«رحاب»: «خرجت من اللجنة زى ما دخلتها بسبب الأخوات»
فى السنة الثالثة لها بالكلية، اعتادت كباقى الطالبات على التفرغ للمذاكرة قبيل موعد الامتحان، وعلى الرغم من دعوات الإضراب التى اجتاحت الجامعة، فإنها ذهبت كمعظم زميلاتها لأداء ما التحقت بالكلية بسببه، لكنها لاقت ما لا يرضى أحداً، وخرجت من اللجنة كأنها لم تدخل ولا تدرى ما فعلته فى ورقة الامتحان بسبب شغب طالبات الإخوان.
«أغلقن الأبواب وظللن يهتفن (يسقط يسقط حكم العسكر) ويغنين أغانيهن دون توقف». هكذا تروى رحاب محمود، الطالبة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، لـ«الوطن»، ما حدث داخل لجنة الامتحان، فى اليوم الأول، ما منعها وزميلاتها من الإجابة، بسبب تظاهر طالبات الإخوان باللجنة، وترديد الهتافات المناهضة للجيش والشرطة وإثارة الضجيج فى المدرجات، حتى مرَّت ساعة من زمن الإجابة، دون أن تتمكن من الإجابة عن أى سؤال، خاصة بعد أن مزقت فتيات الإخوان أوراق الإجابة الخاصة بهن وورقة الحضور والانصراف التى وقّعت عليها الطالبات، وحاولن تمزيق أوراق الإجابة، لولا تدخل المُعيدين، وإنقاذ الأوراق وتهريبها إلى خارج اللجنة.
وعلى الرغم من أن المُعيدين حاولوا طلب الشرطة حتى تتوقف طالبات الإخوان، فإن «رحاب» وزميلاتها رفضن ذلك، خوفاً على زميلاتهن من الاعتقال أو ما شابهه، وحاولن كتابة أى شىء فى ورقة الامتحان، خوفاً على ضياع مستقبلهن الدراسى، لكن لم تجدِ محاولاتهن نفعاً بسبب الضوضاء التى سيطرت على الموقف، ورفض مشرفة الدور منحهن وقتاً إضافياً بسبب وجود فترة امتحان مسائية رفضت الكلية تأجيلها.
«حلّوا على أد ما تقدروا وإحنا هنّجحكم لأنكم حضرتوا» كلمات قالها أساتذة المادة، ما طمأن قلب «رحاب» وزميلاتها، اللاتى رفضن الإضراب عن الامتحان، متمنيات أن يفى الأساتذة بما قالوا، لأنهن لم يستطِعن كتابة ما يضمن نجاحهن بسبب ما حدث.