«يا حلاوة الإيد الشغالة»: مهندسون وفنيون يسابقون الزمن لصيانة أسطول القطارات
«الوطن» داخل ورشة طرة لصيانة قطارات الخط الأول
الساعة تدق الثامنة صباحاً، المكان أصبح خلية نحل من مهندسين وفنيين وعمال يسابقون الزمن لإجراء الصيانات اللازمة والدورية على القطارات أولاً بأول للحفاظ على أرواح المواطنين وحركة سير القطارات وعدم توقفها.
«الوطن» أجرت معايشة داخل أقدم ورشة لصيانة قطارات مترو الأنفاق، «ورشة طرة البلد»، لمتابعة العمل داخلها وإجراءات الصيانات اللازمة على أسطول القطارات.
يقول المهندس محمد أبوبكر، مدير عام الوحدات المتحركة بالورشة، إن الخط الأول لمترو الأنفاق «المرج- حلوان»، عصب القاهرة الكبرى، وجميع العمال والمهندسين والفنيين يقومون بأداء واجبهم على أكمل وجه لإجراء الصيانات العاجلة والبسيطة والشاملة لجميع القطارات، حفاظاً على حركة مسير القطارات وعدم توقفها، متابعاً: «لدينا برنامج صيانة دورية يُنفذ يومياً على جميع قطارات الخط الأول، حيث نقوم بعمل صيانات كل أسبوع لكل قطار يقوم بالتشغيل لنحو 3 آلاف و500 كم، وصيانات كل شهرين فى حال التشغيل لمدة 14 ألف كم، ونصف سنوية فى حال التشغيل لـ42 ألف كم، وصيانات سنوية فى حال تشغيل القطار لـ84 ألف كم».
«أبوبكر»: نُنفذ برنامج «تصيين» دورى.. وليس لدينا أزمات فى قطع الغيار.. و50% من الأعطال سببها سوء الاستخدام.. وورشة طرة «عجوزة» لعدم تطويرها منذ 35 عاماً
ويواصل «أبوبكر» حديثه لـ«الوطن»: العمرات الجسيمة للقطارات نوعان، النوع الأول «RL» تتم كل سنتين بعد تشغيل القطار لنحو 250 ألف كم، والنوع الثانى «RG» تتم كل 4 سنوات بعد تشغيل القطار لنحو 450 كم، والورشة لديها خطة صيانة يتم تنفيذها بشكل دورى على جميع القطارات، ولا يوجد لدينا أزمة فى توفير قطع الغيار، لأننا أجرينا نحو 20 مناقصة دخلت فى إطار التنفيذ لتوريد قطع الغيار اللازمة لإجراء العمرات والصيانات اللازمة للقطارات، كما أن هناك 10 مناقصات أخرى تحت الدراسة الفنية، وهذه تسمى مناقصات عامة خارجية.
ويشير «أبوبكر» إلى أن «تعويم الجنيه أثر على ميزانية قطع الغيار، لأننا نقوم بتوريد كافة قطع الغيار اللازمة بالدولار واليورو»، مؤكداً أن نظام العمل داخل الورشة يبدأ فى الثامنة صباحاً يومياً وحتى الثالثة عصراً، ويكون هناك وقت إضافى فى حالات الطوارئ، لحين الانتهاء من كافة الصيانات اللازمة.
ويقول إن الأعطال المتكررة للقطارات رغم الصيانات الدورية واردة بسبب تهالك نظم كهربة الإشارات والشبكة الهوائية والكهربائية، مشيراً إلى أن 50% من هذه الأعطال يتسبب فيها الجمهور نتيجة سوء الاستخدام، ويشير إلى أن «ورشة طرة البلد هى أول ورشة تم إنشاؤها لصيانة القطارات، وأصبحت ورشة عجوزة لأنها لم تشهد أى تطوير منذ ما يقرب من 35 عاماً، ونحاول تسيير الأمور طبقاً للإمكانيات المتاحة، لحين توفير كافة الموارد المالية للتطوير».
ويقول المهندس محمود إبراهيم، قائم بأعمال مدير عام العمرات الجسيمة بورشة طرة البلد، إن جميع القطارات يتم عمل الصيانات اللازمة لها، سواء كانت صيانات بسيطة أو عاجلة أو شاملة، وعقب انتهاء الصيانات يتم تجريب القطار واختباره عقب انتهاء موعد التشغيل اليومى، للتأكد من سلامته قبل تشغيله، حفاظاً على أرواح وسلامة المواطنين، وعلى حركة مسير القطارات، وفى حال تجريب القطار ووجود أعطال أخرى يتم إرجاعه لورشة الصيانة مرة أخرى، ويتم تغيير الأجزاء التالفة لعودة القطار للتشغيل مرة أخرى.
