مؤامرات صغيرة بمشاركة حماة الزوجة.. غيرة «السلايف» أحرقت مركب العائلة
التفكك الأسرى
«مركب الضراير سارت ومركب السلايف غارت».. يكشف هذا المثل الشعبى القديم أن اجتماع «السلايف» تحت سقف بيت واحد، يمكن أن يدمر الأسرة، خاصة أن كثيراً من البيوت المصرية، تجتمع فيها عدة أسر فى «بيت عائلة» واحد، حيث يقيم الأشقاء وزوجاتهم وأبناؤهم معاً، وأغلب هذه البيوت تتحول إلى «ساحات حرب»، بسبب الغيرة بين النساء، ومقارنة كل منهن ظروف معيشتها وتعامل زوجها معها بأوضاع الأخرى.
أضرار «السلايف» لا تقف عند حد تحويل البيوت إلى «مناطق نزاع»، لكنها تصل إلى التأثير على البلد بأكمله، فالأمر لا ينتهى بالطلاق والتفكك الأسرى، لكنه يمتد إلى التسبب فى الزيادة السكانية، وفقاً لتصريحات أدلت بها وزيرة التضامن الاجتماعى، غادة والى، فى اجتماع للجنة التضامن بمجلس النواب، نهاية نوفمبر الماضى، موضحة أن «الخلفة وتناحر السلايف ووضع السيدات فى الأسرة من أهم أسباب الزيادة السكانية».
وقادت غيرة «السلايف» أسرة خديجة عبدالبارى، 42 عاماً، إلى التفكك، بعدما كانت سعيدة ومترابطة، يظلل فيها الزوج على زوجته وأبنائه الثلاثة. وتقول السيدة «حسبى الله ونعم الوكيل، سلفتى كانت تستكثر زوجى علىّ، لأنه كان طيب وحنين على بيته وأولاده، بينما كان زوجها يعاملها وأبناءها بسوء».
وتضيف: «كانت تتعمد الجلوس أمام زوجى بملابس ملفتة، وأحياناً خارجة، وتحاول إظهار نفسها فى مظهر أفضل منى، فى كل شىء، ولأننى سريعة الغضب، وقعت فى الخطأ أكثر من مرة، بينما كانت هى تضع خططاً شيطانية انتهت بإفساد علاقتى بزوجى والوقيعة بيننا، حتى وصلنا إلى الطلاق». على عكس «خديجة» التى انتهت علاقتها بالطلاق، حاربت زينب عبدالحميد راضى، 28 عاماً، لكى تستقل عن بيت العائلة، وتقيم مع زوجها وأبنائها فى بيت آخر، لأن «السلايف حولن البيت الكبير إلى جحيم، لا يمكن الإقامة فيه».
«خديجة»: سِلفتى شيطانة.. خططت لتدمير حياتى لأن زوجى كان يعاملنى جيداً وزوجها يهينها.. و«زينب»: نفدت بجلدى من بيت العيلة بعد 4 سنوات من العذاب.. و«سماح»: أتعرض لمؤامرة من سلايفى وحماتى منذ 13 سنة
تقول «زينب»: «عندى 3 سلايف، بينهن واحدة تبحث عن المتاعب لها ولزوجها، كل ما تقع عيناها على شىء حلو فى بيتى أو فى علاقتى مع زوجى، تحاول إفسادها، وتتدخل بدون مبرر فى أمور حياتى»، مضيفة: «أنصح كل فتاة ستتزوج فى بيت عائلة أن تنفد بجلدها من هذه العيشة المرة، لأنى جربتها لـ4 سنوات، حتى تاب علينا ربنا وخرجنا إلى منزل خاص بنا».
ومثل كثير من الحالات، تتعرض «سماح» إلى مؤامرة مستمرة من «سلايفها» بالتعاون مع «الحماة»، منذ تزوجت قبل 13 عاماً، وحاولت كثيراً الخروج من بيت العائلة، الذى يجمع 3 رجال بزوجاتهم وأبنائهم، لكن الظروف الاقتصادية تمنع ذلك. تقول «سماح»: «المشكلة أن كل واحدة منهن تحاول إنصاف نفسها على حساب الأخرى، فزوجة الكبير دائماً ما تفرد علينا عضلاتها وتستقوى بقربها من حماتى، وزوجة الصغير مدللة، ولا تساعد فى خدمة البيت أكثر من ساعة كل يوم جمعة، بحجة أنها سيدة عاملة، أما أنا فزوجة الابن الثانى، ويعاملوننى كالخادمة فى البيت».
تضيف «يعاملوننى جيداً أمام زوجى، ويدخرون الإهانة وقلة القيمة لوقت غيابه عن البيت، وكلما اشتكيت لا يصدقنى لأن ما يراه من معاملة جيدة يجعله يكذبنى ويتهمنى بالسعى للوقيعة بينه وبين إخوته». منذ تزوجت تحاول «سماح» الانفصال عن بيت العائلة، لتعيش حياة هادئة ومستقرة «باحلم باليوم إللى أخرج فيه من هنا، بدل ما أكلى ولبسى وأدق تفاصيل حياتى معروضة على الجميع».