"أبواب الجحيم لن تقوى عليها".. 2018 عام الأحداث الكبرى بالكنيسة
الكاتدرائية المرقسية بالعباسية
"علَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا" الجملة التي قالها السيد المسيح للقديس بطرس الرسول، حسب إنجيل متى، قبل مئات السنين لا تزال راسخة في الوجدان المسيحي كلما واجهت الكنيسة صعوبات خرج المسيحيون قائلون "أبواب الجحيم لن تقوى عليها" ومر عام 2018 ومرت الكنيسة بـ"تجارب" و"أفراح" وما بين مناسبات كبرى وأحداث مؤثرة كانت "عينا الرب عليها دائمًا من أول السنة إلى آخرها".
- افتتاح الكاتدرائية:
في يوم 7 يناير الموافق عيد الميلاد الشرقي والذي يحتفل به المسيحيون الأرثوذكس، تم افتتاح كاتدرائية "ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية الجديدة، وصلى فيها أول قداس في ليلة العيد، وقال البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: "يزيد من سعادتنا أننا نقضي العيد على أرض مصر وبوجود الرئيس عبدالفتاح السيسي".
3 مناسبات كبرى:
في مطلع عام 2018 أعلن البابا تواضروس، خلال حديثه لبرنامج صاحبة السعادة الذي تقدمه إسعاد يونس إن 2018 تشهد 3 مناسبات كبرى للكنيسة، الأولى منها مرور 50 عاما على ظهور السيدة العذراء في الزيتون، والذي حدث في 2 أبريل 1968، وظلت تظهر العذراء على مدار عامين، والحدث الثاني هو مرور 50 عاما على وضع حجر أساس كاتدرائية العباسية من قبل الرئيس جمال عبدالناصر، أما الحدث الثالث فكان الاحتفال بمرور 100 عام على بداية تأسيس "مدارس الأحد"، وهي عبارة عن تجميع للأطفال لتعليمهم مبادئ من الإنجيل، من أجل مساعدتهم على التربية في المنزل.
وفي شهر مايو وصل جثامين شهداء ليبيا في "مذبحة داعش بليبيا" إلى كنيسة الشهداء بقرية العور، بحضور مندوب البابا تواضروس وعدد كبير من الكهنة والقيادية وأسر الشهداء، وكان تنظيم داعش الإرهابي، قد ذبح 20 من أقباط مركز سمالوط شمال محافظة المنيا، في منتصف فبراير من عام 2015، داخل الدولة الليبية، وأعلنت السلطات الليبية القبض على مصور الواقعة، وأعلن مكتب النائب العام الليبي، في بيان رسمي العثور على رفاتهم.
وفي نفس الشهر عقد المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، جلسته السنوية المعتادة، برئاسة البابا تواضروس وسكرتارية نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، في حضور 111 من أعضاء المجمع المقدس وذلك بمركز لوجوس بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي والمجمع المقدس للكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية.
وخرج بالعديد من التوصيات كان أبرزها وضع إجراءات الاعتراف بالقديسين كنسيا وقانونيا من عدة بنود من أهمها أنه لا يعترف بأي قديس إلا بعد أربعين سنة على الأقل.
وفي شهر يونيو دقت أجراس الكنيسة المعلقة بمجمع الأديان بمنطقة الفسطاط، لتعلن وصول موكب البابا تواضروس الثاني، ليترأس احتفالات إحياء مسار العائلة المقدسة بالمتحف القبطي المجاور للكنيسة.
في أواخر شهر يوليو كانت قضية "مقتل الأنبا أيبفانيوس" بمثابة "تجربة قاسية" للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ففي يوم 29 يوليو الماضي، أعلن المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وفاة الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون، وتلقى اللواء علاء الدين عبدالفتاح، مدير الأمن، إخطارًا من مأمور مركز شرطة وادي النطرون يفيد بتلقيه بلاغًا من المسؤولين بدير أبو مقار بوادي النطرون، بالعثور على جثة الأنبا أبيفانيوس، رئيس الدير، وسط بركة من الدماء أمام القلاية الخاصة به داخل الدير.
القضية التي لاقت اهتمام الرأي العام شهدت العديد من الوقائع منها محاولات انتحار رهبان هم "فلتاؤس المقاري"، و"أشعياء المقاري"، وتجريد الأخير من رهبنته، بجانب محاكمتهما.
ومن جانبه، عقد البابا تواضروس اجتماعا للجنة شؤون الرهبنة بحضور الأنبا دانيال السكرتير العام للمجمع المقدس، و19 من الآباء المطارنة والأساقفة رؤساء الأديرة وأعضاء اللجنة في جلسة خاصة لمناقشة انضباط الحياة الرهبانية والديرية، في ضوء الحادث الأليم ومقتل نيافة الحبر الجليل الأنبا أبيفانيوس، وبعد الصلاة والمناقشات الواسعة تم إصدار 11 قرارًا أبرزها وقف رهبنة أو قبول رهبان جدد لمدة عام، وعدم ظهور الرهبان إعلاميًا وعدم دخولهم في أي معاملات مالية.
وفي أكتوبر الماضي وعلى مدار يومين، ترأس البابا تواضروس قداسات سيامة أساقفة جدد بعد أن فقدت الكنيسة خلال العام نياحة 6 من شيوخ المجمع المقدس، وخلت 6 إيبارشيات كبرى من أساقفتها: وهي طما بمحافظة سوهاج، وإيبارشية منفلوط، والنصف الثاني إيبارشية الوادي الجديد، ورئيس دير أبو مقار، والأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ وتوابعها، والأنبا أرسانيوس، مطران المنيا، وفي شهر أكتوبر الماضي تم السيامات الأسقفية.