حياة «جمال» مرهونة بـ«التاكسى الأسود»: لو اتعطل حياتى بتقف.. ولو اشتغل محدش بيركبه
الأسطى جمال أمام التاكسى
كلما حدث عطل فى سيارته تتعطل حياته، تسيطر على عقله الأفكار السيئة، تسود الحياة أمامه كلون التاكسى الذى يقوده، ينزل بسرعة لا تتناسب مع سنه التى تخطت الـ60 عاماً، ليدفع السيارة بعيداً عن الزحام، يساعده مجموعة من الشباب، على أمل أن يدور الموتور وتدور معه الحياة مرة أخرى.
جمال عباس، سائق تاكسى، يعانى أمرّ المعاناة لا لشىء سوى أن سيارته قديمة ولونها أسود، يلف فى الشوارع ساعات طويلة، متمنياً ألا تتعطل منه فى منتصف الطريق، وأن يعثر على زبون يشير إليه، مفضلاً إياه عن التاكسى الأبيض: «كلهم عايزين يركبوا الأبيض، إحنا عربياتنا قديمة وبتعطل كل شوية».
سيارة «عم جمال»، موديل 1992، تتعطل كثيراً، يحاول إصلاحها عدة مرات فيفشل، يحمد الله على حاله، ثم يفتح الباب المتهالك ليجلس بداخلها حزيناً على حاله: «كل يوم الأعطال بتكتر، وقليل جداً اللى بيوقّف التاكسى الأسود». يحسب المصاريف جيداً، ملّ من السلف من أجل إصلاح السيارة: «والله باستلف علشان أصلحها، لأن تمن التصليح ممكن يوصل لـ500 و600 جنيه كل شهر، وباعمل جمعيات علشان الترخيص آخر السنة».
المراية اليمنى للسيارة مكسورة، العفشة تحتاج إلى صيانة: «ما هو أنا باخلص من حاجة باطلع على حاجة، فبقيت أسيب الحاجات اللى ينفع تستنى، وماصلحش إلا اللى يوقف العربية خالص». ثمن المراية الجديدة 150 جنيهاً: «مش معايا، يعنى هالاقيها من تمن العربية، ولا المرايات، ولا النضارة اللى كل شوية تقع، ولا مصاريف البيت، أعمل إيه طيب».
ينزل الأسطى جمال من منزله فى عين شمس، ليعمل منذ الصباح الباكر وحتى وقت المغربية، يقبل من زبائنه أى مبلغ، ولا يتمنى سوى تغيير التاكسى الذى أصبح سبباً فى متاعبه.