أسرة الحاجة زينب لـ«الوطن»: أعضاء تنظيم الإخوان قتلوها.. وتاجروا بدمها
تحولت قرية «الكنائز» التابعة لمركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، إلى سرادق عزاء كبير، لتلقى العزاء فى الحاجة زينب سعيد الطحان، 52 عاماً، ضحية تنظيم الإخوان الإرهابى، التى سقطت فى أحداث الإسكندرية، مساء الجمعة الماضى، وسط حالة من سخط أهالى القرية، الذين وصفوا التنظيم الإرهابى بـ«من يقتل القتيل ويمشى فى جنازته»، خاصة بعد أن نشرت الصفحات الإلكترونية الإخوانية صوراً ملفقة للقتيلة، بالمخالفة للحقيقة، وهى تحمل صوراً للمعزول، وزعمت أنها تنتمى للجماعة الإرهابية، فى الوقت الذى تبين فيه أنها كانت فى طريقها إلى أحد مستشفيات الإسكندرية بصحبة شقيقتها الصغرى، فيما حرر ابنها محضراً بقسم شرطة أول المنتزه بالإسكندرية، ضد تنظيم الإخوان يتهمهم بقتلها والمتاجرة بدمها.
«لا نريد إلا القصاص من الإرهابيين قاتلى الحاجة زينب»، بهذه الكلمات بدأت أسرة الشهيدة زينب سعيد عبدالحميد الطحان، كلامهم مع «الوطن»، حيث أكد ابنها حسن حرب عبيدة، أنه حرر محضراً ضد تنظيم الإخوان الإرهابى، يتهمهم فيه بقتل أمه، فى أحداث الاشتباكات بين الإخوان وأهالى الإسكندرية، وأبدى الابن استياءه من متاجرة الإخوان الإرهابيين، بدماء أمه، وادعائهم بأنها كانت تنتمى لجماعتهم وتخرج فى مسيراتهم، مؤكداً «لم تكن أمى مهتمة أبداً بالعمل السياسى ولم يكن لنا كعائلة كبيرة أى انتماءات سياسية، وأول مرة نزلنا بها للمظاهرات كانت عندما طلب الفريق أول عبدالفتاح السيسى التفويض من الشعب المصرى، وخرجنا جميعاً تلبية لندائه لحماية البلد من فوضى وإرهاب الإخوان، ولم نكن نعلم أن يد الإرهاب ستنال من أمى المسكينة»، وأوضح أن والدته ذهبت مع شقيقتها لأحد المستشفيات بالإسكندرية ليلة الحادث، ولكنها تلقت رصاصات غادرة من إرهابيى الجماعة مساء الجمعة الماضى.
والتقطت سميرة، شقيقة الحاجة زينب، والتى شهدت لحظة وفاتها، طرف الحديث، لتروى قصة استشهادها، وأشارت إلى أنها شعرت بألم شديد بأسنانها يوم الخميس الماضى، فأصرت شقيقتها على اصطحابها لمستشفى «شرق المدينة»، بمنطقة سيدى بشر، لمعرفتها التامة بالمنطقة، لأنها كانت تتردد على المستشفى للعلاج من قبل، وتابعت باكية: «كانت أختى هى التى تتولى أمرى، وكانت تذهب معى فى كل مكان أريده»، وصمتت لحظات، ثم أردفت: «أثناء مرورنا بمنطقة سيدى بشر وعلى بعد مسافة قريبة من المستشفى فوجئنا بمظاهرة تضم العشرات من عناصر تنظيم الإخوان، يحملون صوراً للمعزول مرسى، وبوسترات صفراء مطبوعاً عليها إشارة رابعة، ووسطهم حوالى ثمانية أشخاص ملثمين، وبأيديهم أسلحة نارية خرطوش وآلى وألعاب نارية، وأطلق أحدهم وابلاً من الرصاص على المارة بعشوائية، اخترقت إحدى الرصاصات ظهر أختى مباشرة، لتسقط على الأرض فى الحال، ولم يأت أحد لمساعدتنا فى وقتها خوفاً من رصاص الإرهابيين، وعندما أتى بعض المواطنين لنجدتنا قالت لهم أختى: لا تتركوا هذه الفتاة فإنها لا تعرف شيئاً هنا، وظلت قابضة على يدى حتى فارقت الحياة».
وقال الصافى الطحان، شقيق زينب، إنه عندما بلغه الخبر هرول مسرعاً إلى المستشفى فوجد شقيقته جثة هامدة غارقة فى بركة دماء، مشيراً إلى أن الراحلة ادخرت بعض الأموال لأداء فريضة الحج.. ووسط دموع منهمرة وصوت خافت، قالت مبروكة عبدالحميد فرج، أم الحاجة زينب: «حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يقتل أبناء الشعب المصرى»، وأكدت أن «زينب».. كانت أقرب بناتها إلى قلبها، لأنها كانت ترعى أختها الصغيرة دائماً، وكانت تسعى لقضاء حوائج البيت، ثم استغرقت فى نوبة بكاء. وأكد رفعت محمد الطحان، ابن عم الضحية، أن الإخوان قتلوا زينب وتاجروا بدمائها، بعدما قاموا بنشر اسمها على صورة سيدة عجوز، وأوضحوا أن سنها 82 عاماً ومن المؤيدين للمعزول محمد مرسى، مؤكداً أن عمرها الحقيقى هو 52 عاماً.