«ملاذ» بدأت بصندوق أمام منزلها.. ووصلت لـ70 مكتبة فى السودان
مكتبة «ملاذ» المجانية فى أحد شوارع السودان
ملاذ حسين خوجلى، إعلامية سودانية، محبة وعاشقة للقراءة، فكان أن وضعت صندوقاً خشبياً مفتوحاً أمام منزلها وملأته بالكتب، وذلك فى عام 2015، ووضعت عليه شعار «جيب كتاب.. وشيل كتاب»، فلاقت الفكرة رواجاً من متابعيها وخصوصاً بعد ارتفاع أسعار الكتب بشكل كبير وانعدام المكتبات العامة فى بعض المناطق.
كان ذلك دافعاً لأن تقوم «ملاذ» بالإعلان عن توسيع المبادرة من خلال تبرعها بعدد من الصناديق لوضعها فى شوارع رئيسية فى الأحياء، ثم أعلنت شركة خاصة تبرعها ببعض الصناديق، وتوسعت الفكرة ولقيت دعماً من الشباب والكبار وإقبالاً من الصغار، حتى وصل عدد مثل هذه المكتبات إلى 70 مكتبة فى أقاليم السودان، مما يعتبر خطوة على الطريق نحو إنشاء مكتبات مجانية لكل حى سودانى.
صناديق خشبية صغيرة منتشرة فى شوارع السودان، غيرت ملامح الشوارع، حتى إنك تجد نفسك أمام الأطفال جالسين على مقاعد الحدائق العامة وفى يد كل منهم كتاب أو قصة أو مجلة، بعد أن كان اللعب على الهواتف الذكية هو المنظر السائد.
شعارها «جيب كتاب.. وشيل كتاب».. ولجأت إلى «التوك توك» لنشر الفكرة.. والأطفال يجلسون فى الحدائق العامة وبأيديهم كتاب
وتسعى المبادرة، وفقاً لملاذ حسين، إلى توفير حافلات ومركبات تم تصميمها وتزويدها برفوف للكتب، تجوب المدارس فى أقاليم السودان المختلفة، وبالفعل بدأ العمل نحو إتمام هذا المشروع من خلال تبرعات بعض الشباب بشاحنات صغيرة «توك توك»، بينما تبرع آخرون بصيانتها، لتبدأ حافلات الكتب بالتجول فى ساحات تجمع المواطنين والأطفال.
«كتاب قرأته» أو «قرأت لك» هى فعالية أخرى تقدمها مكتبات الحى المجانية بالتعاون مع قناة «أم درمان»، من خلال استضافة قارئ يتحدث عن كتاب قرأه، ونشر الفيديو عبر صفحة المبادرة على موقع التواصل الاجتماعى، فالمبادرة ليست مجرد مكتبة إنما مشاركة لحظات للقراءة وكتب اقتناها الآخرون، ومحتوى معرفى يجمع ويقرب وجهات النظر.
حازت مكتبات الحى المجانية فى السودان على اعتماد المنظومة العالمية للمكتبات الصغيرة المجانية «Little Free Library»، وبذلك أصبح من حق كل مكتبة يتم افتتاحها فى السودان الحصول على رقم تسلسلى عالمى، وهو ما يمثل دعماً كبيراً استطاعت «ملاذ» الوصول إليه، على أمل أن يمثل ذلك قوة دفع إضافية لاستمرار المبادرة.