ويستكمل «إبراهيم» حديثه لـ«الوطن»، قائلاً: لدينا ثلاثة أنواع من القطارات العاملة بالأسطول بالخط الأول للمترو «المرج - حلوان»، وهى يابانية وفرنسية وكورية، كما أن هناك قطارات انتهى عمرها الافتراضى، بسبب انتهاء الصلاحية الفعلية للعديد منها، نظراً لمرور 30 عاماً على تشغيلها، كما أن لدينا صعوبات بسبب تقادم المعدات المستخدمة لصيانة القطارات، والنقص الشديد فى العمالة.
ويقول حسام الدين صبحى، رئيس قسم دوائر الهواء، 57 عاماً، ويعمل منذ 25 عاماً بالورشة: «بنشتغل يومياً علشان نعمل الصيانات اللازمة لجميع القطارات للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، وجميع الصيانات الخاصة بفرامل القطارات تتم بصورة دورية، وليس لدينا أى صعوبات فى توفير بلوف الفرامل، والمكتب الفنى هو من يحدد دخول القطار لعمل العمرات الجسيمة».
ويشير «صبحى» إلى أن الخط الأول للمترو «المرج- حلوان» يحتاج إلى تنفيذ خطة عاجلة لتحديثه وإنقاذه قبل فوات الأوان، وأن جميع العاملين بالورشة يقومون بأداء واجبهم الوظيفى من صيانة القطارات بشكل دورى، حفاظاً على استمرار حركة مسير القطارات وعدم تعطلها، مؤكداً أن هناك العديد من القطارات أصبحت متهالكة تماماً.
ويقول صلاح عبدالفتاح على، رئيس قسم ميكانيكا البواجى، 59 عاماً، ويعمل بورشة الصيانة منذ 30 عاماً، إن صيانات البواجى تتم حسب الحالة، موضحاً أن الخط الأول للمترو على وشك الانهيار بسبب عدم تحديث بنيته الأساسية، من نظم كهربة الإشارات ونظم التحكم المركزى والاتصالات، وتجديد القضبان وتحديث أسطول القطارات، وأن بعض القطارات انتهى عمرها الافتراضى، ويجب على المواطنين الصبر حتى يتم تنفيذ كافة خطط تطوير مشروعات الخط.
ويواصل «على» حديثه، قائلاً: «مترو الأنفاق من أسهل وسائل المواصلات فى مصر، ويجب على جموع المواطنين المحافظة على المرفق»، مؤكداً أن وزارة النقل ستقوم خلال الفترة المقبلة بتحديث وتطوير الخط الأول، لافتاً إلى أن هناك بعض الصعوبات فى توفير الموارد المالية اللازمة لتطوير ورش الصيانة، ولكن شركة المترو تقوم بمجهودات جبارة لتوفيرها، حتى يتسنى لنا القيام بعمل جميع الصيانات اللازمة لقطارات الخط الأول.
ومن جهته، يقول طه إسحق، ملاحظ قسم البواجى، 62 عاماً، ويعمل بورشة الصيانة منذ 30 عاماً: «نقوم بعمل كشف دورى على جميع آلات الجر الموجودة بالقطارات، للتأكد من سلامتها»، مشيراً إلى أنه فى حال وجود أى تلفيات يتم تغييرها فوراً، موضحاً أن هناك تعليمات مشددة بعدم خروج أى قطار للعمل من ورشة الصيانة إلا بعد التأكد من سلامته الفنية حفاظاً على أرواح وسلامة المواطنين.
ويستكمل «إسحق» حديثه لـ«الوطن» قائلاً: «منظومة مترو الأنفاق محتاجة شغل كتير ولازم الناس تصبر علينا علشان يشوفوا خدمة أوروبية فى القريب العاجل بجميع خطوط المترو»، مؤكداً أن «المنظومة وصلت لحالة متردية للغاية، ولكن بدأنا تنفيذ خطط مشروعات التطوير، كما أن الصيانات تتم وفقاً لبرنامج معين، وجميع قطع الغيار متوفرة، ولدينا قطارات تعمل منذ 30 عاماً، ونقوم بعمل الصيانات اللازمة لها حتى يتسنى تشغيلها وعدم تعطل حركة مسير القطارات بالخط الأول».