«المرض الخبيث».. «قاهرة الكيماوى»: المرض زادنى تفاؤلاً.. وحصلت على الماجستير رغم صراعى معه
النائبة منال ماهر، عضو لجنة حقوق الإنسان
«فوجئت بإصابتى بالسرطان، وكنت مرعوبة من سقوط شعرى، ورفضت ألبس باروكة».. هكذا بدأت النائبة منال ماهر، عضو لجنة حقوق الإنسان، تجربتها مع مرض «السرطان»، الذى نجحت فى هزيمته بعد معركة شرسة.
«منال» قالت فى حوارها، لـ«الوطن»، إنها أجرت عملية جراحية لاستئصال ورم كبير عام 2014، وكانت اكتشفته مصادفة بعد رحلة مع أسرتها فى قبرص، لكن المعاناة الحقيقية كانت أثناء خوضها العلاج الكيماوى، فقررت التغلب عليه بـ«العمل»، حيث كانت تصطحب «اللاب توب» أثناء الجلسات، لانشغالها بتحضير ماجستير، وبالفعل نجحت بتقدير جيد جداً.. وإلى نص الحوار.
كيف اكتشفت إصابتك بالسرطان؟
- كنت أقضى إجازة مع أسرتى فى قبرص، سبتمبر 2014، وشعرت حينها بتعب شديد فى «بطنى» وانتفاخ غريب، وبمجرد رجوعى إلى القاهرة، أجريت بعض الفحوصات الطبية، واكتشفت حينها إصابتى بمرض السرطان بالمرحلة الثالثة، وكانت مرحلة متقدمة والورم كان كبيراً فى حجم «البرتقالة».
النائبة منال ماهر: كنت مرعوبة من سقوط شعرى.. ورفضت ارتداء «الباروكة».. وقررت إجراء جراحة لاستئصال الورم
وكيف استقبلت هذا الخبر؟
- فى البداية شعرت بهدوء غريب، ثم انهرت من البكاء، وقررت فوراً إجراء عملية جراحية لاستئصال الورم، وكان خوفى الوحيد هو على أولادى الصغار، هيعملوا إيه من غيرى فى السن دى، فابنى الصغير بالمرحلة الابتدائية، وابنتى الوسطى بالمرحلة الثانوية، والأخرى بالجامعة، علشان كده سلمت أمرى لربنا، وبالفعل أجريت الجراحة بنجاح، والأطباء فوجئوا من عدم انتشار المرض للكبد والرئة رغم أنه بالمرحلة الثالثة، وأثناء وجودى بالمستشفى كانت أصوات «الضحك» تخرج دائماً من غرفتى، والأطباء يستغربون ذلك قائلين: «هى الغرفة دى فعلاً فيها مريض سرطان»، والسر إنى ماكنتش خايفة من الموت، وكنت واثقة فى ربنا، بأنه أرحم من أن أترك أطفالى وحدهم، ولكن التحدى الصعب بعدها كان العلاج الكيماوى.
ماذا عن أسرتك؟
- زوجى انهار تماماً وأصيب بنوبات بكاء شديد، لأنه كان يعتبرنى دائماً السند، خصوصاً أنه كان مريضاً، وخضع لعملية «قلب مفتوح» وتعرض لأكثر من جلطة، لكننى كنت متماسكة جداً، وكان لدى يقين كبير فى ربنا، وكانت أسرتى خير سند خلال هذه الفترة الصعبة والقاسية.
الدراسة والعمل ساعدانى على عبور المحنة.. وأثناء وجودى فى المستشفى كانت أصوات الضحك تخرج دائماً من غرفتى
لماذا كان لديك خوف من الكيماوى؟
- كنت مرعوبة من سقوط شعرى، أكثر من العملية الجراحية نفسها، ورفضت تماماً الخضوع للعلاج الكيماوى، ولكن الجميع ألح على لأهميته القصوى فى استكمال العلاج بعد العملية الجراحية، فهو شر لا بد منه، لكن للأسف آثاره الجانبية قاسية جداً، ولجأت إلى الله للخروج من هذه الأزمة، ودخلت فى خلوة بالكنيسة، وامتنعت عن الحديث أو رؤية أى إنسان لمدة 3 أيام، وكانت الراهبات يجلبن لى الطعام دون أن أراهن، وخرجت من هذه الخلوة، وقررت الخضوع للكيماوى.
وماذا حصل بعد ذلك؟
- للأسف مع أول جلسة كيماوى، فوجئت بسقوط شعرى بكميات كبيرة، فلجأت لأحد أقاربى الذى تعرض للكيماوى قبل ذلك، وأخبرنى أنه لن تتبقى شعرة واحدة بى، وحاول زوجى إقناعى بضرورة شراء «باروكة» للشعر، لكننى كنت أرفض ذلك، وفى إحدى المرات ذهبنا بالفعل لشراء واحدة، لكننى تركت المحل مسرعة، وعدت للبيت أصلى لله وأدعوه ألا يتساقط شعرى بالكامل، وبالفعل خضعت للعلاج الكيماوى 6 أشهر، ولم يتساقط شعرى بالكامل.
وهل تعطلت حياتك خلال المرض؟
- بالطبع لا، فأثناء جلسات الكيماوى، كنت أعمل وأحضر ماجستير فى التخطيط والتنمية، وكنت أعمل حتى أتعرض لحالة إغماء من شدة «الكيماوى»، لكننى نجحت فى الحصول على الماجستير بالفعل، وخضعت للامتحان أثناء فترة مرضى وعلاجى وحصلت على تقدير جيد جداً، فالدراسة والعمل ساعدانى كثيراً خلال المحنة.
وكيف خرجت من هذه التجربة الصعبة؟
- أكثر قوة وصلابة وتفاؤلاً بالحياة، ورغبة أكبر فى العمل واستكمال المشوار، فالمرض ليس لعيناً بل صديق لمن يصادقه، فمن يتقبل وجوده يتغلب عليه، أما التسليم له فسيكون هو النهاية بالفعل، وسيموت قبل أن يقتله المرض نفسه.