيطة ليوصل للقارئ مشاعر عميقة، تنقسم الفصول الدراسية فى المدارس الابتدائية اليابانية إلى فرق صغيرة لممارسة العديد من النشاطات، مثل تنظيف الفصول يومياً والقاعات وفناء المدرسة، وفى كثير من المدارس الابتدائية يتناول الطلاب الغداء معاً فى فصولهم، وتقوم المدرسة أو الكافيتريات الخاصة بها بإعداد هذا الغداء، أما الفريق الصغير من الطلاب فيأخذ دوره للمساعدة فى تحضير الغداء لزملائهم، ويتسم الغذاء المدرسى بأنه غنى بالمواد الصحية لذلك ينتظر الطلاب موعده بلهفة، وتعقد مسابقات كثيرة خلال السنة الدراسية مثل اليوم الرياضى وعندما ينتهى الفريق من المسابقة يتم تبديل السباقات وأيضاً الرحلات لزيارة المواقع التاريخية والفنون والمهرجانات الثقافية التى تتسم بالرقص وألعاب الأطفال الأخرى، وينعم طلاب المراحل الدراسية المتقدمة برحلات لمدن ثقافية مهمة مثل كيوتو أو نارا أو منتجعات سكى، ومعظم المدارس الإعدادية والثانوية تطالب الطلاب بارتداء الزى المدرسى، فالأولاد يرتدون السروال والجاكيت ذا الياقة القائمة والبنات يرتدين التنورة والسترة.