إلغاء صفة «العامل والفلاح» زاد من حدة المنافسة.. اللى اتزرع فى «البيت الكبير» قلعته «السياسة»
صورة أرشيفية
جمعهما البيت الكبير.. وفرقتهما الانتخابات البرلمانية التى جرت فى عام 2015، حتى عاد الود حينما اجتمعا على قلب رجل واحد فى جولة الإعادة.. هكذا حال عائلة «البرعى» بمحافظة بنى سويف (الدائرة الأولى) حيث حصد الشقيقان عاطف عبدالجواد البرعى، وعبدالرحمن البرعى مقعدين فى الدائرة التى شملت 3 مقاعد، وما بين رحلة الانتخابات التى شهدت توتراً كبيراً فى العلاقات بين الشقيقين، أبناء البيت الواحد، إلى أن وصل كلاهما إلى اعتلاء تشكيل هيئة مكتبى لجنتى «الإسكان» و«التعليم» بمجلس النواب، حكايات وأسرار يكشف عنها لـ«الوطن» النائب الدكتور عبدالرحمن البرعى.
يقول الدكتور عبدالرحمن البرعى: «الحاج عاطف عبدالجواد هو شقيقى الأكبر الذى أُكن له كل الاحترام، ولكن العمل السياسى له حسابات أخرى جعلت كلاً منا يأخذ طريقاً مختلفاً عن الآخر، وبحكم عملى كأستاذ بكلية التربية، فأنا أعتبر قريباً من الشباب وأفكارهم، وكان الجميع يدفعنى لخوض الانتخابات البرلمانية الأخيرة، خاصة أن قانون مجلس النواب حدد مقاعد مميزة للشباب، وبالتالى مكثت لفترة طويلة أتباحث مع نفسى فى إمكانية خوضى لهذه المعركة، ولم أكن أتوقع أن الأقدار تخبئ لى الكثير».
ابنا «عائلة البرعى» فى بنى سويف تشاجرا على مقعد نيابى فى انتخابات 2015
ويستكمل قائلاً: الحاج «عاطف» رجل أعمال ويعمل فى مجال العقارات وله سمعة طيبة بمدينة بنى سويف، وشغل لسنوات عضوية المجلس المحلى بالمحافظة، وكان قريباً من رجال الحزب الوطنى، ولذلك كان متيقناً من أن إعلانه عن خوض الانتخابات البرلمانية أمر سيحسم لصالحه. ويضيف «سرعان ما اكتشف كلانا أن قانون الدوائر الانتخابية الجديد ضم بعض الدوائر، وكانت الدائرة الأولى ضمن هذه الدوائر التى تم ضمها، وهنا تكشفت المشكلة، فكل منا له قاعدة شعبية مختلفة فى الأفكار والرؤى يرتكز عليها داخل الدائرة، وهو ما جعل الأمر شديد الصعوبة، لأن انسحاب أى منا يعنى افتقاده شعبيته التى اكتسبها بسبب تراكم سنوات العمل بالشارع، وبدت حالة التشبث بينى وبين شقيقى الأكبر الذى يكبرنى بـ13 عاماً، ورفض الحاج «عاطف» الانسحاب من الانتخابات»، ويشير الدكتور عبدالرحمن البرعى إلى أن حالة الصراع بينه وبين شقيقه اشتدت فى الأيام الأخيرة قبل إجراء الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، لدرجة أنهما لم يرحبا ببعضهما البعض خلال اللقاءات الانتخابية، حتى إن وساطات كبار العائلة فشلت، وتولدت حالة من الانشقاق، ففريق أصبح يتبعنى ويدافع عن أفكارى، وفريق آخر يحارب من أجل نجاح شقيقى «عاطف»، واستطرد قائلاً: «حضن العيلة والتربية أحياناً بيفرق فى الحالات «اللى من النوع ده»، فمع إعلان نتائج الجولة الأولى أصبح كلانا فى حرب مع المنافسين الآخرين على نفس المقعد، فاتحدنا ومن وحدتنا خُلقت القوة، وتغير مسار التصويت فى الانتخابات وفزنا بمقعدى الدائرة. وبالنسبة لى شخصياً كان درساً مهماً ومفيداً، أن الرابط الأسرى والاحتماء بالعيلة كان الأصل فى عودة الأمور إلى مجراها الطبيعى».
ويشير الدكتور «عبدالرحمن» إلى أن العلاقة بينه وبين شقيقه الأكبر أصبحت الآن فى مرمى الحاسدين، قائلاً: «نحن معاً، وفى «ظهر بعض»، ونقيم فى فندق واحد خلال انعقاد الجلسات البرلمانية، وبالمناسبة كل الموضوعات الخاصة بالإسكان أرسلها للحاج «عاطف»، وهو يبادلنى نفس المعلومات عن كل مشكلات التعليم التى تواجهها الدائرة، وهو ما يجعلنا متميزين دائماً تحت القبة»، بحسب قوله. ولم يقف الحال بالطبع عند هذا الحد، فالصراعات العائلية فى الحياة السياسية وتحديداً لحصد المقعد النيابى قديمة، وظلت مستمرة خلال سنوات سابقة، لكنها اشتدت فى الانتخابات الأخيرة بسبب إلغاء صفة العامل والفلاح، التى كان وجودها يسمح بترشح اثنين من عائلة واحدة على مقعدين مختلفين، ولا يجعلهما فى منافسة مباشرة مع بعضهما.
وربما يكون أكثر الشواهد على ذلك هو الصراع الذى شهدته محافظة الشرقية فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، بين أبناء عائلة «أبوالعمرو» الذى انتهى بفوز النائبة نوسيلة أبوالعمرو، على حساب شقيقها «أسامة»، بعد معركة شرسة بينهما، وكذلك صراع أبناء العمومة فى محافظة شمال سيناء بين إبراهيم أبوشعيرة، وصالح أبورياش، الذى انتهى بحصد «أبوشعيرة» للمقعد النيابى.