مقدم أنشودة «مولاي» بالعاصمة الجديدة: تخوفت من مقارنتي بالنقشبندي
أسامة الخولي
امتزجت موسيقى الترانيم بالتواشيح الدينية، وتسلل صدى صوتها من النوافذ، التقى على إثرها هلال المأذنة أعلى المسجد بصليب الكنيسة وشكلا معا مشهدا تجلت فيه صورة الوحدة في نسيج الشعب المصري أمام العالم أجمع، ازدوج فيه جمال العاصمة الجديدة، بإيمان راسخ يشكل مجمع أديان جديد على أرضها تزامنًا مع افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح التي شهدت، أمس، مراسم قداس عيد الميلاد المجيد، وافتتاح مسجد "الفتاح العليم" بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي.
امتزجت نغمات أنشودة "مولاي إني ببابك" الإسلامية الشهيرة للنقشبندي، مع موسيقى ترنيمة "مريم" المسيحية، خلال حفل افتتاح مسجد "الفتاح العليم" وكاتدرائية "ميلاد المسيح"، الأكبر بالشرق الأوسط، بالتزامن مع عيد الميلاد المجيد، بقاعة الاحتفالات الرئيسية بفندق "الماسة كابيتال"، في العاصمة الإدارية الجديدة، تغنت بـ"ترنيمة مريم" نجمة "السوبرانو" العالمية تانيا قسيس، وقدم الابتهال الديني الفنان الشاب أسامة الخولي بحضور رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي وعدد من الشخصيات البارزة داخل مصر والوطن العربي وممثلي الكنائس، والقيادات الإنجيلية الأمريكية.
تفاصيل اختيار محتوى العرض الفني الديني، الذي ترك أثرا كبيرا في نفوس الحضور بالحفل والمتابعين له عبر شاشات التليفزيون، وكيفية الاستعداد له كشفها الفنان أسامة الخولي مقدم أنشودة "النقشبندي" لـ"الوطن" من بداية التفكير به حتى خروجه بهذا الشكل.
الخولي: كنت متخوفا من المقارنة مع النقشبندي وحاولت إقناع المخرج بتغيير الابتهال إلا أنه أصر عليه
قبل أيام قليلة فقط من الحفل، بدأ الخولي وتانيا وباقي أفراد فريق العمل الاستعداد له جيدا، كان الفنان الشاب متخوفا في البداية من وضع الناس له في مقارنة مع الشيخ "النقشبندي"، وحسب قوله، فالمبتهل الراحل أبدع في تقديمها بطريقة يصعب تكرارها من وجهة نظره وحاول إقناع المخرج بتغيير الابتهال إلا أنه أصر على اختياره.
استقر مخرج العرض محمد السعدي، على ترنيمة "مريم" وأنشودة "مولاي" وبدأ الخولي الاستعداد له يوميا داخل استديوهات خاصة وعلى خشبة المسرح بقاعة الاحتفالات الرئيسية بفندق "الماسة كابيتال"، وحسب حديثه لـ"الوطن" كان تركيزه على طريقة الغناء والإلقاء دون خطأ بطريقة تليق بحجم الحضور والمتابعين للحدث من خلال عقد جلسات عمل مع الموزع الموسيقي للعرض، لوضع خطة غناء وتقديم جيدة، "كنا بنام ساعتين تقريبا في اليوم قبل الحفلة"، حسب تعبيره.
الخولي: كنت عازل تركيزي عن أي حاجة حواليا وبناجي ربنا
لحظة صعود الخولي على المسرح، انعزل بإحساسه وفكره عن المكان وجعل وجدانه حاضرا مع الكلمات الدينية وكأنه يناجي الله بصوت عالِ،" كنت عازل تركيزي عن أي حاجة حواليا ومركز في الكلام بحاول أفصل عن المكان وبناجي ربنا"، هكذا وصف الخولي شعوره لحظة إلقاء الأنشودة أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي ووفود الدول المدعوين للظهور بهذا الشكل دون خطأ.
انتهى الحفل وتوجه الفنان الشاب بصحبة الفنانة العالمية تانيا قسيس، إلى مسجد "الفتاح العليم" للمشاركة في افتتاحه ومن بعده إلى كاتدرائية ميلاد المسيح لحضور قداس العيد، وخلالها تلقى كلمات إشادة من الحضور على حسن إلقاءه للابتهال الديني الذي اختلط بصوت الترنيمة، وقال: "ردود أفعالهم فرحتني والفكرة عجبتهم جدا".