جامع «بيبرس»: قلعة تحولت إلى مصنع صابون.. وأخيراً «خرابة»
فى قلب القاهرة؛ حيث كانت دولة المماليك تحكم مصر، وقبل نحو ثمانية قرون، أنشأ الظاهر ركن الدين بيبرس -سلطان مصر والشام- مسجدا كبيرا فى منتصف المنطقة التى حملت اسمه فيما بعد، «مسجد بيبرس» تم إنشاؤه عام 665 هجرية بعد تتويجه بسبع سنوات، دارت عليه العصور وأصبح من المسجد السلطانى إلى تراث مهجور فى قلب منطقة شعبية تحيط به مظاهرها وأعرافها، على مساحة 10918 مترا.. يشغلها مبنى الجامع، يتلخص التاريخ المملوكى.[Image_2]
المسجد الأثرى كان له دور دفاعى.. عندما استخدم قلعة حربية فى عهد الحملة الفرنسية على مصر، بعدها تحول معسكرا ومقرا لطائفة «التكارنة» السنغالية، ومنها لمصنع صابون، وبينما كان «جامع السلطان» مذبحا.. فى عهد الاحتلال الانجليزى تم إدراجه فى قائمة الآثار العربية عام 1893.
مسجد «رابع سلاطين الدولة المملوكية» عاش دولة مصر القديمة والحديثة، أصبح أطلالا أثرية، فى الركن الجنوبى الغربى منه.. ميكروفون قديم مثبت أعلى «الكرانيش» الأثرية، له أربعة أبواب مطلة على الشوراع الأربعة المحيطة به، ويحميه سياج حديد محيط به، يشهد «جامع بيبرس» عملية ترميم شاملة فى الداخل لإعادة إنتاج تصميمه الأساسى، أعمال الهدم طالت كل تقسيمات المسجد الداخلية، ولم تقرب السور المحيط بالخارج؛ فهو محتفظ بزخارفة الجبسية ونقشاته الحجرية المحفورة عليه.
مهمة الترميم بدأت منذ ثلاث سنوات على يد شركة المقاولين العرب -حسب «خالد». مسئول أمن بإحدى البوابات- قائلا: «لما جينا المكان كان زى الخرابة»، ترميم سور المسجد مؤجل لنهاية «العملية» بسبب طفح المياه الجوفية أسفله، يقول موظف الشركة: «مخليينه للآخر عشان بيتعمله شبكة صرف تشفط الميه عند منسوب معين»، غير قادر على تحديد موعد للانتهاء من المسجد بسبب تأخر صرف المستحقات المالية «لما تيجى فلوس الشركة بتشتغل».
الموقع المملوء بالأخشاب والطوب ومعدات الترميم، يشرف عليه مراقبون ومهندسون من الآثار.. يقولها رجل الأمن، مؤكدا أن التصميم المطلوب إخراجه أشبه بتقسيم الجامع الأزهر: أربعة أجنحة للصلاة تدور حول «صحن» واسع مفتوح السقف دون قبة.