المصدّرون يعلنون «العصيان» على منظومة المعارض الخارجية.. ويؤكدون: لا تتناسب مع مستهدفات الدولة
المعارض الخارجية تعد أبرز الأدوات التسويقية للصادرات
تستعد وزارة التجارة والصناعة، لصياغة منظومة جديدة للمعارض خلال الفترة المقبلة، وذلك لتتماشى مع الأهداف الجديدة التى وضعتها الحكومة لدفع مؤشرات الصادرات المصرية عبر التركيز على عدد من الأسواق الواعدة والتوجه نحو فتح أكثر من 60 سوقاً جديدة خلال عام 2019.
وتمثل المعارض الخارجية أبرز الأدوات التسويقية الفعالة للترويج للمنتجات والصادرات المختلفة، فهى بمثابة المنصة الأبرز لعرض المنتجات والخدمات الجديدة بمختلف الأسواق العالمية والتعرف على اتجاهات واحتياجات الأسواق المختلفة، وهو الأمر الذى دفع عدداً كبيراً من الخبراء والمسئولين داخل مجتمع الأعمال، إلى التأكيد على حتمية إجراء تحديث شامل لمنظومة المعارض بشكل مستمر حتى تتماشى مع الأهداف والأسواق الرئيسية التى تتطلع الدول للتوسع بها خلال الفترة المقبلة، بما يشمل مراجعة عدد المعارض الخارجية المقرر المشاركة بها، وذلك بعد أن تقلص العدد بشكل كبير خلال الفترة الماضية.
«الصناعة» تستهدف المشاركة بـ25 معرضاً دولياً خلال 2019.. واختيار رئيس جديد لهيئة تنمية الصادرات نهاية الأسبوع
وقالت مصادر مطلعة بوزارة التجارة والصناعة، إن استراتيجية المعارض الجديدة التى تعكف الوزارة على وضعها حالياً قد تشهد إجراء تعديلات فى عدد المعارض المخصصة للقطاعات المختلفة وفقاً لأهميتها والعائد المتوقع منها، خاصة بعد أن قامت الوزارة بدمج بعض القطاعات التصديرية خلال قرارها الأخير الخاص بتشكيل المجالس التصديرية.
وتعمل الوزارة خلال الفترة الراهنة على صياغة استراتيجية جديدة للمعارض والبعثات الترويجية لتلافى المشكلات التى واجهت المستثمرين والشركات مؤخراً، وضمان نجاح المشاركات الدولية فى تحقيق الأهداف الترويجية اللازمة.
وأشارت المصادر إلى أن هناك توجهاً لدى الوزارة للإسراع فى صياغة الاستراتيجية، وكذلك اختيار هيكل إدارى جديد لهيئة تنمية الصادرات بنهاية الأسبوع الحالى، منوهة بأنه من المقرر وصول عدد المعارض الدولية التى ستشارك بها الوزارة خلال العام الحالى لنحو 25 معرضاً دولياً، فضلاً عن تنظيم نحو 16 بعثة تجارية.
وقال مجدى طلبة، رئيس المجلس التصديرى للصناعات النسيجية والملابس الجاهزة، إن استراتيجية المعارض الجديدة تتطلب ضرورة وضع سياسة واضحة للشركات لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة منها، مشيراً إلى أن حجم العائد الذى حققته الشركات طيلة الفترات الماضية من المعارض الخارجية تعد هزيلة خاصة فى ظل اعتماد أغلب تلك المعارض على البراندات والماركات العالمية، وهو الأمر الذى تفتقده الشركات المصرية.
وأشار إلى ضرورة ربط الاستراتيجية بالتركيز على الأسواق الرئيسية الواعدة مثل الصين وأفريقيا والولايات المتحدة، بالتوافق مع طبيعة القطاعات المختلفة، منوهاً بأن مصر تفتقد حتى الآن لأدوات الترويج اللازمة سواء للفرص الاستثمارية المتاحة، وكذلك للإصلاحات الاقتصادية التى تم انتهاجها خلال الفترة الماضية.
