بعد كشف الفيوم الأثري.. لماذا استخدم المصري القديم الآبار كمقابر؟
البئر الأثري في الفيوم
أعلنت وزارة الآثار، عن نجاح البعثة الأثرية العاملة بمنطقة "الخلوة" في الفيوم، في الكشف عن بئر دفن يقع شرق مقبرة الأمير "واجي"، من عصر الدولة الوسطى، في أثناء الحفائر التي بدأتها البعثة أواخر نوفمبر الماضي.
البئر يضم 3 حجرات للدفن، وجدت البعثة بداخلهم جزء علوي من تمثال مصنوع من الحجر الرملي يبلغ ارتفاعه 40 سنتيمترًا لشخص يعقد يده اليسرى على صدره، بالإضافة إلى جزء أوسط لتمثال آخر مصنوع من البازلت ارتفاعة 30 سنتيمترًا، وعدد من الأواني الفخارية و3 رؤوس للأواني الكانوبية، على هيئة أدمية طول الرأس حوالي 10 سنتيمترات، ولكن وجد بعضها مهشمًا، كما عثر بداخل أحدهم على "أحشاء المتوفي".
من جانبه، قال حازم الكريتي، الباحث الأثري، أن المصري القديم كانت تسيطر عليه فكرة البعث والخلود، لذلك كان ينشئ دومًا المقابر بمختلف أشكالها للحفاظ على جسد الميت، من أجل الحياة الأخرى الأبدية، وحمايته من الوصول لأيدي اللصوص.
وأضاف الكريتي لـ"الوطن" ان المقابر اتخذت عند المصري القديم أشكالًا متعددة، بدأت بالمقبرة البسيطة التي تتخذ شكل "المصطبة"، وهو الشكل الذي يحافظ عليه أغلب سكان القرى المصرية حاليًا، مرورًا بالهرم المدرج والهرم الكامل، ووصولًا للمقبرة الفاخرة التي تقارع الاهرامات في فخامتها.
وأوضح الباحث الأثري أن الآبار هي أحد أشكال المقابر التي استخدمها المصري القديم منذ ما قبل التاريخ، لغرض أساسي هو الحفاظ على جسد الميت من السرقة لأنها أكثر تأمينًا، كما أنها كانت تستخدم لعامة الشعب لأنها غير مكلفة، وكان من الممكن أن يستخدمها الأمراء وحكام الأقاليم للموظفين ورجال الإقليم كمقابر لهم.
وأشار الكريتي، إلى أن آبار الدفن شهدت عدة مراحل، بدأت بالآبار السطحية غير العميقة فيما قبل التاريخ، مرورًا بتلك التي كان يبنى فوقها "مصطبة" في الأسر الأولى، انتهاءً بالآبار العميقة جدًا شديدة الحماية من السرقة.
وأردف الباحث إلى أن قمة ازدهار الآبار كمقابر كانت في عصر الأسرة الـ 26، وكان يبنى بها المقبر في بئر واسع بعمق حوالي 30 مترًا، مملوءة بأواني فخارية مملوءة بالرمال، ويبنى بجواره بئر ضيق بالعمق نفسه يصلهما ممر أفقي ضيق، ثم تكسر الأواني فيمتلئ البئر بالرمال، ويتم سد الممر بسدادات من الرمال، قبل أن يتم ردم البئر الصغير، فيصبح من المستحيل على السارق الوصول للمقبرة ومحتوياتها، قبل أن يغرقه بحر من الرمال.