عم "بهلول" ترك شقته لغلاء الأسعار فرفعت عنه الدولة معاشه "الاستثنائي"
زادته الحياة أعباء، فكالت له الدولة هي الأخرى ما فيه النصيب، مساعدة زهيدة حاول المواطن البسيط "مصطفى بهلول" أن تمنحه إياها الدولة بمعاش استثنائي، فتمت الموافقة على صرف 250 جنيهًا، فيما كان تغيير مقر سكنه سببًا في وقف الإعانة الصغيرة.
500 جنيه كان يستقطعها عم "مصطفى" شهريًا من راتبه الذي يصل إلى 700 جنيه بالكاد "الإيجار كان غالي عليّا.. روحت خدت شقة في النهضة وبدل ما يساعدوني رفضوا صرف المعاش"، شهور قضاها الرجل الستيني يبحث عن مكان يأويه بدلاً من شقته الإيجار بحي فيصل، قبل أن يجد ضالته في مساكن النهضة "عقد الشقة مؤقت ومش معترفين به في الحكومة"، تتعلل وزارة التضامن بأن الرجل قدم تفاصيل حصوله على معاش استثنائي على مقره القديم وحين ذهبوا هناك لم يجدوه "بيقولولي مش ضامنين إن اسمك يكون متشابه مع حد"، يتهكم الرجل من روتين الحكومة، فيما أفرد له شعرًا يقرضه كهواية تعينه على ساعات العمل الأثنى عشر كفرد أمن بإحدى الشركات.
رغم أن المعاش المقرر صرفه هو 250 جنيهًا فقط، لكن الرجل يتعلق بأهداب الأمل عسى تدفعه الجنيهات البسيطة إلى الأمام بدلاً من البحث عن معين في أواسط كل شهر، تزوغ عينا الرجل الستيني ليتنبأ عن مرض أصابها قبل سنوات، فأقعده المرض من العمل كصنايعي للموبيليا "كنت بكسب في اليوم ييجي 70 جنيه والأشية كانت معدن بس مش هنقول غير الحمد لله"، يحاول عم "بهلول" ألا تفارق الضحكة شفاه، فالأب لأربعة أبناء زوّج منهم ثلاثة، لا يرجو من الله سوى الستر وعدم مد اليد للغريب، فيما بدا أن أمله في إعانة تنقذه تحتاج لوساطة أو مسؤول كبير، حسب وصفه، لذا تراه كل حين رافعًا أكف الضراعة كي تتنازل الدولة عن روتينها وإجراءاتها المتعسفة، على حد تعبيره، قبل أن يشرع في نظم أبيات من الشعر لحاله وحال البلاد.