مجدى طلبة: المنظومة الحالية تفتقد الرؤية الواضحة لدعم الصادرات المصرية.. ولا نمتلك «براندات» تستطيع المنافسة بالمعارض الدولية
وقال وليد جمال الدين، رئيس المجلس التصديرى لمواد البناء، إن المنظومة الحالية ألزمت المجالس التصديرية بإمكانية المشاركة فى معرضين فقط خلال 2019 بما لا يتوافق مع وجود أكثر من 21 قطاعاً فرعياً بمنتجات مختلفة داخل قطاع مواد البناء، مؤكداً اعتراضه التام على خريطة المعارض خلال العام الحالى، فهى تعد غير كافية للشركات العاملة بالقطاع نظراً لرغبتهم فى التوسع ومواصلة قيادة معدلات نمو الصادرات.
وطالب هيئة تنمية الصادرات بضرورة إعادة النظر فى خريطة المعارض، مبرراً ذلك بأن تخصيص معرضين غير لائق بحجم القطاع الذى يبلغ متوسط حجم صادراته نحو 5 مليارات دولار سنوياً، منوهاً بأنه منذ عامين كان يتم تخصيص من 10 إلى 12 معرضاً خلال العام، فى حين لا تتجاوز المعرضين حالياً.
كما طالب بالسماح للقطاع بالمشاركة فى المعارض التى يحتاجها مع تحديد الميزانية له، خاصة أن المعارض جزء أساسى من منظومة الترويج للصادرات. ونوه بأن صناعة المعارض تُعد إحدى أبرز الأدوات الترويجية المهمة التى يعتمد عليها المجتمع التصديرى فى تسويق منتجاتهم للنفاذ داخل الأسواق العالمية، والتعرف على اتجاهات واحتياجات هذه الأسواق.
ويرى خالد أبوالمكارم، رئيس المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية والأسمدة، أن خطة المعارض تعد خطة غير طموحة ولا ترتقى بمستوى الصادرات الذى يسعى القطاع لتحقيقه، منوهاً بأن النسبة المستهدف تحقيقها خلال 2019 هى الوصول بمعدلات النمو لـ20% فى قطاع الصناعات الكيماوية، وأنه خلال العام الماضى تم تحقيق نمو 25%، مؤكداً أن القطاع يحتاج إلى دعم هيئة تنمية الصادرات للمشاركة الخارجية والتعرف على ما وصل إليه المنافسون من أجل تطوير منتجاتهم، بالإضافة إلى احتياجات الأسواق الخارجية.
وأشار إلى أنه تم الاجتماع مع رئيس هيئة تنمية الصادرات بنهاية الأسبوع الماضى، وتمت مناقشة بعض المواضيع التى تتمثل فى خطة الهيئة المرحلة المقبلة مع المراكز التصديرية، وتم التركيز على زيادة عدد المعارض خاصة المعارض الدولية التى تشارك بها الدولة، موضحاً أن الأمر لا يرجع إلى عدد المعارض التى يتم المشاركة بها، بينما يرجع إلى نوع المعرض وحجمه وطبيعة المنتجات التى سيتم عرضها لتحقيق الأهداف المرجوة.
«التصديرى لمواد البناء»: تقليص عدد المشاركات بالمعارض يضغط صادراتنا.. و«الكيماوية»: «رد الاشتراكات الفردية» تحدٍ رئيسى أمام الشركات
وأوضح أن أبرز المعوقات التى تواجه المصدرين خلال العام الحالى هو رد اشتراكات المعارض الفردية، مؤكداً أن 2019 سيشهد تطوراً فى المعارض، مشيراً إلى أن المجلس خلال العام الحالى ركز على الوجود وزيادة الصادرات للسوق الأفريقية خاصة فى دول كينيا وتنزانيا وأوغندا وكذلك السودان.
وأوضح أنه من المستهدف تنظيم 7 بعثات وأسابيع تجارية لقارة أفريقيا وروسيا، فضلاً عن المشاركة فى 3 معارض دولية خلال النصف الأول من 2019.