الصورة.. بألف وصف: السادات كان مُلهماً لصنّاع الدراما.. ولـ«أحمد زكى» بالذات
أنور السادات في الدراما
«الثعلب» أول عمل فنى تناول حياته عام 1993.. وشخصيته كانت أساسية فى «العندليب وصديق العمر والجماعة».. ومحمود البزاوى وطلعت زين ومفيد عاشور وعاصم نجاتى ومحمد رمضان أبرز من جسدوا شخصيته.. و«النبوى» أداها على مسارح أمريكا.. و«جوست جونيور» رُشح لجائزتَى إيمى وجولدن جلوب عن دوره فى «Sadat».. و«كولومبيا بيكتشرز» واجهت أزمة فى توزيع أفلامها داخل مصر بسبب اتهامها بتشويه صورته.
وقف بثبات المنتصر، تزين وجهه ابتسامة ثقة تحمل الكثير من المعانى، وتليق بسياسى محنك من الدرجة الأولى. ضجت القاعة بالتصفيق، وأنصتت الآذان له، فخرجت الكلمات قوية هزت جدران «الكنيست»، ونفوس قادة الدولة العبرية، عندما قال بصوته الجهورى المميز: «جئت إليكم اليوم على قدمين ثابتتين، لكى نبنى حياة جديدة، لكى نقيم السلام، وكلنا على هذه الأرض، أرض الله، كلنا، مسلمين ومسيحيين ويهوداً، نعبد الله، ولا نشرك به أحداً، وتعاليم الله ووصاياه هى حب وصدق وطهارة وسلام.. املأوا الأرض والفضاء بتراتيل السلام». لم يكن هذا مجرد مشهد قدمه الفنان الراحل أحمد زكى فى فيلم «أيام السادات»، ولكنه حقيقة مجردة تمثل جزءاً أصيلاً من التاريخ المصرى وفصلاً من أهم فصول الصراع العربى الإسرائيلى، وبه نصب الرئيس الراحل محمد أنور السادات نفسه بطلا للحرب وللسلام.
حياة «السادات» صنعت منه شخصية ملهمة لا يمكن تغافلها فى الأعمال الدرامية والسينمائية، ليس فقط على خلفية انتصار أكتوبر، ولكن بالرجوع إلى كفاحه ضد الاحتلال الإنجليزى ودخوله السجن، وانضمامه لحركة الضباط الأحرار التى قادت ثورة يوليو، وغيرها من الأحداث التى غيرت مجرى التاريخ وكان واحد من أهم أضلاعها. ولعل مسلسل «الثعلب»، وهو من إنتاج 1993، هو أول الأعمال الفنية التى جسدت شخصية «السادات» وأداها باقتدار الفنان القدير عبدالله غيث، وهو مسلسل مأخوذ من ملفات المخابرات العامة المصرية، وبعدها بعام قدم أحمد عبدالعزيز الدور فى فيلم «الجاسوسة حكمت فهمى» للمخرج حسام الدين مصطفى، وقدم الفنان جمال عبدالناصر شخصية الرئيس الراحل فى فترة حكم الملك فاروق والاستعمار الإنجليزى فى فيلم «امرأة هزت عرش مصر» للمخرج نادر جلال عام 1995، وكان ظهوره ضرورياً فى فيلم «ناصر 56» للمخرج محمد فاضل، عام 1996، بسبب قربه من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث كان يتولى منصب نائب الرئيس، وقدم الدور الفنان محمود البزاوى.
الأعمال الدرامية كان لها نصيب من تناول شخصية السادات، فقدم مفيد عاشور شخصية الرئيس الراحل فى مسلسل «إمام الدعاة»، وعاصم نجاتى «ناصر» عام 2008، وكان محمد رمضان واحداً من الممثلين الذين أدوا شخصية «السادات»، ضمن أحداث مسلسل «كاريوكا» للمخرج عمر الشيخ، عام 2012، فيما قدم محمد نصر الشريف شخصية الرئيس الراحل فى 3 أعمال، الأول مسلسل «العندليب» للمخرج جمال عبدالحميد، عام 2006، والثانى «صديق العمر» للمخرج عثمان أبولبن، فى سباق الدراما الرمضانية 2014، والجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» إخراج شريف البندارى.
تعددت الأعمال الفنية التى تناولت حياة «السادات»، إلا أن فيلم «أيام السادات» للمخرج محمد خان، إنتاج عام 2001، ظل أمراً مختلفاً، لأنه العمل الوحيد الذى قدم السيرة الذاتية لـ«السادات».
وكانت معاهدة السلام موضوعاً أصيلاً للعرض المسرحى الذى قدمه خالد النبوى بعنوان «كامب ديفيد» للمخرج لورانس وايت، عام 2014، على عدد من المسارح فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تناول العرض مفاوضات الـ13 يوماً التى سبقت التوصل لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978، وشارك «النبوى» فى المسرحية الممثل ريتشارد توماس، الذى جسد شخصية الرئيس الأمريكى جيمى كارتر، ورون ريفكين الذى جسد دور رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق مناحيم بيجن.
لم يقتصر تقديم شخصية «السادات» على الأعمال الفنية المصرية أو العربية فقط، فقدم الممثل الأمريكى لويس جوست جونيور شخصية الراحل فى فيلم تليفزيونى من إنتاج 1983، بعنوان «Sadat» إخراج ريتشارد مايكلز، مكون من جزأين، وترشح «جوست» لجائزتَى إيمى وجولدن جلوب عن أدائه فى الفيلم، وتم استقبال الفيلم بشكل سلبى فى مصر، وواجه اتهاماً بتشويه التاريخ والتشهير بالشعب المصرى، فأعلنت وزارة الثقافة حظر جميع الأفلام التى توزعها «كولومبيا بيكتشرز»، ورفعت النقابات الفنية فى مصر دعوى قضائية على الشركة ومخرج وكاتب الفيلم، ورفضت المحكمة الدعوى لعدم اختصاصها لأن إنتاج الفيلم تم خارج مصر.
فى عام 2009، سبب الفيلم الأمريكى «I Love You Man» حالة من الاستياء لدى الشعب المصرى عندما تم ذكر اسم الرئيس الراحل خلال أحداث الفيلم بشكل مهين، حيث قام بطل الفيلم بإطلاق اسم «السادات» على كلبه، وهو ما وجده البعض إساءة متعمدة ومقصودة، وتم حذف اللقطة وعرض الفيلم فى مصر. ويرى الناقد محمود قاسم أن الرئيس أنور السادات كان له دور سياسى بارز وتشابك مع مجموعة كبيرة من الأحداث والشخصيات التاريخية والسياسية، بخلاف الدور الذى لعبه كرئيس للدولة فى واحدة من أهم الفترات التى مرت بها البلاد، وبالتالى كان وجوده فى الأعمال الفنية، سواء فى التليفزيون أو السينما، يرجع إلى هذا الدور.