تفويض الجيش.. استطلاع رأى القادة.. و«العسكرى» يصوت على القرار
كشف خبراء عسكريون واستراتيجيون عن إجراءات التفويض داخل القوات المسلحة التى ذكرها الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع أمس الأول، لتمكينه من الترشح للرئاسة، وأكدوا أنه سيتم عقد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة الفريق أول «السيسى»، للتصويت على الرأى الصائب بعد استطلاع آراء كافة القيادات والضباط والجنود بالقوات المسلحة.
وأكد اللواء سامح سيف اليزل، رئيس مركز الجمهورية للدراسات الأمنية والاستراتيجية، أن طلب «السيسى» تفويضاً من الجيش يأتى فى إطار الديمقراطية المتبعة والعريقة بين أفراده، لافتاً إلى أن التفويض سوف يكون من خلال اجتماع لأعضاء المجلس العسكرى والقادة لاستطلاع آرائهم فى القرار والتشاور فى دراسته.
وأضاف أن ذلك الإجراء ليس الوحيد فى مثل تلك القرارات الهامة، بل سيتم الاستقصاء من خلال أجهزة قياس الرأى العام والروح المعنوية داخل القوات المسلحة، والتى تتم عادة عن طريق أجهزة المخابرات وإدارة الشئون المعنوية، إضافة إلى استماع وزير الدفاع شخصياً للآراء المختلفة، لافتاً إلى أن تفويض القوات المسلحة لـ«السيسى» إجراء غير رسمى، يؤكد عدم الانفراد بالقرار خاصة فى ظل تلك القرارات الهامة والمؤثرة فى مصر والمنطقة العربية.
فيما قال اللواء حمدى بخيت، الخبير العسكرى والاستراتيجى، إن هناك إجراءات داخلية تُتبع فى مثل هذه الأمور تتمثل فى قيام كل قائد ومسئول بالجيش باستطلاع رأى السلاح الذى يتبعه، ثم يتم نقل ما جاء بالاستطلاع إلى قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذين يقومون بدورهم بعقد جلسة مغلقة لاتخاذ قرار ترشح القائد العام للقوات المسلحة من عدمه، ثم يقوم كل قائد بإبلاغ رئيسه عن نتيجة الاجتماع اتباعاً للتسلسل، حتى يتم الوصول إلى كل جندى فى الجيش، ليطبق القرار بحزم وقوة بعد ذلك، وهو ما يطلق عليه داخل الجيش «قمة المرونة والديكتاتورية فى وقت واحد».
وأضاف أن تلك الإجراءات هى أسلوب عمل وقانون داخل القوات المسلحة متبع منذ قديم الأزل.
وأشار اللواء حسام سويلم، المدير الأسبق لمركز الأبحاث الاستراتيجية للقوات المسلحة، إلى ضرورة عقد اجتماع لقادة القوات المسلحة يحضره الفريق أول عبدالفتاح السيسى ومساعدوه، لتفويضه بالترشح واختيار وزير دفاع من بين الأعضاء، بناء على القوانين واللوائح والأعراف المتبعة.
من جانبه قال اللواء عبدالمنعم كاطو، الخبير الاستراتيجى، إن التصفيق الحاد من قبَل قادة القوات المسلحة للفريق أول عبدالفتاح السيسى ووقوفهم خلال الندوة التثقيفية التى عُقدت أمس الأول، بمثابة تفويض من القوات المسلحة بقاداتها وأفرادها وجنودها أمام الشعب والعالم. وأضاف أنه لا توجد إجراءات رسمية متبعة لتفويض فرد من أفرادها للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، ولكن ذلك يتم بشكل عاطفى، وهو عُرف يؤكد أنه رجل مسئول وذو فكر ناضج ويعلم جيداً مدى المسئولية الملقاة على عاتقة، ويشعر بمدى ما سيعطيه هذا القرار من ثقة للشعب قبل الاستفتاء على الدستور الأسبوع الجارى.
وتابع أن التفويض الأعظم لـ«السيسى» يتمثل فى تكاتف الشعب من أجل عبور المرحلة الانتقالية وتنفيذ خارطة الطريق، بالمشاركة فى الاستفتاء على الدستور، معتبراً أن القوات المسلحة مؤسسة ضمن مؤسسات الدولة التى يرى «السيسى» أنه من الواجب مشاركتها فى قراره، مشيراً إلى أن ترشح وزير الدفاع كرجل من أبناء القوات المسلحة فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر، واجب وطنى لعدة أسباب أهمها الأمن القومى المخترق لمصر والمنطقة العربية، والذى لا بد من أن يتم وقفه وبشكل عاجل.
الأخبار المتعلقة:
«وقفة تحليل» مع خطاب «السيسى»
تحليل المضمون.. تجاوز الجميع وخاطب وجدان وعقل الشعب مباشرة وأصاب الإخوان بـ«خيبة أمل»
حق الترشح.. عودته لـ«الدفاع» فى يد الرئيس القادم
التفويض الشعبى.. استجابة المصريين «خطاب ضمان» للفريق
مسرح الجلاء.. من هنا ينطلق «السيسى» دائماً
وزير الدفاع.. صدقى صبحى الأقرب للمنصب واختياره أمر طبيعى ومتوقع لأنه الأكثر دراية بالأحداث
الرئيس المحتمل.. جاهز لاستدعاء الشعب
الرئاسية أولاً.. اتجاه «الفريق» للترشح يحسم المسار الجديد لخارطة الطريق
الخوف من «الديكتاتور».. ميليشيات الإخوان تروج لنظرية «الحاكم الإله»