حملة "الوطن"| ترعة «الساحل» بالقليوبية بؤرة للأوبئة.. والأهالى: «الأمراض تقتل أبناءنا»
الترعة تحولت إلى مستنقع للقمامة والحيوانات النافقة
«الوضع ينذر بكارثة بيئية وصحية، الأوبئة تحاصرنا من كل مكان، والأمراض تقتل أبناءنا»، استغاثة تتردد على ألسنة العديد من أبناء القرى التابعة لمركز القناطر الخيرية، فى محافظة القليوبية، بعد أن تحولت ترعة «الساحل»، المارة بالمنطقة، إلى مستنقع للقمامة والحيوانات النافقة، الأمر الذى أدى إلى تكاثر الحشرات وانتشار الثعابين السامة، التى تهدد بالفتك بأبناء منطقتى «الشيخ عواد» و«أجزخانة السقا»، دون أى تحرك من جانب المسئولين فى إدارة ومديرية الرى.
«حامد عبدالعظيم»، أحد الأهالى، أكد لـ«الوطن» أن ترعة «الساحل» أصبحت تمثل مصدر تهديد خطير لأبناء المنطقة، نظراً لسوء حالتها والإهمال الذى تعانى منه، مما أدى إلى ردم مجرى المياه بالقمامة والمخلفات، ونمو الحشائش على جانبيها، الأمر الذى يسمح بتكاثر أنواع كثيرة من الحشرات والقوارض، بالإضافة إلى ما توفره من مأوى للثعابين، التى تهاجم الأهالى بين الحين والآخر، وسط صمت كامل من المسئولين، وفى مقدمتهم وكيل وزارة الرى بالقليوبية، طارق عواد، الذى لجأ إليه المواطنون بالشكوى أكثر من مرة، للمطالبة بتغطية الجزء المكشوف من مجرى الترعة، ولكن «لا حياة لمن تنادى»، بحسب قوله.
كما أشار «عبدالعظيم» إلى أن المسافة المكشوفة من ترعة «الساحل» شهدت حوادث غرق عدد من أبناء المنطقة، الذين سقطوا فى الترعة، نتيجة عدم وجود أعمدة إنارة عليها، رغم أنها تتوسط الكتلة السكنية، وتنتشر مئات البيوت على جانبيها، وطالب محافظ القليوبية، الدكتور علاء مرزوق، بالتدخل لإدراج الترعة ضمن خطة تغطية القنوات المائية، حفاظاً على أبناء القرية من الموت، إما غرقاً فى الترعة، وإما بسبب الأمراض والأوبئة التى تهدد حياتهم.
«عواد»: حملات دورية لتطهير الترعة آخرها «ساعة الصفر».. وضبط سيارات الكسح المخالفة
بينما أكد «مصطفى مكاوى»، أحد أبناء قرية «الشيخ عواد»، أن أسراب البعوض تطارد الأهالى فى منازلهم، وأن الروائح الكريهة الناتجة عن مياه المجارى، التى يتم إلقاؤها فى الترعة، تخنق المواطنين، وتشكل خطراً داهماً على المصابين بأمراض الجهاز التنفسى والحساسية، فقد أشار «خالد عبدالعزيز»، من الأهالى، إلى أن الترعة تحولت إلى مصرف لمياه المجارى، مما يهدد بانتشار الأمراض المستوطنة والمستعصية، وتسببت فى إصابة عدد كبير من الأهالى بالفيروسات الكبدية و«البلهارسيا».
وأشار «عماد جعفر»، من أبناء القرية، إلى أن الترعة تقع فى وسط بيوت وعمارات سكنية، يقطنها مواطنون محرومون من العيش فى ظروف بيئية صحية، وأضاف أنه حتى فى حالة قيام أجهزة الرى بتطهير مجرى الترعة، فإن ذلك لا ينهى المشكلة، بل يؤدى إلى تفاقم مأساة الأهالى، نظراً لقيام معدات التطهير بإلقاء المخلفات على جانبى الترعة، مما يتسبب فى زحف أعداد كبيرة من الزواحف والقوارض إلى شوارع القرية.
ومن جانبه، أكد وكيل وزارة الرى بالقليوبية، طارق عواد، أن المديرية قامت بعدة حملات لتطهير ترعة «الساحل»، محل الشكوى، آخرها كان ضمن حملة «ساعة الصفر»، التى أطلقتها المحافظة لتطهير الترع، ورفع القمامة منها، مشيراً إلى أن الترعة يتم تطهيرها دروياً، ولكن هناك من يقوم بإلقاء المخلفات بها من متعهدى النظافة، بدلاً من التخلص منها فى المدفن الصحى، كما أن هناك بعض سيارات الكسح، التى يلقى سائقوها بحمولاتها فى مجرى الترعة ليلاً، وشدد على أن إدارة الرى بالقناطر تقوم بتنفيذ دوريات، على مدار الساعة، لضبط المخالفين، وتحرير المحاضر اللازمة لهم.