خسائر بالملايين لصناعة السينما.. و«المستقلون» طوق النجاة
الأرقام وحدها لا تكفى لوصف أوضاع صناعة السينما خلال الاعوام الثلاثة الماضية، فهذه الأرقام تشير إلى أن الصناعة تكبدت من الخسائر ما يقدر بمئات الملايين، حيث لم تزد الإيرادات على 250 مليون جنيه، فضلاً عن تراجع عدد الأفلام المنتجة فى كل عام عن السنوات السابقة للثورة لكن لم تتجاوز 70 فيلماً على مدار الأعوام الثلاثة، ولكن فى المقابل لا يمكن تجاهل العديد من الظواهر النوعية التى فرضت نفسها على الساحة السينمائية.
المنتج محمد حسن رمزى تحدث فى البداية قائلاً: »للأسف الأعوام الماضية كانت الأسوأ على صناعة السينما بسبب العديد من العوامل، فى مقدمتها ارتباك المشهد السياسى وغياب الاستقرار وتداعياته مثل تراجع الأمن بالإضافة لفرض حظر التجوال فى أوقات معينة، وما نتج عنه من تردد الجمهور فى الإقبال على دور العرض، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية التى أثرت بشكل كبير على الصناعة، بجانب عوامل أخرى مثل القرصنة وانتشار الفضائيات التى تسرق الأعمال وتبثها دون حق عرض، وغياب المحاسبة القانونية لها، كلها بالتأكيد ملامح وعوامل أثرت على الصناعة بالسلب شأن ما حدث فى جميع نواحى الحياة بمصر والتى تأثرت خلال الأعوام السابقة. وأضاف رمزى: »أتصور أن الفترة المقبلة ستشهد نوعا من الانتعاش المبدئى فى الصناعة، خاصة بعد ما أبدت الدولة إرادة حقيقية فى دعم الصناعة وتطويرها من خلال اللجنة الوزارية التى شكلت، وأعتقد أنه بات لدى صناع السينما رغبة أساسية فى تجاوز تلك الكبوة والعمل على انتعاش السوق السينمائية مرة أخرى«.
الناقد طارق الشناوى يرى فى الأعوام السابقة العديد من الظواهر التى تستحق الوقوف أمامها، وعن ذلك يقول: »أبرز الظواهر التى برزت خلال الأعوام السابقة كانت ازدهار السينما المستقلة بنسبة ما، ونجاحها فى اقتناص مساحة أكبر من التى كانت متاحة لها قبل الثورة، وساعدها فى ذلك عدم اعتمادها على شباك التذاكر والإيرادات بقدر ما تعتمد على التمويلات التى تحصل عليها من المهرجانات وصناديق الدعم الخاصة بالسينما، وأخيراً التسويق للفضائيات، كما أنها لا تتكلف ميزانيات كبيرة لأنها لا تسعى خلف النجم إلا فى استثناءات قليلة مثل خالد أبوالنجا وآسر ياسين كما أنها نجحت فى حصد العديد من الجوائز فى المهرجانات الدولية وصارت عنوانا مميزا لمصر فى تلك المهرجات.
وأضاف الشناوى: »للأسف أيضاً كشف تراجع الإنتاج عن كذب ادعاءات الكثيرين حول حبهم للسينما، حيث لم ينجح المنتجون فى خلق معادلة للتوافق مع الأوضاع الجديدة التى فرضت نفسها.