«الضرائب» تطفئ «ومضة» الصعيد وصاحبها: «بنبيع دباديب»
جانب من مكتبة «ومضة»
عندما كان طالباً فى الجامعة، عام 2008، كانت مبادرة مصطفى كمال، الشاب الأسيوطى، «دوق طعم القراية»، وهى عبارة عن مهرجانات ثقافية تقدم معارض للكتاب وندوات ثقافية فى قرى ونجوع ومراكز محافظة أسيوط وباقى محافظات الصعيد، ثم كان تأسيس مكتبة «ومضة» فى 2012 محاولة لإثراء المناخ الأدبى والثقافى فى صعيد مصر، حيث تندر مثل هذه المكتبات، فكانت خير مشجع لأهالى أسيوط على الانخراط فى الأحداث الثقافية التى قدمتها المكتبة على مدار 6 سنوات، من تنظيم معارض متنقلة للكتاب، وسوق للأزبكية يقدم الكتب القديمة المنخفضة السعر، وخدمات الاستعارة بأسعار رمزية وإقامة ورش وتدريبات تعليمية وعروض سينمائية، بالإضافة إلى توفير مناهل العلم والمعرفة من أكثر من 80 دار نشر، كمحاولة للوصول لهدف رئيسى بأن تصبح «ومضة» أكبر صرح ثقافى فى صعيد مصر. لم يدَّخر مصطفى كمال جهداً فى دعم القراءة برفوف للكتب فى المقاهى وعيادات الأطباء ومحلات تصفيف الشعر، وهى مبادرة «كتاب مش تاب»، التى أطلقها فى بداية 2018، باختيار كتب صغيرة سريعة وسهلة القراءة مثل القصص القصيرة وكتب المقالات المنفصلة وكتب الشعر والأدب الساخر، ولاقت المبادرة إقبالاً شديداً.
حاول الشاب الأسيوطى تغيير النظرة المغلوطة لصعيد مصر: «الصعيد ليس منطقة نائية تغوص فى عوالم الجهل والتطرف والفقر والمكان لا يزال ملتقى للفكر والأدب، وأنجب الكثير من المفكرين والكتّاب والشعراء». ويتابع: «كانت رؤيتى فى ذلك إنشاء فروع للمكتبة فى محافظات مصر لتقدم خدمات ثقافية مجانية، ولكن ارتفاع الأسعار عصف بالحلم، مع غياب الدعم، لتصبح ومضة التى تشكل ملتقى ثقافياً لأهل الصعيد فى مهب الريح». أعلن مصطفى تقليل مساحة الكتب واستبدالها بمنتجات أخرى لتعويض التزامات المكتبة المالية، مع استمرار فرض ضرائب عالية كما لو كانت مشروعاً تجارياً. استسلم مصطفى ليعلن إطفاء أنوار «ومضة» وتغيير النشاط لبيع الهدايا والميداليات والدمى والدباديب.