"فيسبوك" في مرمى نيران الدفاع عن الخصوصية
فيس بوك
دافعت مؤسسة فيس بوك عن نفسها بعد أيام من الانتقادات التي وجهت إليها بشأن الأخبار التي تم تداولها عن أنها أعطت شركات التكنولوجيا الكبرى صلاحية الوصول إلى بيانات المستخدمين بما في ذلك رسائلهم الخاصة، ومنحت بذلك حق الوصول إلى بيانات المستخدمين إلى حوالي 150 شركة، بما في ذلك البنوك وشركات التكنولوجيا وتجار التجزئة والمؤسسات الإعلامية، لتضاف هذه الفضيحة إلى "سوابق" أخرى لـ"فيسبوك"، كانت آخرها قبل أيام عندما كشفت الشركة عن عيب وضع خصوصية أكثر من 6 ملايين مستخدم في خطر.
وأعلنت الصحيفة إن شركة فيسبوك منحت شركات تكنولوجية أمريكية مثل مايكروسوفت ونتفليكس وسبوتيفي إمكانية قراءة الرسائل الخاصة، كما سمح لمحرك بحث مايكروسوفت بينج Microsoft Bing بمشاهدة أسماء أصدقاء مستخدمي فيسبوك دون إذن كما منحت شركة أمازون أكبر شركة بيع تجزئة أون لاين فى العالم إمكانية العثور على أسماء المستخدمين ومعلومات الاتصال بهم من خلال أصدقائهم.
ونشرت "الوطن" قبل أيام ملف عن خصوصية "فيسبوك" بعنوان "خصوصية «الفيس بوك».. «تعيش أنت»!، تم فيه رصد تاريخ الفيسبوك غير المشرف لتسريب بيانات العملاء، منذ عام 2002 وحتى الآن، بالإضافة إلى رأي مستخدمى الشبكة الذين قالو " أسرارنا مُعرضة للسرقة.. ولا نملك سوى تقوية «الباسوورد»".
ورصد ملف "الوطن" أيضًا قصة الشاب العبقرى مارك زوكربيرج الذي أسس فكرة الموقع، إلى جانب التطرق لعدد 4 تطبيقات بديلة تهدد عرش «فيس بوك».. آمنة وتحافظ على الخصوصية.
من جانبه أكد ستيف ساترفيلد مدير الخصوصية والسياسة العامة في شركة فيسبوك وفي رده على التقرير "شركاء فيسبوك لا يتجاهلون إعدادات الخصوصية التي تتعلق بالمستخدمين وأنه خلال السنوات الماضية، عقدنا شراكة مع شركات أخرى حتى يتمكن الأشخاص من استخدام فيسبوك على الأجهزة والأنظمة الأساسية التي لا ندعمها بأنفسنا.
فعلى عكس الألعاب، أو خدمة بث الموسيقى، أو أي تطبيق تابع لجهة خارجية، الذي يقدم تجارب مستقلة عن فيسبوك، لا يمكن لهؤلاء الشركاء سوى توفير ميزات معينة على فيسبوك وعدم قدرتهم على استخدام المعلومات لأغراض مستقلة".
أكد ستيف ساترفيلد، مدير الخصوصية والسياسات العامة بشركة فيسبوك، أن شركاء فيسبوك لا يتجاهلون الضوابط المتعلقة بخصوصية المستخدمين، ومن الخطأ أن نفكر حتى في أنهم يرتكبون هذه المخالفة.
وتابع: فى بيان أمس الاحد، "على مدار أعوام طويلة، أبرمنا شراكات مع كيانات أخرى حتى يتمكن المستخدمون من استخدام فيسبوك على أجهزة ومنصات لا ندعمها بأنفسنا. فعلى عكس الألعاب، وخدمة تشغيل الموسيقى، وتطبيقات الشركات الأخرى، نقدم تجارب مستقلة على فيسبوك، ويمكن لهؤلاء الشركاء فقط أن يقدموا خواص فيسبوك معينة ولا يستطيع أي منهم أن يستغل بيانات المستخدمين لأغراض خاصة".
وأضاف ساترفيلد: "نعلم أنه يتوجب علينا العمل على استعادة ثقة المستخدمين، فحماية بياناتهم يتطلب فرق عمل قوية، وتكنولوجيا متقدمة، وسياسات أكثر وضوحًا، وهذا ما ركزنا عليه طوال العام 2018 تقريبًا، كما تعد الشراكات إحدى المجالات التي نركز عليها، فكما صرحنا من قبل نعمل على خفض عدد شراكات التكامل التي أبرمناها لمساعدة المستخدمين على دخول فيسبوك".
لكن صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سلطت الضوء على إدارة "فيسبوك" للأزمات العديدة التى واجهته فى الفترة الأخيرة، وكيف تجاهل رؤسائه الإشارات التحذيرية واعتمدوا سياسة الإنكار فى بعض الأحيان.
وقالت الصحيفة إن موقع التواصل الاجتماعى استطاع أن يربط أكثر من 2.2 مليار شخص حول العالم وأصبح دولة عالمية فى حد ذاته، فأعاد تشكيل الحملات السياسية وسوق والإعلان والحياة اليومية فى جميع أنحاء العالم. وعلى طول الطريق، تراكم لدى فيس بوك أكبر مستودع من البيانات الشخصية على الإطلاق وكنز من الصور والرسائل.
لكن مع تزايد الأدلة بشأن إمكانية استغلال قدرات فيس بوك فى تعطيل الانتخابات وبث الدعاية التى تنتشر بشكل كثيف وإلهام حملات الكراهية القاتلة فى جميع أنحاء العالم، تعثر مارك زوكربيرج مؤسس الموقع ومديرته التنفيذية شيريل ساندبيرج، وتجاهل كلاهما علامات التحذير وسعيا إلى إخفائها عن الرأى العام، وفي اللحظات الحرجة على مدار السنوات الثلاثة الماضية، كان زوكربيرج وساندبيرج مشتتين بالمشروعات الشخصية ومرروا القرارات الأمنية وتلك المتعلقة بالسياسيات لمرؤوسيهم، حسبما يقول مسئولون سابقون وحاليون.
فعندما علم مستخدمو "فيسبوك" فى الربيع الماضي، أن الشركة قد قوضت خصوصيتهم فى اندفاعها للتوسع، وسمحت لشركة سياسية على صلة بالرئيس دونالد ترامب بالوصول إلى البيانات الشخصية لعشرات الملايين من المستخدمين، سعى فيس بوك إلى تفادى اللوم وإخفاء حجم المشكلة. وعندما فشل ذلك، وتراجعت أسهم الشركة وواجهت رد فعل عنيف، دخل فيس بوك فى مسار الهجوم.
ورغم قيام زوكربيرج بتقديم اعتذار عام في العام الماضي، فإن ساندبيرج أشرفت على حملة ضغط قوية لمحاربة منتقدي "فيسبوك" وتحويل الغضب العام إلى الشركات المنافسة.