كيف تؤثر استقالة "ماتيس" على الانسحاب الأمريكي من سوريا؟
جون ماتيس
وجه جون ماتيس وزير الدفاع الأمريكي المستقيل، خطابًا رسميًا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شرح فيه الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار.
الخطاب نشرت مضمونه صحيفة "نيويورك تايمز" عبر موقعها الإلكتروني، وتحدث خلاله وزير الدفاع عن اختلاف الرؤى ووجهات النظر بينهما، منتقدا ضمنيا عدم اهتمام الرئيس بأقرب حلفاء الولايات المتحدة.
وجاءت استقالة ماتيس بعد يوم من قرار ترامب بسحب قوات بلاده من سوريا، بعد إعلانه ذلك، الأربعاء الماضي، في قرار يمثل تحولا في السياسة الأمريكية بالمنطقة، ويزيد من احتمالات عودة تنظيم داعش المتشدد.
ونصح ماتيس، الرئيس ترامب بعدم الانسحاب من سوريا، بحسب أحد المسؤولين الأمريكيين، الذي أشار إلى إنه كان من العوامل التي ساهمت في استقالته من منصبه، وفقا لما ذكرته "سكاي نيوز".
استقالة جون ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، جاءت بشأن الاختلاف على الملف السوري مع ترامب، وكذلك بشكل أقل بسبب المفاوضات مع كوريا الشمالية، حسب الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، والمتخصص في الشأن الأمريكي.
الاستقالة ستؤثر بشكل أو بآخر على الانسحاب الأمريكي من سوريا، حسب حديث فهمي لـ"الوطن"، موضحًا أنه اتخذ نفس القرار من قبل وتراجع عنه بعد ضغوط الخارجية الأمريكية عليه.
متخصص الشأن الأمريكي يرى أن الضغوط التي يمارسها المسئولون في وزارة الدفاع "البنتاجون" والاستخبارات الأمريكية "سي آي أيه"، تسير في إتجاهين، الأول هو استفادة تركيا من الانسحاب الأمريكي، والثاني تبعات القرار على حلفاء أمريكا في المنطقة مثل الأكراد.
الأمريكان لن يخرجوا من أمريكا دون تأمين مصالحهم، وتحديد بدائل واضحة للانسحاب، وفقًا لفهمي، موضحًا أنه ربما يكون انسحاب تكتيكي عن طريق تقليل عدد الوحدات وليس انسحاب بشكل كامل، أو أن تفرض أمريكا على حلف الناتو القيام بدور القوات الأمريكية المنسحبة.
قرار الرئيس الأمريكي سيتأثر حتمًا باستقالة وزير الدفاع، سواء بتحويل الانسحاب لجزئي، أو تأمين مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، خاصةً بعد تزايد الضغوط على ترامب من داخل البنتاجون، ودعوته لترك الأمور العسكرية للعسكريين.